الخارجية: "نيكي هايلي" سفيرة الحقد والكراهية والأيديولوجية الظلامية

الخارجية: "نيكي هايلي" سفيرة الحقد والكراهية والأيديولوجية الظلامية
نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
رام الله - دنيا الوطن
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، تُصر على اتخاذ مواقف داعمة للاحتلال، ومدافعة عن جرائمه وانتهاكاته، ومعادية بشكل سافر لشعبنا وقضيته وحقوقه، كان آخرها في جلسة مجلس الأمن، التي عقدت في أعقاب المجزرة البشعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة.

ووصفت الخارجية، السفيرة هايلي بـ"سفيرة الحقد والكراهية والأيديولوجية الظلامية"، حيث أفشلت إصدار بيان متواضع عن مجلس الأمن، في وقت تواصل فيه قطع الطريق على تبني أية صيغة قرار مهما كانت متواضعة بهذا الشأن، وفي ذات الوقت تحرص على تسويق انحيازها الأعمى لإسرائيل وجرائمها، عبر جملة من المواقف الكاذبة والمُضللة، وفي مقدمتها: محاولاتها تحميل الطرف الفلسطيني (المسؤولية عن عدم استئناف المفاوضات)، عبر لجوئها الى كيل الاتهامات للرئيس محمود عباس، والتحريض عليه.

وأكدت الوزارة، أن الجانب الفلسطيني ممثلاً بالرئيس، قدم ومازال يقدم كل ما هو مطلوب لإعادة قطار السلام إلى مساره ولإنجاح الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات، غير أن الإدارة الأمريكية وحتى هذه اللحظة لم تُقدم أية فرصة لاستئناف المفاوضات، ولم تطرح على الجانب الفلسطيني، ما يمكن أن يفتح الباب أمام استئناف عملية سلام حقيقية وذات جدوى.

وأضافت: أن محاولات هايلي"اختزال خلاف الإدارة الأمريكية مع الجانب الفلسطيني في شخص الرئيس محمود عباس لمواقفه التي تمثل الإجماع الوطني والشعبي الفلسطيني وتعكسه، وتُعبر عن مصالح شعبنا العليا بفئاته وقواه السياسية كافة، هذه المحاولات تندرج في سياق العدوان والتحريض الذي تشنه الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، بهدف تركيعه وفرض الاستسلام عليه.

وتابعت الخارجية في بيانها: أن محاولات هايلي التستر وراء عبارة (ما يتفق عليه الطرفان نوافق عليه)، تأتي لتبرير المواقف الأمريكية المنحازة للاحتلال، وهي عبارة باتت بلا معنى وأصبحت فارغة من أي مضمون، في ظل محاولات الإدارة الأمريكية المستمرة لشطب قضايا المفاوضات النهائية، والقفز عنها وحسمها بشكل مُسبق لصالح الاحتلال، وهو ما ظهر جلياً في الإعلان الأمريكي الخاص بالقدس والمحاولات المتكررة للمساس بقضية اللاجئين، حيث لم تبقِ إدارة الرئيس ترامب أي قضية ليتفاوض بشأنها الجانب الفلسطيني، ويتفق عليها الطرفان.

 والأنكى من ذلك، أن سفيرة واشنطن في المنظمة الأممية تعتبر إعلان ترامب بشأن القدس قضية أمريكية (داخلية) تارةً، في حين أنها تؤكد مراراً وتكراراً أن قضية القدس (خارج النقاش وتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات) تارةً أخرى.

وأعربت الوزارة عن شديد استغرابها وعميق تعجبها من هذا التناقض الصارخ في مواقف هايلي التي تعتبر أن القضية الفلسطينية شأناً داخلياً أمريكياً، وتُعطي نفسها الحق في استغلال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتصرف بها كشأن أمريكي داخلي، وتتساوق في الوقت ذاته مع أحزاب اليمين الإسرائيلي الحاكم، التي تعمل من أجل سيطرة اليمين وأيديولوجيته على مفاصل الحكم في إسرائيل، وتكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان في على حساب حقوق شعبنا. 

وذكرت: تستخف هايلي أيضاً بوعي المسؤولين الدوليين بادعائها أنه: (لا توجد أية معارضة من جانبنا لحل الدولتين، طالما اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون على ذلك)، مع علمها المسبق بأن مواقف الإدارة التي تمثلها تُقوض بشكل تام أية فرصة لتحقيق حل الدولتين، وتغلق الباب أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، بل أكثر من ذلك، فهي تدرك بأن مواقف الإدارة الأمريكية تُشجع سلطات الإحتلال على التمادي في تعميق استيطانها ومصادرتها للأرض الفلسطينية المحتلة، وتُشكل سياستها المتواطئة غطاءً لمحاولات اليمين الحاكم في إسرائيل لضم المناطق المصنفة (ج) وفرض القانون الإسرائيلي عليها، لذلك، فإن ما تدعيه هايلي بخصوص حل الدولتين، يبقى بمثابة ذر للرماد في العيون، ويفتقر لأي رصيد وفاقد لأي مصداقية.

 ومن جهة أخرى، تحاول هايلي اختراع توازناً كاذباً في مواقفها لعلها تصبح مقبولة وقريبة شيئاً ما من المعقولية والمنطق عندما تقول: (على الطرفين تقديم تنازلات)، والحقيقة هنا أننا لم نسمع حتى هذه اللحظة أن الإدارة الأمريكية مارست أي شكل من أشكال الضغوط على حكومة نتنياهو لتقديم أي تنازل من أجل استئناف المفاوضات، أو للقيام بأي خطوة من شأنها توفير المناخات المطلوبة لإطلاق عملية السلام، بل على العكس تماماً، تواصل إدارة ترامب محاولاتها المنحازة لفرض رزمة من "التنازلات" ـ إن جاز التعبير- كشروط مسبقة، وبشكل إجباري على الجانب الفلسطيني، حتى قبل انطلاق المفاوضات.

وأوضحت الخارجية، أنها إذ تدين مجدداً وبأشد العبارات الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، فإنها تؤكد أن المقاربة الأمريكية لعملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد للقانون الدولي وللشرعية الدولية وقرارتها، بل تُشكل خروجاً فاضحاً على الإجماع الدولي، وانتهاكا صارخاً للقوانين الدولية الناظمة، وتمثل محاولة أمريكية مفضوحة للانقلاب على أسس ومرتكزات ومرجعيات النظام الدولي، وتعكس في ذات الوقت، دعوة أمريكية صريحة لإعادة بناء العلاقات الدولية على ركائز العنف وثقافة التطرف والإرهاب وأيديولوجيتهما الظلامية وشريعة الغاب.

وختمت الخارجية بيانها قائلة: إن هايلي تعرض على الفلسطينيين "عملية سلام ومفاوضات" تتجاهل مرجعيات السلام الدولية ولا تأخذ بمبادرة السلام العربية، بل تعتمد الاحتلال وسياساته والتغييرات التي فرضها على الأرض بالقوة كمرجعية لسلام هايلي المزعوم، إن ما تدعيه هايلي من مواقف وشعارات يندرج في إطار محاولاتها المستميتة لتبييض صفحة الاحتلال، وتضليل الرأي العام العالمي بجملة من الأكاذيب، بما يعكس إما جهلاً مطبقاً بحقائق الصراع أو انحيازاً أيديولوجيا أعمى للاحتلال، وهو الأقرب إلى الحقيقة.        

التعليقات