صلح حديبية جديد

صلح حديبية جديد
صلح حديبية جديد

بقلم ديب ابو الدعليس غزة 

 استيقظت غزة على أخبار تدور حول عروض أوروبية  لمساعدة غزة في مواجهة إجراءات عباس ضدها فكيف ولماذا ومتى...

على فرضية أن العرض المذكور صحيحا وهذا وارد جدا  لأنه ومن خلال تعامل مع الأوروبيين عرف جيدا ايدولوجيات التعامل التي ينتهجونها حيث أنه عند وجود مخططا لهم يريدون تمريره فإنهم ينتهجون أسلوب المناورة المسبقة والتي تتيح لهم دراسة وتشخيص وإخراج للمخطط حتى يتم تحديد آليات ومراحل تطبيقه وما ظهر اليوم هو مرحلة المناورة لفهم وجهات النظر وردود الأفعال مسبقا والعمل على تعديل المخططات بناءً عليها وبما لا يتنافى مع الهدف العام للمخطط (الصفقة) ولايخفى على أحد ما تعانيه غزة من أزمات وحصار خانق وتآمر دولي وإقليمي جعل منها بقعة نار وناقوس خطر يدق طبول حرب على المتآمرين فغزة التي وقفت وحيدة في وجه اعتى قوة في المنطقة على مدار ثلاثة حروب تحملت من خلالها ما يكفي لإسقاط دول عظمى إلا أنها صبرت وتعالت على الجراح إيمانا منها بعدل قضيتها وجور سجانوها غزة بوابة النصر والتحرير بعظمة تضحيات رجالها ونسائها ستبقى عصية على الانكسار إن العرض الأوروبي المزعوم لا أراه يهدف لخدمة غزة والسعي لإنصاف أهلها واسترداد حقوقهم ولكنه يهدف لإطفاء فتيل الإنفجار الذي يقترب يوما بعد يوم والذي تسعى فصائل المقاومة في غزة لجعله ثورة غضب ستشعل الأرض نار تحت أقدام الاحتلال

 فلا أحد على وجه هذه الأرض له الحق في نزع قوة غزة وكسر جبروت رجالها اللذين يواصلون الليل بالنهار إعداد وتجهيز لليوم الذي ستكسر به جدران الاحتلال ويرفع علم فلسطين فوق أسوار ومآذن القدس . فالهدف إخراج غزة والمقاومة من تيار الممانعة للاحتلال وعزلها وخسارتها أهم وأقوى حلفاء لها وسيتخلل مرحلة تمرير المخطط إثارة النزعات الدينية والفكرية وبعض المؤثرات الإنسانية التي ستؤثر على اتخاذ القرار وتشكل ضاغطا جماهيريا على المقاومة بحرمانها من استفتاء الشعب لأن  الشعب سريع التأثر بما ذكرته من نزعات فكرية ودينية ومؤثرات إنسانية  . سيهدف المخطط لخلق بديل مزعوم (الاتحاد الاوروبي) وهو المعروف عنه بالقط السمين في دفع المساعدات ودعم الدول وهو ما تم تسويقه مسبقا كأب حنون حافظ للحقوق وذلك ما ترسخ من خلال ما قدمه من خدمات وعلى فترات متفاوتة تمثلت بدفع الرواتب والمساعدات ودعم المشاريع وذلك لخلق ودا في قلوب الجماهير.  

  الصلح الجديد بوجهة نظري وبقارئتي للمشهد ودراستي للأحداث هدنة خمس سنوات قابلة للتجديد تحمل في طياتها البنود التالية :

   1_ تحتفظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ومواجهة اي اعتداء عليها  واستهداف العناصر اللذين يرتكبون اعمالا تخريبية.

2_ يتكفل الاتحاد الأوروبي والدول الراعية للاتفاق بإعادة اعمار غزة ودفع رواتب الموظفين بالكامل والإشراف على من يديرون غزة واعتبارهم ضامنين لهذا الاتفاق .

 3_ الحفاظ على الحدود وضمان عدم استخدام السلاح أو اي أعمال تشكل خطرا على إسرائيل.

4_ فتح كافة المعابر وتحويل المستحقات الضريبية لإدارة غزة والسماح وحرية التنقل من وإلى غزة ومنح ألاف التصاريح للعمال وادخال كافة أنواع البضائع باستثناء تلك المستخدمة في الصناعات العسكرية . 

 5_ تحتفظ إسرائيل بحقها بإقامة منطقة عازلة داخل حدودها وبعض النشاطات العسكرية المحاذية للحدود في حال وجود
 أي خطر يهدد أمنها.

 6_ وقف العمل في حفر الأنفاق من غزه  .

7_ إبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة.

8_ يتحمل الاتحاد الأوروبي والدول الراعية للاتفاق المسؤولية الإنسانية على غزة وتوفير كل ما يلزم لحياة كريمة لسكان القطاع.

 أخيرا يتم الاتفاق على تمديد الهدنة  لعشرة أعوام  جديدة وذلك فور دخول العام الخامس حيز التنفيذ . 

إن ما سبق من توقعات لشروط الصلح الجديد قد يشكل في نظر البعض إنجازا وفي نظر البعض الآخر دنية وهوان، فسيدنا عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علم ببنود صلح الحديبية يا محمد انعطي الدنية في ديننا فما كان من رسول الله إلا الصمت فالتفت إلى أبو بكر وأمسك بتلاميذ جسد عثمان وعلي مكررا نفس السؤال إلا أن المصطفى لم يكن ينطق عن الهوى وكان مؤمنا بنصر الله له وللمؤمنين فكان بعدها فتح مكة وعلت رايات الإسلام في ربوع الأرض. 

 فإن كان ما سبق صلح حديبية جديد فمن يعلم أين الخير وهل نحن أمام قبول البعض ورفض والآخر وهل نحن على اعتاب صراع داخلي جديد بين مؤيد ومعارض وهنا يبقى السؤال أين الحل !

التعليقات