"أخ" الرئيس الوطنية

"أخ" الرئيس الوطنية
نبض الحياة 

"أخ" الرئيس الوطنية

عمر حلمي الغول 

في الكلمة التي ألقاها الرئيس محمود عباس أمام الإجتماع القيادي الموسع، وجه رسالة قوية للإدارة الأميركية وسفيرها المستعمر، فريدمان، مضمونها تجديد رفض السياسة والرعاية الأميركية لعملية السلام من حيث المبدأ، لإن الإدارة الأميركية القائمة "إعتبرت الإستيطان شرعي، وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي، أولهم سفيرهم في تل ابيب هنا، ديفيد فريدمان." الذي إعتبر أن الإسرائيليين "يبنون في أراضيهم"، وهنا أضاف الرئيس عباس بألم ورفض في آن للمنطق الأميركي الجائر والمقلوب، المنطق الداعم لخيار الإستعمار الإستيطاني على حساب الأرض والشعب والمصالح الوطنية الفلسطينية، فجأر ب"الأخ" الوطنية قائلا" إبن الكلب (لفريدمان) يبنون في أراضيهم؟ وهو (السفير الأميركي) مستوطن، وعائلته مستوطنة." 

هذة "الأخ" الفلسطينية دفعت السفير فريدمان المارق والمستعمر للرد على الرئيس عباس متسائلا " أبو مازن يصفني بإبن الكلب!!، أهذا معاداة للسامية أم خطاب سياسي؟ لن أقول شيئا، سأترك الحكم لكم." والرد على سفير إدارة ترامب، اولا محاولة اللعب على حبال "اللاسامية" لا تجدِ نفعا. وأمست سلعة ممجوجة، وباتت بضاعة فاسدة، كما فساد وخواء المشروع الإستعماري الصهيوني برمته، لإنه لا يمت لليهودية بصلة لا من قريب أو بعيد، حتى لو كانت أداته الأساسية أتباع الديانة اليهودية، وإستغلالهم بشكل بشع؛ ثانيا الشتيمة الموجهة للسفير المستعمر، ليست موجهة لصفته وشخصه وديانته، إنما لممالأته الإستعمار الإسرائيلي، ولكونه ايضا مستعمرا على الأرض الفلسطينية؛ ثالثا الشتيمة له وعليه، وعلى الإدارة الأميركية، التي تتصرف وكأنها "صاحبة" الأرض الفلسطينية، وتقرر فيها دون أدنى درجات الحياء، أو إعارة الإنتباه للقانون الدولي ولمصالح الشعب العربي الفلسطيني؛ رابعا "الأخ" التي أطلقها الرئيس أبو مازن، هي إنعكاس للوجع الفلسطيني، و"أخ" المرارة والحرقة من الإستهتار الأميركي البشع بمصالح وحقوق الفلسطينيين؛ خامسا التأكيد على رفض التوجهات والسياسات الأميركية عموما، وما يسمى ب"صفقة القرن" خصوصا؛ سادسا هي رسالة لكل القادة والدول من عرب وعجم، عنوانها رفض الرئيس عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية السياسة الأميركية جملة وتفصيلا، وفي نفس الوقت، توجيه إصبع الإتهام لكل من يتواطىء مع إدارة ترامب أو يحاول تسويق بضاعتها المعادية للمصالح الوطنية. وأيضا رفض معلن وعلى رؤوس الأشهاد للحل الإقليمي، الذي تحاول الولايات المتحدة تمريره من خلال بعض دول الإقليم. 

إذا محاولة اٍستغلال ديفيد فريدمان للشتيمة، هي محاولة فاشلة، وبائسة. لإن القاصي والداني يعلم أن الرئيس محمود عباس لا يهبط بمنطقه السياسي والديبلوماسي إلى متاهة السفاهة الأميركية. ولم يكن، ولن يكون يوما ضد أتباع الديانة اليهودية، وهو رجل التسامح والتكامل بين أتباع الديانات السماوية والمعتقدات الوضعية كلها. وهو رئيس الشعب العربي الفلسطيني، الذي عمد الوحدة الوطنية بين مكوناته الدينية (الإسلامية والمسيحية واليهودية "السمرة") والفكرية والسياسية، حتى أولئك الإنقلابيين مد يده لهم لبناء صرح المصالحة والوحدة الوطنية، لكنهم كما مزقوا وحدة الشعب والوطن اواسط عام 2007، شاؤوا يوم الأثنين الموافق 12 آذار/ مارس الحالي تفجير خيار المصالحة الوطنية، ونجحوا عمليا ومؤقتا في ما ذهبوا إليه، دون أن يعني ذلك إستسلام الرئيس عباس أو قيادة المنظمة لخيارهم الإخواني الأميركي الإسرائيلي، لإن وحدة ومصالح الشعب العليا تقف على رأس جدول أعماله ومهماته. وبالتالي إستدرار السفير الأميركي المستعمر في الأرض الفلسطينية، والمدافع عن خيار الإستعمار الإستيطاني في الأرض الفلسطينية "عطف" و"مساندة" الرأي العام له لن يتوقف عندها أحد، وسيلقونها خلف ظهورهم، لإن العالم يعلم علم اليقين، أن السفير فريدمان وإدارته، لا يعملون على إحترم القوانين والأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وعليه أن يغزل بغير مسلة "اللاسامية".

[email protected]

[email protected]  

التعليقات