المالكي لـ "دنيا الوطن": لسنا متمسكين بمكتب المنظمة في واشنطن.. وأمريكا قوضت فرص تحقيق السلام

المالكي لـ "دنيا الوطن": لسنا متمسكين بمكتب المنظمة في واشنطن.. وأمريكا قوضت فرص تحقيق السلام
د. رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين
خاص- دنيا الوطن
أكد الدكتور رياض المالكي، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، أن الولايات المتحدة الأمريكية، قوضت فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد إعلان الإدارة الأمريكية، تعجلها في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في الرابع عشر من أيار/ مايو المقبل.

وأضاف المالكي في حوار خاص لـ "دنيا الوطن"، أنه يتوجب على الولايات المتحدة تحمل تبعات هذا القرار وتأثيراته وانعكاساته سياسياً وميدانياً، مضيفاً كنا نأمل في أن تُعيد الإدارة الأمريكية في هذه الخطوة حساباتها، نظراً لخطورة نتائجها، ولكن إذا ما أصرت على ذلك، فهي تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة نتيجة لكل ذلك، ليس فقط في فلسطين، ولكن في كل العالم. 

وأوضح وزير الخارجية، أنه لن يتم استخدام مكتب منظمة التحرير في واشنطن وسيلة للضغط على الموقف الفلسطيني، ونحن غير متمسكين بفتح مكتبنا في واشنطن، وإذا كان هناك ثمن يجب أن ندفعه مقابل الحفاظ على مكتبنا في واشنطن، يتعلق بمواقفنا ومبادئنا بالتأكيد لن ندفعَ أي ثمن.

وقال المالكي: "نحن قلنا للإدارة الأمريكية إذا أرادت أن تغلقي ذلك المكتب فأغلقيه"، نحن لن نتوسل لأحد بخصوص ذلك المكتب، قائلاً: إن الإدارة الأمريكية أصبحت تعي تماماً، بأن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لن يرضخ لأي حالة من حالات الابتزاز التي تقوم بها، سواء بالتهديد بإغلاق مكتب منظمة التحرير أو وقف المساعدات المالية والاقتصادية التي تتعلق بدولة فلسطينية، أو من خلال وقف أو تقليص دعم موازنة (أونروا).

واعتبر المالكي، أن هذه القضايا تُعد قضايا محسومة والإدارة الأمريكية أصبحت تعرف الآن أن هذه القضايا لن تجد لها أي صدى في مواقف وقرارات القيادة الفلسطينية.

وأكد المالكي خلال حديثه لـ"دنيا الوطن" أن ما قدمه الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن كان مجموعة من الأفكار، وهي مبادرة سلام فلسطينية مرتكزة على أسس الشرعية الدولية، وتنطلق من القناعات الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، وتنسجم مع مبادرة السلام العربية.

وأضاف نحن مع حل الدولتين ومع المفاوضات، ونحن ملتزمون بقرارات الأمم المتحدة، وجاهزون لتطبيقها كما هي، ونحن نطرح هذه الأفكار لمدى جاهزية الجانب الفلسطيني في الدخول لعملية تفاوضية وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة.

وحول المساعي والاستعدادات الفلسطينية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، قال المالكي: "لقد جاءت هذه المبادرة لكي تكسر الجمود السياسي في المنطقة، وكي تؤكد أن الرئيس عباس من أكثر المشجعين للعملية السلمية، ولم يقلْ يوماً لا للمفاوضات" .

وقال المالكي: إنه من ضمن أفكار الرئيس أيضاً، أن هذه المبادرة تتحدث عن مؤتمر دولي للسلام، تنبثق عنه لجنة أممية، تعمل على توفير المناخ المناسب للعودة للمفاوضات.

هذه فكرة الرئيس يتم الأن تعميمها بشكل كبير، على العديد من الدول ونحن نأمل خلال اتصالاتنا ومساعينا في الأمم المتحدة و(يونسكو) وجامعة الدول العربية، وكافة التجمعات العربية والدولية والإقليمية، لتشكيل رأي عام دولي مساعد ومؤيد لهذه الأفكار، وسوف نعمل مع دولة أو أكثر على تنظيم هذا المؤتمر.

وأكد وزير الخارجية، أن القيادة الفلسطينية تعمل الآن في إطار تشكيل الدعم الدولي لهذه الأفكار، وعندما نجد فعلاً استعداد دولة ما، كما حدث مع فرنسا في كانون الثاني/ يناير عام 2017 سنكون جاهزين، مؤكداً نحن لا زلنا نتواصل مع العديد من الدول كي نكتشف الإمكانيات.

وفي اللحظة التي تُشَكل تلك الإمكانيات، سوف ننطلق بشكل سريع من أجل عقد ذلك المؤتمر، والذي يجب أن يكون مؤتمراً يحمل في طياته كافة عناصر الدعم من جهة وعناصر النجاح من جهة أخرى.

وفي معرض رده على سؤال حول هل ينجح مؤتمر دولي للسلام ولازال الفلسطينيون يقاطعون الولايات المتحدة الأمريكية، أجاب الدكتور المالكي "نحن نقاطع الاتصال المباشر مع الولايات المتحدة، ولكنهم يحضروا اللقاءات الدولية، في مجلس الأمن والممثل الأمريكي يكون موجوداً". وعند الذهاب إلى الجمعية العامة، وتم التصويت على قرار ترامب كانت هناك مواجهة دبلوماسية سياسية ما بيننا وبين الإدارة الأمريكية تلك الإدارة التي كانت تعمل على إحباط المشروع، ونحن نعمل على إنجاحه، ولكن عندما ألقيت كلمتي باسم فلسطين، كنت دائم النظر إلى الوفد الأمريكي والسفيرة الأمريكية، كي تفهم معاني البيان الفلسطيني.

وأضاف المالكي: نحن نعرف أن الولايات المتحدة دولة عظيمة لها حضور، ولا نستطيع منعها من الحضور ومن التواجد في المؤتمرات والمنظمات الدولية، نحن نقاطع الاتصال بها منذ أن اتخذت قراراً بإغلاق مكتب بعثتنا في واشنطن منذ ذلك الحين وحتى اللحظة، وحتى تُغير الإدارة الأمريكية من قراراتها فيما يتعلق بالحالة والقضية الفلسطينية.  

وعند عقد  مؤتمر دولي للسلام في أي عاصمة من العواصم الدولية أو في مقر من المقرات الدولية، بالتأكيد ستكون هناك الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودولة فلسطين حاضرين، ولا يمكن استثناء أحد من ذلك الحضور ولابد أن يكون حضوراً متجاوباً مع أهداف المؤتمر، وليس حضوراً من أجل تخريب أعمال المؤتمر وإفشاله.

وعقب المالكي حول الزيارات الخارجية لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين لدولة فلسطين، أن ذلك يُعد عملاً تراكمياً، والهدف منه تحقيق النجاح، ويعتمد ذلك على مدى التجاوب والظروف المحيطة ونحن ندرك ونتحدث عن قرار صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية، وليس دولة صغيرة، يمكن معالجة هذا القرار، وأن أمريكا لها علاقات مميزة بالدول العربية، وتربطها علاقات كثيرة، وهذا يُصعب الكثير من الأمور.

 وأضاف: "نحن نجحنا في أن تستحصل من الدول العربية على قرارات داعمة للموقف الفلسطيني، وتبنت الدول العربية في الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ما هو مطلوب لمواجهة القرار الأمريكي"، وبالنظر لما صدر عن المجلس الوزاري العربي في الجامعة العربية منذ أن اتخذ ترامب قراره بخصوص القدس في السادس من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، فإن جميع القرارات تتبنى وتدعم القرار الفلسطيني بالكامل، والتي تمت صياغتها من قبل دولة فلسطين.

وأكد المالكي في سياق حديثه لـ"دنيا الوطن"، أنه عندما استمعنا في بداية الشهر الحالي في مقر جامعة الدول العربية وخلال الدورة العادية في المجلس الوزاري العربي، لضرورة  تبني كافة القرارات ومشاريع القرارات بالكامل، هذه القرارات سوف تُرفع إلى القادة في الخامس عشر من نيسان/ أبريل المقبل في المملكة العربية السعودية من أجل اعتمادها، وستصبح قرارات عربية أكثر مما كونها قرارات فلسطينية، وذلك في اجتماعات أعضاء مجلس جامعة الدول العربية.

وبين المالكي، أن التحركات الفلسطينية على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، ومستوى الاتحاد الأفريقي، ودول عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على الدعم والتأييد للموقف الفلسطيني، وأنه تم طرحها ولم يُترك تجمع إقليمي ولا دولي الا وقد دخلناه على حد قوله.

وقال: إن هناك حالة إجماع واضحة وداعمة للموقف الفلسطيني في التصويتات التي تمت مؤخراً سواء في جنيف في مجلس حقوق الإنسان، حول القرارات الأربعة، أو على مستوى اتحاد البرلمانيين الدوليين.

وأضاف المالكي، أن جميع المؤشرات واضحة وداعمة للموقف الفلسطيني وأن هناك دعماً كبيراً من قبل دول العالم للقضية الفلسطينية في مواجهة القرار الأمريكي، ليس فقط حباً بالموقف الفلسطيني، ولكن من أجل الدفاع وحماية القانون والنظام الدولي، الذي يحفظ القرارات الناظمة للعلاقات ما بين الدول، مضيفاً أن الولايات المتحدة في قرارها الأخير، كسرت ذلك النظام الدولي، وهي من قامت بالاعتداء على تلك المنظومة الدولية من خلال رفضها للقرار 478 للعام 1980 لمجلس الأمن، الذي يحظر على أي دولة الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل أو نقل سفارتها إلى القدس.

ونوه المالكي، إلى أن الولايات المتحدة، كسرت ذلك الإجماع، وشعرت دول كثيرة في العالم أن هناك خطراً كبيراً لهذا القرار، لهذا السبب هي تحركت وتداعت من أجل الحفاظ على تلك المنظومة الدولية والقانون الدولي، وذلك من خلال التصويت لصالح القرار الذي رفعناه للجمعية العامة وحصولنا على 129 صوتاً مقابل 9 أصوات، رغم كل محاولات الولايات المتحدة للضغط والترهيب كي تغير من تصويتها.

وعن الدعم الذي تحظى به القيادة الفلسطينية في هذه الأوقات، قال وزير الخارجية: نحن نحظى في هذه المرحلة بدعم كبير، وتفهم كبير من قبل كل دول العالم، ونريد أن نُترجم هذا الدعم إلى شيء نستطيع من خلاله التخفيف عن أبناء شعبنا والعمل على إنهاء الاحتلال، ومن أجل إجبار إسرائيل على الاعتراف بإجرائها غير الشرعي ضدنا، ومن أجل إلزامها بالعودة إلى المفاوضات، وفقاً للشرعية الدولية.

التعليقات