حنا: سيبقى المسيحيون الفلسطينيون صوتا مناديا بالحق ومدافعا عن الحرية

رام الله - دنيا الوطن
 وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من الحجاج الارثوذكس الاتين من بلجيكا والتابعين للابرشية الارثوذكسية التي يرأسها المتروبوليت اثيناغورس من اساقفة البطريركية المسكونية.

وقد ضم الوفد عددا من الاباء الكهنة وابناء الكنيسة الذين وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين .

استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كنيسة القيامة حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم كانت هنالك كلمة المطران الذي رحب بزيارة الوفد الاتي الينا من بلجيكا وموجها التحية المتروبوليت اثيناغورس الذي كنا واياه زملاء الدراسة الجامعية في كلية اللاهوت في تسالونيكي .

قال بأن زيارتكم الى مدينة القدس هي عودة الى جذور الايمان وهي زيارة لاقدس بقعة اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر ، هنا ارض الميلاد والقيامة ، هنا ارض القداسة والنور والبركة ، هنا الارض المقدسة التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ولذلك فإننا نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تولي اهتماما بما يحدث في مدينة القدس فالقدس امانة في اعناقنا وهي حاضنة اهم مقدساتنا ووجب علينا جميعا ان ندافع عنها وان نتصدى لكافة السياسات العنصرية الهادفة الى طمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .

نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تلتفت الى فلسطين الارض المقدسة والى آلام ومعاناة شعبها الذي يناضل ويكافح من اجل الحرية ويحق لهذا الشعب ان يعيش بحرية وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة مثل باقي شعوب العالم .

ان الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم ليس شأنا سياسيا فحسب كما يظن البعض بل هو شأن يتعلق بقيمنا واخلاقنا ومبادئنا السامية التي تحثنا دوما على ان نكون منحازين للمظلومين والمعذبين في هذا العالم .

المسيحية تحثنا على ان ندافع عن حقوق الانسان والا نستسلم للظلم والاستبداد والقمع والاضطهاد والعنصرية ، المسيحية تعلمنا ان نكون صوتا صارخا ومناديا بالحق وان ندافع عن كل انسان مكلوم ومحزون ومظلوم ومتألم في هذا العالم ، وبعد سبعين عاما من النكبة وبعد كل هذه الالام والجراح والمعاناة ألا يحق لشعبنا ان ينعم بالحرية وان يعيش بأمن وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة .

المسيحيون الفلسطينيون والقيادات المسيحية الفلسطينية كانت وستبقى دائما مدافعة عن عدالة القضية الفلسطينية رغما عن كل الاغراءات والضغوطات والابتزازات والسياسات الهادفة الى اقتلاع المسيحيين الفلسطينيين من جذورهم وتهميشهم واضعافهم والنيل من مكانتهم .

القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وانها مدينة السلام ولكن سلام القدس مغيب بفعل ما يرتكب بحق مقدساتها واوقافها وانسانها من انتهاكات خطيرة واستهداف لابناء شعبنا الفلسطيني في كافة مفاصل حياتهم.

صلوا من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل مدينة القدس وسلامها ، اذكروا هذه الارض المقدسة في صلواتكم لكي يتوقف نزيف شعبها وتتحقق العدالة فيها وينعم انساننا الفلسطيني بالحرية والكرامة التي يستحقها .

نلتفت واياكم الى سوريا وما اكثر اولئك الذين يتآمرون على سوريا التي تعرضت قبل ايام لعدوان ثلاثي وقد يكون رباعي او سداسي ولكي العدوان يبقى عدوانا وجب ان نرفضه وان نستنكره وان نشجبه بشدة ، نتضامن مع اخوتنا المطارنة المخطوفين في سوريا وقد مر على اختطافهم خمسة اعوام كما ونتضامن مع اخوتنا واحبائنا هناك ونسأل الله بأن يتحقق السلام في هذا البلد الجميل الذي استهدف خلال السنوات الاخيرة بطريقة همجية دموية ارهابية غير مسبوقة كما ونتضامن مع العراق واليمن وليبيا ومع كافة ضحايا الارهاب والحروب والعنف في منطقتنا وفي سائر ارجاء العالم .

قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .