حوار الثقافات

حوار الثقافات
حوار الثقافات

   "الثقافة هي اتساع العقل والروح". جواهر لال نهرو

 كيف يمكننا نشيجع الحوار الجيد بين الثقافات؟ لماذا نواجه صعوبة في قبول الأديان، والثقافات الأخرى؟ ما الذي سيجعلنا نتسامح ونقبل بالتعددية الثقافية؟

ما نعرفه جميعا هو أننا نواجه صعوبات في "العيش معا" وقبول التنوع. قبل كل شيء ، يجب أن نعرف أننا لم نصل إلى الحذاقة والمساهمة في  نشر السلام في العالم. تظهر الطوابع النمطية بشكل خاص في طريقة تصور الأديان الاخري، وما زلنا نرى الرسومات التي تسخر من الاعتقادات أو الطقوس التي ليست لنا. بينما يمكن للرسم أو النحت أن يكون مروجًا للثقافات والانفتاح بين الشعوب. ولا ننسي ان الأديان تحمل في طياتها قيمًا إنسانية، وتشرع في نشر الوئام الاممي، ومشاركة حوار الحق، ومحبة الناس.

كما ان الظروف المعيشية آخذة في التغير ، والعولمة تنفتح على التكنولوجيا العالية، والتنوع الثقافي فضلا عن قيمها. وتتغير القيم وفقًا للبيئة والسكان، ومدي تطورهم وتاقلمهم مع المتغرات. كما ان التعددية الثقافية هي شرط لا مفر منه للوئام المجتمعي ، حيث أن هناك المزيد والمزيد من الهجرة في العالم.  وهناك كثير من الناس من جميع انحاء العالم تتمتع بالسفر، واكتشاف ثقافات مختلفة عن ثقافاتهم. لكن هل نحن مستعدون لقبول العيش مع أشخاص مختلفين عنا؟ لا بد من التوقف عن انتقاد أي شيء لا يروقنا. هل نحن على استعداد لاحترام عادات الآخرين حتى لو ما عجبتنا؟ 

هناك اختراق جديد في الهوية الثقافية والاجتماعية ، اعتمدها عدد كبير من الناس في شتي انحاء العالم، وهم يعيشون في بيئة متعددة الثقافات ، و يسعون جاهدين للحفاظ على ثقافاتهم وانتماءاتهم الاجتماعية، والمذهبية. يمكن للمرء أن يراقب سياح الغرب أثناء سفرهم في الايجازات، والذين يتمتعون بتذوق جميع الأطباق الغريبة عنهم ،أو ارتداء الملابس التقليدية ، ومعرفة عادات وطقوس الدول التي يزورونها. بمجرد عودتهم إلى بلدهم ، يرجعوا هؤلاء السياح الي هويتهم الاولية وحياتهم الاعتيادية، حاملين ذكريات طيبة مما خاضوه من تجارب جديدة. لكن اذا تواجدوا غرباء في العمل، فيجدوا صعوبة في التعامل جنباً إلى جنب معهم كزملاء قادمين من دول اخري، حتي لو كانوا من تلك الدول التي أحبوا كل شيء فيها. ويصبح الاحتكاك صعب ومكلف،مما يؤدي الي البوح بكلام جارح، مثل السخرية من بعض المعتقدات الدينية.  

يمكن عكس الأدوار مع الأشخاص الذين يهاجرون إلى أوروبا ، كما أنهم يكافحون من أجل الاندماج في المجتمع، ويخافون علي اطفالهم من عدم الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم. لكن، يجب ألا ننظر إلى التنوع الثقافي على أنه تحدٍ اجتماعي ، بل علي انه بمثابة تعزيز للسلام والاحترام، والتلاحم بين الشعوب. فالانفتاح هو الوسيلة الوحيدة للتكيف الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي ، وأفضل طريقة للتخلص من الصور النمطية، والعنصرية، والعنف، وجميع أشكال التمييز التي تشير إلى التعصب. يمثل حوار الثقافات اليوم ضوءًا جديدًا لقيم البنائية الاجتماعية ككل. 

 انه حوار بين الثقافات مع تبادلات مثمرة ، بناءً على مفهوم كل منها. سيحافظ حوار الثقافات علي التقدم الاجتماعي ، والبحث العلمي، فضلا عن تقاسم  رؤية موحدة  للسلام، والعدالة الاجتماعية، والتضامن العالمي. 

إن نماذج الذكاء هي المثل الاعلي للحوار الديمقراطي والاجتماعي ، لأن هذه النماذج تسمح بالتعاون. وتطوير الوعي التضامني. 

كما ان التواصل الاجتماعي يمنح الحوار، وكذلك المنطق. ومع ذلك،  هناك حاجة إلى الحوار لإعادة التقييم ، والتمييز العقلى، والدقة، والحكمة. عندما يظهر الحوار ، يتحرك الوعي ليفرض مرجعًا إدراكيًا وتصورات في النشاط ، للاستماع ، والتحليل ، والفهم ، والتقدير أيضًا. وفقا لمنهجية كانط ، يظهر المنطق  في الثقافات الديكارتية ، علي أساس العلاقات الطبيعية. إن تنظيم الظواهر الثقافية يعني الاستفادة من المعرفة ، وإنتاج منطق متسامٍي من شأنه توحيد العالم ، ووعي الناس ، والتماسك الثقافي.

التعليقات