تجمع العلماء المسلمين يصدر بيانا سياسيا شاملا بعد اجتماع هيئته الادارية

رام الله - دنيا الوطن
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:

تحاول الولايات المتحدة الأميركية برئاسة دونالد ترامب أن تعمل على فرض ضغوطات على دول غنية مقابل خدمات تقدمها لها لا تتعارض مع مصالحها، فبعد مئات مليارات الدولارات التي أخذها في زيارته للملكة العربية السعودية يقوم اليوم بفرض إتاوات جديدة على الأمير محمد بن سلمان مقابل توفير الغطاء له للوصول إلى رأس السلطة وقمع خصومه، ولا هم إن كان ثمن ذلك كل ثروة الشعب في السعودية، وفي نفس الوقت يقوم الرئيس دونالد ترامب بممارسة ضغوط جديدة على الصين بصفتها أكبر دولة تصدر للولايات المتحدة الأميركية كي يفرض عليها التنازل عن مصالحها لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية.

إن السياسية الأميركية في المنطقة هي سياسة "بلطجة" بكل معنى الكلمة، ويجب مقاومتها وعدم السماح لها بإعادة الوضع إلى ما كان عليه أيام تفرد الولايات المتحدة الأميركية بالسلطة في العالم ضمن سياسة القطب الواحد.

إن الوضع السياسي في العالم يفرض علينا إيضاح الموقف السياسي الشرعي منه لذلك فإننا نعلن ما يلي:

أولاً: إن الوقفة الجماهيرية الكبرى في فلسطين المحتلة في جمعة الغضب رفضاً لقرار ترامب تؤكد أن هذا الشعب لن ينسى حقه وسيستمر في جهاده حتى الوصول إلى حقوقه، ولكن ما نتوقف عنده باستغراب بل باستنكار هو وقوع السلطة في فخ أعد لها ولحماس من خلال التفجير الآثم لموكب رئيس الوزراء الفلسطيني، ومع استنكار حماس لهذه الجريمة ومع محاولة اعتقال المتهم الأول ومقاومته القوة الأمنية المداهمة ما أدى إلى استشهاد مناضلين اثنين ومقتله هو، لا بد لرئيس السلطة بإعادة الأمور إلى نصابها في مسار المصالحة وعدم تصعيد الموقف إذ أن ذلك لا يصب إلا في مصلحة الاحتلال.

ثانياً: نهنئ الشعب السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري البطل على الانجاز الكبير في الغوطة الشرقية خاصة لجهة توفير الخروج الآمن للمدنيين الذين اثبتوا كذب إدعاءات المسلحين بأن الناس ترفض عودة الدولة، فإذا بهم يعبرون بكل حرية عن فرحتهم بعودتهم إلى حضن الوطن وخروجهم من جحيم الإرهابيين.

ثالثاً: يبدو أن الجماعات التكفيرية الإرهابية ابتدأت بصب جام غضبها على البلدان التي دعمتهم في البداية ومن ذلك ما حصل في بلدة تريب جنوب فرنسا من احتجاز رهائن ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين وجرح بعض الأشخاص وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن هذه الجماعات بعد فشلها الذريع في تنفيذ المشروع المولجة به في منطقتنا تخلت عنها الدول التي دعمتها وجهزتها فأرادوا الانتقام منها وما حصل في فرنسا سنشهده في أكثر من دولة من الدول التي أنشأت داعش.

رابعاً: إن الكلام الصادر عن لقاءات الولايات المتحدة الأميركية حول ضرورة الوصول إلى حل سياسي لليمن يعني بشكل واضح فشل العملية العسكرية وعدم قدرة الولايات المتحدة الأميركية على الاستمرار في التغطية على المجازر والجرائم التي ترتكب بحق المدنيين والأبرياء في اليمن، فعادوا إلى ما قلناه في البداية من أن لا حل سوى الجلوس إلى طاولة حوار وبشرط أن تكون منحصرة بالأطراف الداخلية دونما تأثير من أية قوة إقليمية أو دولية.

خامساً: ما أعلن عن العثور على كميات كبيرة من الأسلحة في مخيم للنازحين السوريين في سعدنايل يطرح وبشكل قوي استغلال قوى تكفيرية للوضع الإنساني للنازحين لتشكيل بؤر إرهابية تشكل خطراً على الأمن في المحيط بل في كل البلد وهذا ما يفرض على القوى الأمنية أن تضع اليد على أمن هذه المخيمات وتفتيشها بشكل مستمر واعتقال المشبوهين والتحقيق معهم وهذه الإجراءات كما هي في مصلحة اللبنانيين هي تصب أيضاً في مصلحة النازحين السوريين وأمنهم.

التعليقات