صور: ألقٌ هندسيّ عناصره التناغم غير المألوف

صور: ألقٌ هندسيّ عناصره التناغم غير المألوف
رام الله - دنيا الوطن
خطّه الهندسي واضح لا يحيد عن استراتيجية العمل التي وضعها لنفسه، إلا أنّه في هذه الرؤية الهندسية لا تبدو أعماله متشابهة، بل لكلّ منها رونق وجاذب وفرادة في قالب من الفنّ الهندسي الراقي. هذه الشقّة خير دليل على أعمال المهندس حبيب وهبة، فقد نجح في تصميمها في أحد الشوارع البيروتية الراقية بتصاميم جديدة وفريدة لم يسبق أن استخدمها في أعماله السابقة، سواء من حيث الألوان أو الأشكال.

يعتبر المهندس وهبة أنّه كان جريئاً نوعاً ما عندما قرّر أن ينجز عملاً كهذا. وقد تكلّلت جرأته بالنجاح. فالهدف كان تصميم منزل لشقيقة المالكة التي سبق أن صمّم لها وهبة منزلها. أراد أن يحافظ على خطّه الهندسي المعروف بهدوء الألوان والتصاميم التي تُبقي على قيمتها مع مرور الزمن، فخطا خطوة جريئة باستخدامه اللون الكحلي في الخشب والقماش، وفق موقع "لها".

«تجربة جديدة بالنسبة إليّ، أنا المعروف باستعمال مشتقات ألوان البيج للأثاث. استخدمت اللون الكحلي في الخشب وحتى باب المنزل، فخرج بحلّة فريدة وأنيقة أرضت ميولي الهندسية وذوق المالكين معاً».  

فالباب الخارجي من الخشب الكحلي اللمّاع يفتح على كونسول في قاعة الاستقبال من الخشب نفسه. وقد ارتدت الجدران ورقاً باللون البيج يوحي بملمس الحجر، امتدّ من غرفة الاستقبال إلى بعض جدران الصالونات. وهذا التناغم بين الكحلي والبيج أرخى على المكان رفاهية وكياسة مطلقة.

قاعات الاستقبال متجانسة من حيث الطراز والألوان، لكونها مفتوحة في ما بينها، وقد طبعتها بصمة «رالف لورين» ومزيج من الطراز الإنكليزي والأميركي. 

واللافت في هذا المسكن أنّ جوّ المنزل يختلف بين الليل والنهار، إذ يعيش سكّانه أجواء مختلفة بفضل الإنارة والألوان التي تعكسها. فرح وحياة في النهار، وأجواء رومانسية حالمة في الليل.

المهندس وهبة نفّذ كلّ الأثاث. غرفة الطعام كانت لها الحصّة الأبرز من الابتكارات، مقاعدها من القماش المقلّم باللونين الكحلي والأبيض، أضفت جمالية ورفاهية في آن معاً، ومنها انطلق لانتقاء باقي القماش. 

جدار غرفة الطعام تحوّل إلى دروسوار من الخشب الأبيض، جزؤه السفلي خزانة والجزء الأعلى مقطّع إلى مربّعات فيها مجموعة قطع مميّزة للزينة بألوان مختلفة. أما الطاولة فهي من الخشب اللمّاع البني الذي يحب عادةً المهندس استخدامه «لأنه يضفي قيمة خاصة». وقد أضاءت الطاولة ثريا «باكارا» مميّزة، وتزّينت الطاولة بزهرية فضّية مملوءة وروداً زادت المكان نضارةً.

في قاعة الاستقبال صالونان متجانسان، أحدهما مخصّص لجهاز التلفزيون صمّم كأنه غرفة جلوس، وشكّل امتداداً للصالون من حيث الطراز والألوان، مقاعده مزيج من اللونين البيج والكحلي. وزُيّن الجدار بثلاث لوحات لافتة التصميم مصنوعة من ورق البامبو للفنّان العالمي zhuanghongyi. أما الصالون الأوّل فهو متّصل الأجزاء، مقاعده عصرية ووثيرة من القماش البيج. وخلفه على طول الجدار الزجاج ستائر بيج من الحرير انسدلت بنعومة تصميمها وولّدت رونقاً خاصاً.

ولا بدّ من التوقف عند القطع الفنيّة المميّزة من لوحات لرسّامين وفنانين عالميين انتقاها المالكون من الخارج، بدت ذات قيمة وعراقة خاصة. إحدى اللوحات في غرفة الطعام للفنّان العالمي Yann Houri تجسّد حصاناً، لكنّه في الواقع يضّم كلّ الحيوانات بألوان عدة، وعلى مقربة لوحة أخرى لـpaul sibuet.  
كأنّ هذا المنزل تحوّل إلى معرض دائم للفنّ، إذ إن الممرّ الذي يقود إلى غرف النوم صار جداراً فنّياً من خلال مجموعة لوحات صغيرة وضعت داخل إطار من الخشب أرخت على المكان جواً عريقاً مفعماً بالفنّ والذوق.

المهندس وهبة الذي أعاد تصميم كلّ أجزاء المسكن، عمل أيضاً على تصميم غرف النوم بطريقة ماستر، لكلّ غرفة حمّام وصالون صغير وفق رغبات المالكين، وهي عصرية ومريحة بألوان فرحة وهادئة. 

المطبخ ألماني الصنع يميل إلى الكلاسيكية أكثر منه إلى العصرية، كما أرادته ربّة المنزل، ولكن بتقنيات حديثة تواكب متطلبات العصر.

باختصار، هذه المساحة الممتدة على 300 متر مربّع، أنيقة وجديدة بتصاميها وألوانها ضمن إطار الرفاهية والذوق وبصمة المهندس حبيب وهبة التي اشتهر بها في عالم الهندسة الداخلية.        







التعليقات