"دورنا تجاه نساء القدس".. ندوة نسائية فلسطينية في بلدية صيدا

"دورنا تجاه نساء القدس".. ندوة نسائية فلسطينية في بلدية صيدا
رام الله - دنيا الوطن
في أجواء إحياء ذكرى يوم الأرض وما تتعرض له القدس من مخاطر بالتهويد، نظم "اللقاء التشاوري" لـ "الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني"، ندوة نسائية بعنوان: "دورنا تجاه نساء القدس"، وذلك في قاعة بلدية صيدا، اليوم الخميس في 22 آذار 2018، وذلك بحضور حشد من النساء المناضلات والمثقفات وممثلات الجمعيات الأهلية الفلسطينية.

بعد النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني وعرض فيلم قصير عن "القدس عاصمة دولة فلسطين"، قدمت وأدارت الندوة ممثلة جمعية

زيتونة للتنمية اﻹجتماعية اﻵنسة رشا ميعاري، التي رحبت بالحضور، مؤكدة على أهمية مثل هذه الندوات لدعم نضال المرأة الفلسطينية في القدس وكل فلسطين.

ألماظة الشرقاوي

أما كلمة افتتاح "اللقاء التشاوري" ألقتها مديرة مركز البرامج النسائية السيدة ألماظة الشرقاوي، فقالت: القدس كلمة تمتلك بحروفها قداسة هذا المكان الذي يحتوي على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لذا فإن للمرأة دوراً مهماً ومؤثراً في الدفاع عن القدس، إذ تشارك في المقاومة السياسية والمسلحة، وتساهم في تثبيت الناس ودعم صمودهم.

وأضافت: إن الأدوار التي لعبتها المرأة في شتى أشكال المقاومة لم تكن عشوائية، بل كانت على قدر من التنظيم، وهذا يقودنا الى الحديث عن ردة الفعل الإسرائيلية، وهو سياسة الإبعاد عن القدس. أراد الإحتلال الإسرائيلي الإنتقام من المرأة الفلسطينية، وكسر إرادتها، ولكنها مع ذلك لم تتأخر أو تتراجع في أي مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني، فنجدها دوماً مبادرة متقدمة. وليس أدل على ذلك الدور الذي تلعبه اليوم في إنتفاضة القدس، فلم تكن أم الشهيد أو زوجة الأسير فحسب، بل كانت هي نفسها، الفدائية، والشهيدة، والأسيرة،. وإذا كانت المرأة لم ولن تهزم، فالشعب إذن لن يهزم، لأنها أحد أهم عوامل الصمود والبقاء.

زينة عمرو

بعدها القت المرابطة المقدسية زينة عمرو "أم رضوان" التي تعرضت للاصابة على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال معركة "باب الاسباط"، كلمة مسجلة نوهت فيها بنضال المرابطات الفلسطينيات في التصدي لمحاولات الاحتلال اﻹسرائيلي التعدي على القدس واﻷقصى، جانبا الى جنب مع الرجال المرابطين، داعية الى أوسع حملة تضامن من أجل حماية المقدسات.

نوال محمود

وقدمت مديرة جمعية هنا للتنمية – الحولة نوال محمود، ورقة حول دور المرأة في حماية القدس والمقدسات، فأكدت إنّ دورَ المرأة هامٌّ ومهمٌ في حمايةِ القدس والمقدسات بشكل عام، حيث أنّ المرأةَ الفلسطينية جزءٌ لا يتجزأ من مسيرة النّضال الفلسطيني (الثّقافي والإجتماعي والتّربوي) إضافة إلى جوانب أخرى متعددة"، مشددة إنّ الأُطر والمنظمات والمؤسسات النّسوية الفلسطينية  إضافة إلى جهاز التّعليم الذي تلعبُ المرأةُ  فيه دوراً رئيساً من خلاله تستطيعُ عمل الكثير من أجلِ دعم قدسنا: عبر الإهتمام  بمناهج التّعليم وتربية الأجيال على أهمية القدس وعروبتها ووسائل حمايتها والحفاظ عليها، وتاسيس عدد من المؤسسات التربوية الخاصّة " حضانات، رياض أطفال، نوادي، ملتقى شبابي ثقافي"، وتشكيل فرق فلكلور شعبي تجول العالم لشرح حضارة شعبنا وإبراز القدس كحضارة وتاريخ، وعمل مؤتمرات دولية لإيصال رسالتنا وكسب تأييد العالم وخاصّة النّساء والمنظمات النّسوية، وعمل تشبيك بين الجمعيات والهيئات والمنظمات النّسوية الفلسطينية والعربية في العالم من أجل دعم صمود نساء القدس والأسر المقدسيّة، وعمل توأمة  بين جمعيات ومنظمات نسوية عربية وجمعيات مقدسية وعمل أفلام روائية ووثائقية لخدمة هذا الغرض وشرح معاناة أهل القدس وممارسات وانتهاكات العدو الغاصب، تشكيل فرق رياضية خاصّة بالشابات الفلسطينيات، عمل مشاريع إنتاجية صغيرة خاصّة بالنّساء وإنشاء صحافة خاصّة تغطي كل الأنشطة الخاصّة بالقدس ونشرها على أوسع نطاق.

إنتصار الدنان

وقدمت ممثلة "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" في لبنان الدكتورة إنتصار الدنان ورقة حول الدور الحقوقي للاجئات الفلسطينيات فأوضحت أن المرأة الفلسطينية، كانت وما زالت في وسط المشهد بكل تفاصيله، ولا شك في أن التعقيد الخاص بالقضية الفلسطينية فرض نفسه على نوع نشاط النساء الفلسطينيات، ومن هنا نشأ شكل من تمايز نضال المرأة في فلسطين، وحضورها في الحياة العامة للشعب الفلسطيني.

واستعرضت تاريخ نضال المرأة الفلسطينية منذ بدايات القرن التاسع عشر  حتى اليوم، وقالت: عصفت النكبة بالشعب الفلسطيني كله. وقد حملت المرأة الفلسطينية عبئاً كبيراً، في التعامل مع النتائج الناجمة عن الاقتلاع والتشريد وغياب المعيل، وغير ذلك مما نجم عنه مأساة الشعب الفلسطيني، وما زالت حتى اليوم. ولكن منذ ذلك التاريخ، صار حضور المرأة قوياً في الحياة العامة الفلسطينية، حيث انتشرت عشرات الجمعيات النسائية التي عملت على التخفيف من معاناة اللجوء. ثم تأسس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية كمؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965، والذي كان يهدف إلى "تنظيم طاقات وجهود المرأة الفلسطينية داخل وخارج البلاد لدمجها في حركة التحرير، ورفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي والمشاركة في صنع القرار". وحضرت المرأة الفلسطينية، خاصة بعد حرب حزيران 1967، في كافة مجالات النضال الوطني الفلسطيني، مقاتلة ومربية وسياسية وإعلامية، فضلاً عن استمرارها في أداء الوظيفة الأهم كما أراها، وهي توريث القضية الفلسطينية لأبنائها، وتعزيز هويتهم الوطنية، ورفع مستوى وعيهم بقضيتهم، وحثهم على الانخراط في معركة التحرر الوطني.

وأضافت: لعب عاملان أساسيان دوراً كبيراً في تقدم دور الإعلاميات الفلسطينيات وهما: الانتفاضتان الأولى والثانية، ونمو وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، فبقدر ما كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى تحولاً كبيراً في حياة وكفاح الشعب الفلسطيني، بقدر ما شكلت فرصة لحضور المرأة في العمل الإعلامي المواكب لفاعليات الانتفاضة، سواء الإعلام الفلسطيني أو الإعلام العربي والعالمي الذي أعطى اهتماماً كبيراً بالحدث التاريخي الهام. ومع حضور المرأة الفاعل في الانتفاضة أماً ومقاومة وشهيدة، فقد برزت بوصفها إعلامية متميزة أيضاً، وجرى الإنتباه أكثر من أي وقت مضى لأهمية العمل الإعلامي المواكب لفعاليات المقاومة والذي ينقل صورة معاناة الشعب الفلسطيني. لا يمكن إغفال حقيقة أن وسائل الإعلام قد اتسعت وزاد حضورها أضعافاً في تسعينيات القرن الماضي، فقد ظهرت إلى الوجود إذاعات فلسطينية عديدة، وامتلك الفلسطينيون لأول مرة محطة تلفزيونية، تابعة للسلطة الفلسطينية، وبموازاة ذلك كان الإعلام العربي يشهد نهضة كبيرة، ويتزايد الاهتمام الإعلامي عامة بنقل صورة ما يجري في فلسطين، وهكذا مع إنطلاق اﻹنتفاضة الثانية في أيلول 2000، كان جيل من الإعلاميات الفلسطينيات يحتل صدارة المشهد.

وختمت في كل حال، فإن أحداً لا يملك اليوم سوى اﻹعتراف بالدور الكبير للمرأة الفلسطينية في العمل الإعلامي بأشكاله المتعددة، ومع بروز وسائط الإعلام الحديثة، أو ما يعرف بالإعلام الجديد أو البديل، (المواقع الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي) أمكننا الحديث عن جيش من الإعلاميات الفلسطينيات اللواتي يدافعن عن قضية شعبهن، وينقلن صور معاناته وصموده وتضحياته وتحديه لكل الظروف الصعبة التي يعيشها. كان نضال المرأة الفلسطينية وما زال يمزج بين همين: النضال الاجتماعي والنضال الوطني. وهي حققت في المجالين منجزات كثيرة، وتنتظرها مهمات كثيرة أيضاً.

عفاف شمالي

وقدمت ممثلة مركز "عائدون" عفاف شمالي ورقة حول "الدور الحقوقي للاجئات الفلسطينيات"، فقالت اللاجئون الفلسطينيون في لبنان محرومون من حقوقهم المدنية واﻹجتماعية، وأن أوضاعهم الإنسانية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولاسيما وأن نسبة البطالة قد تجاوزت 60% في بعض المخيمات، وأن نسبة الفقر قد ارتفعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وأن نسبة السكان قد تضاعفت لأكثر من ثلاث مرات منذ النكبة يعيشون في بقعة جغرافية محددة، إذ ممنوع عليهم التمدد الأفقي، وزاد الامر تعقيدا وضع الاونروا وأزمتها المالية وتخفيض لخدماتها وتأثيره على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتناولت تطور وضع المرأة، وقالت تشكل النساء نصف أو أكثر من المجتمع الفلسطيني عددياً، وقد أثبتت الدراسات التنموية ان تنمية المجتمعات لا يمكنها الوصول لأهدافها دون إشراك النساء في كافة مراحلها، إبتداء بالتخطيط ومروراً بالتنفيذ الفعلي وانتهاءً بتوزيع عادل لمكاسب التنمية ومنجزاتها، وأقصر الطرق لذلك هو حشد الطاقات كي نحصل على تنمية ذات مردود إيجابي وبأقل التكاليف. إن تهميش النساء يعني تنمية عرجاء عطلت فيها نصف الموارد البشرية المتاحة. لعبت العديد من العوامل والأسباب الاجتماعية، والإقتصادية، والثقافية، دوراً مهماً في علو أو تدني دور المرأة في المجتمع الفلسطيني عبر التاريخ الفلسطيني المعاصر. ومما لا شك فيه أن هذه العوامل مجتمعة تركت بصماتها على أداء ودور المرأة في الساحات السياسية والنضالية عبر هذا التاريخ الطويل.

وفي ختام الندوة كانت سلسلة مداخلات للمشاركت ثم تليت التوصيات.














التعليقات