مروان البرغوثي.. 17 عامًا في الاعتقال

مروان البرغوثي.. 17 عامًا في الاعتقال
القائد مروان البرغوثي
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تقريرًا خاصاً في
ذكرى اعتقال القائد مروان البرغوثي، ودخوله عامه الـ17 فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي اختطف بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2002 وحكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عامًا.

وجاء في تقرير الهيئة، أن اعتقال إسرائيل للقائد البرغوثي عام 2002، حين كان يشغل منصب أمين عام حركة فتح في فلسطين، ونائب منتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني، قد وضع إسرائيل في مأزق سياسي قانوني، وتصدرت عملية اعتقاله الرأى العام الدولي وحتى الإسرائيلي، والتي اعتبرت اعتقاله يأتي في سياق سياسي وجزء من الحرب على الرئيس الراحل ياسر عرفات في ذلك الوقت، ووصفه باللاشريك.

وأوضحت الهيئة، أن مائة يوم من التحقيق العنيف والقاسي واجهها البرغوثي في أكثر من مركز تحقيق كالمسكوبية وبيتح تكفا والجلمة والسجن السري، تركز الجزء الأكبر فيها حول علاقته بياسر عرفات، وتمويل نشاطات الانتفاضة، والقرارات الصادرة حولها في محاولة إسرائيلية لإدانة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي اعتبره شارون غير شريك وفرض حصاراً على "المقاطعة" مقر إقامته، وقام بتدمير مقرات السلطة، وإعادة احتلال المناطق الفلسطينية في عملية أطلق عليها (السور الواقي).

ورفض القائد البرغوثي مراراً وتكراراً الاعتراف بشرعية
 المحكمة الإسرائيلية، معتبرًا اعتقاله "باطلاً وغير شرعي" ووجه لائحة اتهام طويلة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وأحدث البرغوثي جدلاً في المجتمع الإسرائيلي ولدى قادته السياسيين، الذين وجدوا أن اعتقاله قد أضرّ بالصورة "الأخلاقية" لإسرائيل، وقد علقت عشرات البلديات في دول العالم، خاصة فرنسا صورة البرغوثي أمام أبوابها، وبعضها أصدرت جوازات سفر للبرغوثي، وتحول إلى رمز وطني لحركة التحرر الوطنية، ومدافع عن الحرية والعدالة الإنسانية.

وبينت الهيئة، أن النائب البرغوثي حصل على درجة
الدكتوراة داخل السجن، وقاد العملية التعليمية للأسرى داخل السجون، والتأكيد على الثوابت الوطنية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وقالت: إن البرغوثي صاحب الفضل في صياغة وثيقة
الوفاق الوطني- وثيقة الوحدة الوطنية - التي شكلت أول حكومة وحدة وطنية فلسطينية فى العام 2006، وهو من الداعين بقوة وإصرار لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، رافعاً شعار (شركاء فى الدم شركاء فى القرار).

وقد دعا البرغوثي مراراً إلى وضع استراتيجية فلسطينية
لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما دعا لتصعيد المقاومة الشعبية السلمية، ومقاطعة إسرائيل على كافة المستويات، بسبب عدم التزامها بالشرعية الدولية، واستمرار ممارساتها الاستيطانية والعدوانية.

ولفتت الهيئة، إلى أن الأسير القائد البرغوثي، قاد إضراب الحرية والكرامة العام الماضي، لتوحيد صفوف الحركة الأسيرة ضد سياسات المحتل الإسرائيلي، وانتهاكاته تجاه الأسرى، وخاصة أن هذا الإضراب التاريخي، شارك فيه أكثر من ألف أسير فلسطيني لمدة 42 يوماً، تعرّض فيه الأسرى لعدوان وحشي وشرس وغير مسبوق من قبل سلطات الاحتلال، ولكنهم أثبتوا صلابة استثنائية في إرادتهم ووحدتهم، وسجلوا أسطورة في الصمود والتحدي.

وبينت الهيئة، أن مواصلة السلطات الإسرائيلية، اعتقال
6 نواب فلسطينيين في سجونها، هو ضرب واضح للمواثيق والأعراف الدولية، وانتهاك فاضح للحصانة التي يتمتع بها البرلمانيون المنتخبون، ومؤشر على أن سلطات الاحتلال
مستمرة في ملاحقة كافة أبناء الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه.

التعليقات