سلفيت: القدس المفتوحة تنظم يوماً بعنوان "مهارات البحث العلمي في العلوم التربوية"

سلفيت: القدس المفتوحة تنظم يوماً بعنوان "مهارات البحث العلمي في العلوم التربوية"
رام الله - دنيا الوطن
تحت رعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، نظمت كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، يوم الإثنين 9/4/2018م، بالتعاون مع فرع الجامعة بسلفيت، يومًا علميًا بعنوان: "مهارات البحث العلمي في العلوم التربوية في القرن الحادي والعشرين". وذلك بحضور مدير مديرية التربية والتعليم في سلفيت، وعدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، ومعلمي المدارس، وطلبة الكلية.

وأوصى المشاركون في اليوم العلمي الذي عقد في قاعة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، بفرع الجامعة في سلفيت، إلى ضرورة الاهتمام بالبحوث الكيفية، واختيار المشكلات التي تستحق الدراسة، وتمكين الطلبة المعلمين والباحثين من مهارات البحث العلمي.

وأكد المشاركون ضرورة اهتمام معلمي المدارس وطلبة الجامعة بالبحث الإجرائي الذي يمكنهم من دراسة المشكلات التي تواجههم في عملهم، ويسهم في تطورهم المهني، ثمدعوا إلى استخدام ما يعرف بالدلالة العملية كعنصر يعضد الدلالة الإحصائية، فيكون اتخاذ القرار بذلك أكثر دقة وأفضل استدلالاً. فالدلالة الإحصائية وحدها ليست كافية لصنع قرار تربوي أو نفسي، والدلالة العملية هي تلك التي يسميها الباحث النفسي "الدلالة السيكولوجية"، ويسميها الباحث التربوي "الدلالة التربوية"، ثم التركيز على البحوث الجماعية والتشاركية بين أعضاء هيئة التدريس.

وطالب المشاركون بضرورة تعميم هذه الورشة على فروع الجامعة كافة للطبة وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا؛ لتعزيز مفاهيم البحث العلمي بطريقة سليمة ومنهجية، والاعتماد على البحث الإجرائي في أبحاث التخرج للطلاب.

افتتح اليوم العلمي بآيات عطرة من الذكر الحكيم فالسلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. وخلال كلمة أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، التي ألقاها بالنيابة عنه مدير فرع الجامعة بسلفيت د. باسم شلش، رحب بالحضور ونقل تحيات أ. د. عمرو، وقال: "يأتي هذا النشاط بتوجيهات من مجلس أمناء الجامعة ورئاسة الجامعة في إطار اهتمامهما بالبحث العلمي، بهدف النهوض به فيمنح الإنسان القدرة على اكتشاف آفاق علمية جديدة، قادرة على إنتاج باحثين سيخدمون مجتمعاتهم".

وشدّد شلش على ضرورة تحري الدقة والبحث في مجالات موضوعية ومنطقية بعيدة عن الخيال، ما يحتم وضع منهاج لتعليم البحث العلمي يدرس في المدارس والجامعات لتخريج جيل قادر على نشر العلم والمعرفة كل حسب تخصصه. وفي نهاية حديثه شكر د. شلش الحضور والقائمين على هذا النشاط، متمنياً لهم يوماً علمياً ناجحاً.

وفي كلمة مدير التربية والتعليم في سلفيت أ. عواد أمين، فقد أكد الشراكة الحقيقية القائمة بين مديرية التربية والتعليم وجامعة القدس المفتوحة بسلفيت عبر تنظيمهما العديد من الأنشطة المشتركة. وقال إن الوزارة تعد البحث العلمي متطلباً أساسياً في جميع دورات التدريب والعمل على مستوى المدارس والجامعات، مثل برنامج تطوير القيادة والمعلمين (LTD)، وغيرها من الدورات التدريبية التي استهدفت المعلمين ومديري المدارس في أساسيات البحث العلمي، وهي واحدة من الكفايات الأساسية الضرورية لعملهم، مؤكدًا تكليفهم بتنفيذ أبحاث علمية إجرائية لاستقصاء جوانب القصور ضمن المحيط المدرسي وتطوير أساليب عمل ونماذج تنظيمية تحسّن الأداء وتزيد فاعليته.

توجت هذه الدورات بإجراء مؤتمرات تربوية عرض فيها المشاركون أبحاثهم، وقد حكمها أساتذة الجامعات الفلسطينية عامة وأساتذة جامعة القدس المفتوحة بشكل خاص، حيث تركزت موضوعاتها في البحث في استراتيجيات التدريس وأثرها على تحصيل الطلبة واتجاهاتهم، واستراتيجيات التقويم النوعي (الواقعي)، وأثر توظيف التكنولوجيا على اتجاهات الطلبة وتحصيلهم العلمي ومشاركتهم في فعاليات الدرس، إضافة إلى الأبحاث التي اهتمت بتحسين البيئة التعلمية وغيرها.

وبين عميد كلية العلوم التربوية د. مجدي زامل أهمية اليوم العلمي (مهارات البحث العلمي في العلوم التربوية في القرن الحادي والعشرين) موضحًا أنه يأتي انسجامًا مع اهتمام جامعة القدس المفتوحة بالعملية التربوية والتعليمية، والعملية البحثية، وحرصًا على الرقي بالمعلم الفلسطيني وتمكين طلبتها من الإبداع والتميز، وإيمانًا بمواكبة التوجهات التربوية المعاصرة في مجال البحث العلمي، واهتمامًا ببناء خبرات الطلبة المعلمين البحثية والمعرفية والمهارية.

وبين زامل أن اليوم العلمي هذا يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تعقدها الكلية، لتأكيد أهمية امتلاك المهارات البحثية اللازمة في العلوم التربوية، ويسلط الضوء على أربعة موضوعات متصلة بالبحث العلمي في العلوم التربوية، وهي: خبرات واقعية في البحث التجريبي وشبه التجريبي، والإجرائي، وأدوات جمع البيانات في البحث التربوي الكيفي والكمي وتحليلها.

وبدأت الجلسة العلمية بورقة علمية للأستاذ الدكتور محمد شاهين مساعد الرئيس لشؤون الطلبة، وحملت عنوان: "خبرات واقعية في البحث التجريبي وشبه التجريبي"، ركز فيها على التصميمات التجريبية وأنواعها، والمتغيرات وأنواعها، وأساليب الضبط التجريبي، ومميزات المنهج التجريبي وعيوبه، وغيرها من الموضوعات المتصلة بالبحث التجريبي وشبه التجريبي. أما الورقة الثانية فكانت للأستاذ الدكتور حسني عوض عميد البحث العلمي في الجامعة، وجاءت بعنوان: "أدوات جمع البيانات في البحثالتربوي الكمي وتحليلها"، وعرض فيها مفهوم البحث الكمي التربوي، وأهمية الإحصاء والبعد الكمي في البحث التربوي، ومعايير جودة أدوات جمع البيانات في البحث التربوي الكمي، والتحليل الإحصائي للبيانات في البحث الكمي، والأخطاء الشائعة في التحليل الإحصائي. وكانت الورقة الثالثة للأستاذ محمد أبو معيلق منسق التدريب في الكلية بعنوان: "خبرات واقعية في البحث الإجرائي"، ركز فيها على مفهوم البحث الإجرائي، والبحث الإجرائي والتطوير المهني، ومكونات البحث الإجرائي وخطواته وأدواته، وغيرها من القضايا الواقعية المتصلة بالبحث الإجرائي. أما الورقة الرابعة فكانت للدكتور عبد الله بشارات، عضو هيئة تدريس بجامعة بيرزيت، ألقتها عنه د. رولا الرمحي، وعنوانها: "أدوات جمع البيانات في
البحث التربوي الكيفي وتحليلها"، بين فيها مجموعة من الأدوات البحثية، مثل: المجموعات البؤرية، والمقابلة والملاحظة، وصدق وثبات أدوات البحث الكيفي والتحقق منهما، وكيفية تحليل البيانات في البحوث الكيفية.