ما علاقة البشر بانقراض الثدييات كبيرة الحجم؟

ما علاقة البشر بانقراض الثدييات كبيرة الحجم؟
رام الله - دنيا الوطن
وجدت دراسة جديدة أن الثدييات الكبيرة تموت بشكل مطرد منذ أن بدأ البشر بهجرة إفريقيا، ما أثار الرغبة لدى الباحثين بفهم كيفية تغير حجم الثدييات منذ 66 مليون سنة إلى يومنا هذا.

ووفق "  ديلي ميل" البريطانية فقد وجد الباحثون أن هجرة البشرية تتزامن مع انخفاض عالمي كبير في أحجام الثدييات البرية، كما كان لإدخال أسلحة بعيدة المدى في العالم الجديد، تأثيرا ملحوظا بشكل خاص، تمثل في انخفاض أحجام أجسام الثدييات بعشرات المرات.

ويمكن أن يستمر هذا "الانخفاض في الحجم" إلى الحد الذي قد يكون فيه أكبر حيوان ثديي، خلال بضع مئات من السنين، هو البقرة المحلية التي يصل وزنها إلى حوالي 900 كلغ.

وتوصل باحثون من جامعة نيو مكسيكو (UNM) في Albuquerque، إلى هذه النتائج المثيرة للاهتمام، والمنشورة في مجلة العلوم، حيث قاموا بتحديث وإنشاء مجموعتين من البيانات التي تجمع التوزيع العالمي وحجم الثدييات الأرضية خلال فترة معنية.

ووجد فريق البحث تغيرا كبيرا في انقراض الثدييات خلال الفترات، التي كان البشر يتفرقون فيها حول العالم. وتميل الأنواع التي انقرضت إلى أن تكون أكبر من الثدييات التي بقيت على قيد الحياة، مرتين أو 3 مرات، وهو اتجاه واضح على الصعيد العالمي وفقا للدراسة.



وفي حديثها مع MailOnline، قالت الباحثة، فيليسيا سميث، أستاذة علم الأحياء في جامعة UNM: "أعتقد أن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لي هي أننا لم نعثر على أي دليل على أن المناخ، أو التحولات المناخية، قد أدت إلى زيادة معدلات الانقراض. لذا نعتقد أن الانقراض المتحيز للحجم هو سمة من سمات النشاط البشري، سواء في الماضي أو الحاضر، وليس سمة عامة لتطور الثدييات".

وقبل هجرة البشر إلى خارج إفريقيا منذ 125 ألف سنة، كانت القارة موطنا للثدييات الأصغر حجما، مع وجود كتلة بشرية متوسطة تقريبا تبلغ نصف كتلة الثدييات الموجودة في أوراسيا.

ويشير الباحثون إلى أن هذا الأمر يعكس قوة موجودة بالفعل تؤدي إلى الحد من الثدييات، وهي ناتجة عن وجود البشر في القارة، حيث ستنتهي في نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم.

ويذكر أنه في الوقت الذي تلعب فيه الثدييات دورا حاسما في تشكيل النظم البيئية، فإن اتجاه تقلص الحجم سيكون ذو تأثير متسلسل على الكائنات الحية الأخرى، وفقا للباحثين.

التعليقات