عائلة الشهيد أحمد العثامنة: جيش الاحتلال سفك دم ابننا بدم بارد

رام الله - دنيا الوطن- محمد عاطف المصري
كان أحمد حلمه أن يتزوج ويبني له بيت متواضع ويعيش كباقي الشباب ويستقر بحياته وكان الحصار والفقر سبب في تأخر حلمه، كان يعمل ويعطي جهداً كبيراً.

هذا ما قالته والدة  الشهيد أحمد رشاد العثامنة في حديث خاص ،، مضيفةً بحرقة الألم ..فهو يغار على أهل بلده ويشاركهم أفراحهم لهذا كل بيت اليوم بكت عليه فهو صاحب الإبتسامة والضحكة لا تفارق وجهه، والحمد لله ربنا اختاره شهيد".

"كنا سالمين جالسين خلف السواتر على بعد من السياج الحدودي" هكذا أجابنا شقيقه ابراهيم الذي كان مرافق له عند استشهاده بعد سؤالنا له، أين كنتم جالسون عند أستهدافكم؟

وأضاف شقيقه العشريني" لم نتوقع أن يطلق علينا الرصاص كوننا في مكان آمن ولا نؤذي أحد من اليهود وندافع عن أرضنا وحقنا بالعودة بالطرق السلمية، لا أعرف لماذا تم قتل أخي بدم بارد وعبر بحرقه والدموع تذرف من عينيه أرجو من الله تعالى أن يتقبله شهيدا".

ومن جانبه قال ابن عمه الأسير المحرر المسعف إسماعيل  العثامنة المشهور بإنقاد حياة المصابين على الحدود مع الاحتلال، فهو من قام بإسعاف ابن عمهِ ومن قبله الشهيد ثائر رابعة وعشرات الجرحى حسب قوله ،" كنا جالسين أنا وابن عمي الشهيد أحمد وأخوه إبراهيم سلميين، كنا نصفق ونضحك مع الشباب وهناك صور وفيديوهات ما يدلل على سلميتنا، وكنا على مسافة ليس بالقريبة عن السياح مع اليهود، وكنت أراقب ما إذا كان أحد قد أصيب من الشبان لكي أذهب لإنقاذ حياته، فكانت المفاجأة أنه أحمد من أصيب في قلبه فمزق الطلق صدره، فقمت بحمله إلى الإسعاف ورفقته إلى المستشفى الأندونيسي لتلقي العلاج حينها فارق الحياة" .

وعند سؤالنا له من قام بنقل الخبر لأهله ، رد إسماعيل" أنا من قمت بالإتصال مع أبيه فقلت له ابنك مصاب تعال على المستشفى الأندونيسي فقال" استشهد لأنك بتحكي معي بحرارة و قلق؟" فقلت: " بس تعال وخلص وأنا بخبرك، وعند وصولهم هو وأمه فقلت لهم الحمد لله رب العالمين أحمد استشهد ونال الشهاده، إحنا قبل هيك قدمنا الشهداء ثمانية عشر شهيد في يوم واحد من أبناء العائلة عام 2006 ، وما زلنا نقدم ولن نتوانى عن هيك قضايا"، إلى ذلك قد أغمى على والدته وحضنت ابنها بحرقه ونفى اسماعيل ما أشيع في وسائل الإعلام عن تلقيه إتصالات ومكافآت من الرئيس ومن قيادة حماس، ولكن أكد حصوله على تكريم بعدد من الدروع من قبل القوى الوطنية والإسلامية وجهات أخرى.

أحمد العثامنة دفن في مقبرة شهداء بيت حانون، ظل أصدقائه عاكفين على قبره لساعات طويلة ومنهم "يوسف وبلال ومعتز" يتألمون وجعا على فراق صديقهم وعندما حدثتهم كأنهم لا ينطقون من شدة وهل الصدمة، فقلت لهم "ادعوا له بالرحمة فهو استشهد في يوم الجمعة وهو مدافع عن أرضه يا نياله" ، هذه الكلمات أحسست بها كالثلج على صدورهم.

في جمعة الشهداء والأسرى "الرابعة" من مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، تتوالى الدماء ويسقط الشهداء، الشهيد يتلوه الشهيد والجريح تلو الجريح، ارتقى الشهيد أحمد رشاد العثامنة و ارتقى من قبله عشرات الشهداء، في ظل الصمت العربي المقيت، وفي ظل التخاذل الدولي، بالتزامن مع تطبيق صفقة القرن وإعلان القدس عاصمة للاحتلال، ما كان إلا أن خرج الشباب في مسيرات سلمية عفوية يطالبون بحق العودة، وتطبيق القرارات الدولية بالطرق السلمية.

ولد الشهيد في مدينة بيت حانون بتاريخ 13/12/1992 ودرس الإبتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا والثانوية في مدرسة هايل  عبد الحميد في بيت حانون وأكمل دراسة الثانويه العامه في مدرسة الزراعة وكان يمتلك حرفة النجارة وحلمه أن يعمل بمهنته ويفتح مشروع ويكمل مشواره ولكن آلة الغدر الصهيوني إغتالته دون أن يكمل حلمه.