إطلاق الأسبوع الوطني الحادي عشر للطيور في جنين

رام الله - دنيا الوطن
دشن مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسةبالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ومنتدى السوسن ومجلس قروي فقوعة، محطة سوسن فقوعةالموسمية لمراقبة الطيور وتحجيلها، في إطار فعاليات الأسبوع الوطني الحادي عشرلمراقبة الطيور وتحجيلها.

وشاركممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وطلبة مدارس وأعضاء مجالس بلدية ومنتديات جامعية، فيافتتاح أول محطة لمراقبة الطيور وتحجيلها، وشاهدوا عمليات تحجيل، واستمعوا لمحاضرةحول أهمية طيور فلسطين في التنوع الحيوي.

ورحبمحمد الجالودي ممثل المجلس بالمشاركين، وقال إن فقوعة التي تحتضن الزهرة الوطنيةلفلسطين مهتمة بالمساهمة في نشر التوعية البيئة بكل السبل، والتعريف بالتنوعالحيوي لفلسطين.

وأكدالباحث ورئيس منتدى سوسن فقوعة مفيد جلغوم أن المحطة تساهم في وضع فقوعة على خارطةالسياحة البيئية لفلسطين، وتطلق اليوم أول محطة في تاريخها تعنى بعلم جديد، نأملأن يعزز الثقافة البيئية، ويخلق توجهات تساهم في حماية التنوع الحيوي، وتشجع تنفيذمسارات بيئية في القرية الأمنية على سيدة فلسطين الأولى، وزهرتها الوطنية.

وأشارمدير سلطة جودة البيئة في جنين م. عبد المنعم شهاب إلى أن أسابيع الطيور التي تنفذمرتين في العام، تساهم في نشر التوعية، وتبرز المكانة الهامة لفلسطين الغنيةبالتنوع الحيوي، وتدعو للكف عن الصيد الجائر.

وبيّن الباحث في مركز التعليم البيئي مهد خير أنفلسطين تتميز بموقعها الجغرافي بين ثلاث قارات، وبالرغم من صغر مساحتها إذا ماقورنت ببلدان شاسعة أخرى، إلا أنها تتميز بالتنوع الواسع في عناصر المناخ، كماتنفرد بأربعة أقاليم نباتية: البحر الأبيض المتوسط، والصحراوي، والإيراني،والسوداني، ما يمنحنها سحرًا خاصًا في نباتاتها وطيورها.

وأضاف تعد هجرة الطيور الربيعية أبرز مثال علىالأهمية البيولوجية لفلسطين، وتشكل سماؤها واحدة من أهم مسارات الهجرة التي يمرفيها 500 مليون طائر سنويًا، ويعتبر غور الأردن ثاني أهم مسار لهجرة الطيورالمُحلّقة في العالم. وهو أيضًا أهم المسارات في هجرة الطيور بين أفريقيا وأوروبا.

وتابع خير: يهدد سوء استخدام المصادر الطبيعيةالنباتات والحيوانات والطيور للخطر، وهذا ما تبين لاحقًا جراء انقراض أنواع متعددةمن الطيور كالنعامة وبومة السمك البنية. وبالتالي فإننا لم نعد نرى العديد منالطيور التي كانت في القرن الماضي، ومن المتوقع انقراض أنواع أخرى في القرنالمقبل، نتيجة للصيد الجائر وتدمير الموائل في فلسطين، وفي العالم، ما يدعولمراجعة سلوكنا ووقف ممارساتنا الجائرة بحق الطيور وحماية موائلها.

وأوضح أن باحثي "التعليم البيئي" هم أولمن راقبوا هجرة الطيور في فلسطين، وأول من حصلوا على رخص لتحجيل الطيور وإنشاءمحطات مراقبة لهجرة الطيور في فلسطين منذ عام 1998.

ووفق الأرقام والمعطيات، فقد حجّل المركز فيالسنوات الأخيرة قرابة 16 ألف طائر، عبر إمساكها بشباك خاصة لتتبع خطوط هجرتها،ووضع حلقات حول أرجلها تحمل اسم فلسطين، تشمل الحلقة المعدنية رقمًا تسلسليًا يكونبمثابة جواز سفر للطيور، وينفذ التحجيل وفق المعايير المتبعة الخاصة بالطيورباستخدام الشبكات المخفية، ويتم فيه قياس طول الجناح، وطول الذيل، وشكل الجناح،كما يجري تسجيل كتلة الطيور ونسبة الدهون لديها، واتجاهات الهجرة.

وأطلق المركز أول قائمة للطيور في فلسطين، وتمتحديد 373 نوعًا منها، تنتمي إلى 22 رتبة، و 64 عائلة. كما تشمل عائلة فرعية، و186 جنسًا، كما دشن في السابق أربع محطات لمراقبة الطيور وتحجيلها: طاليثا قوميببيت جالا الدائمة، ومرج ابن عامر في جنين، وطولكرم، وأريحا الموسمية.

وأكد المركز أن طيور فلسطين تنقسم إلى خمس مجموعاتتبعا لمناطق تواجدها أولها، الطيور المقيمة المُفرّخة، التي لا تهاجر وتقضي كلأوقات السنة داخل فلسطين. وثانيها الزائرة الصيفية، التي تعود إلى فلسطين خلالهجرة الربيع وتتناسل. أما الثالثة فهي المهاجرة العابرة، التي تهاجر عبر فلسطينبشكل منتظم خلال الهجرة الربيعية والخريفية، فيما الرابعة الزائرة الشتوية تبدأبالقدوم في الخريف وبداية الشتاء، وتترك فلسطين نهاية الشتاء أو بداية الربيع. وتعدالطيور الزائرة العابرة – المشردة، الخامسة فهي تزور فلسطين بشكل عرضي.

وكشف "التعليمالبيئي" عن تسجيل طائر العندليب القادم من السويد في فقوعة اليوم، إذ تم رصدحلقة معدنية تشير إلى تحجيل الطائر في ستوكهولوم، وهي المرة الأولى التي يجري فيهاتسجيل طائر  سويدي.

بدورها،أوضحت مديرة التوعية البيئية في "جودة البيئة" ببيت لحم، نعمة كنعان أنطلبة النوادي البيئية في جامعتي: فلسطين الأهلية، والقدس المفتوحة شاركوا في  تدشين المحطة، وتعرفوا  على التنوع الحيوي في القرية، واستمعوا إلىمحاضرة حول ما يتهدد طيور فلسطين وموائلها.

وقالتالطالبة في جامعة فلسطين الأهلية ببيت لحم غيد براغيث، إن أسبوع الطيور أضاف لهاالكثير من المعلومات، وعزز فيها روح الانتماء لبيئتها، ومنحها فرصة المشي في مساربيئي بفقوعة، كما جعلها تهتم أكثر بنظافة البيئة، والحرص على عدم تلويثها.

فيماأشار محمد عابد من منتدى ندى البيئي في الجامعة العربية الأمريكية إلى أن الأسبوعيمرر رسالة لأبناء شعبنا، تدعوهم إلى التفكير في كل تصرفاتهم تجاه محيطهم، وعدمالعبث بتوازنه، أو التعرض لطيوره ونباتاته بشكل جائر.