الخارجية: مواقف فريدمان لا سامية وعنصرية تفقده الأهلية

الخارجية: مواقف فريدمان لا سامية وعنصرية تفقده الأهلية
رام الله - دنيا الوطن
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه يُثبت المستوطن “ديفيد فريدمان” يوماً بعد يوم أنه سفيراً للمستوطنين وعصاباتهم، يعتنق أيديولوجية ومواقف اليمين المتطرف في اسرائيل، القائمة على تكريس الإحتلال والإستيطان ومعاداة الشعب الفلسطيني وإنكار وجوده الوطني والإنساني، وتُذكرنا مواقفه من جديد بالنقاشات التي دارت في الكونجرس الأمريكي عشية المصادقة على تعيينه سفيراً لأمريكا لدى تل أبيب، والتخوفات التي أثيرت خلال النقاشات التي شككت بقدرته على تمثيل مصالح بلاده الحقيقية لدى دولة الإحتلال، وهو الأمر الذي عكسه الإنقسام الواضح في التصويت على قرار تعيينه، وأكدته أيضا تصريحات السناتورة الديمقراطية “ديان فينشتاين”، عندما حذرت من أن: “اراء فريدمان الخطيرة وخطابه المليء بالكراهية سيتسببان بزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة أساساً”. 

وتابعت هذه المخاوف يُترجمها “فريدمان” منذ تسلمه مهامه، في جُملة من “التغريدات” والمواقف المليئة بالكراهية والعنصرية والإنحياز المطلق للإحتلال وسياساته الإستيطانية وقمعه للفلسطينيين، وآخر هذه المواقف ما صرح به بالأمس، في تأكيد جديد على أنه يعتمر الإستيطان نهجاً وإيماناً وأسلوب حياة، بصفته متبرعاً دائماً للحركة الإستيطانية الإستعمارية التوسعية ومتفاخراً بها. إن إنحياز السفير الأمريكي الأعمى لمنظومة الإحتلال والإستيطان وخطاباته “الرنانة” في دعم إسرائيل كقوة إحتلال، تُفقده القدرة على التبرير أو التفسير أو حتى الرزانة، كما أن إمتلاكه لمنزل في مستوطنة يُفقده توازنه وصوابه.

وأدانت الخارجية بأشد العبارات تصريحات “فريدمان” ومواقفه وسلوكه المعادي للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والإنسانية، فإنها ترى فيها خروجاً سافرا عن الدبلوماسية وأعرافها وتقاليدها، ومعاداة للسامية بأبشع صورها، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها. وهنا تتساءل الوزارة: إن تجرأ السفير الأمريكي يوماً على إنتقاد دولة الإحتلال لإرتكابها أيا من جرائمها ضد المواطنين الفلسطينيين العُزل. واذا “صارع” السفير الأمريكي “نفسه” يوماً لكي يتعرف على إسم ضحية فلسطينية سقطت نتيجة لجرائم الإحتلال الإسرائيلي، وإذا نظر وتعامل مع الفلسطينيين عموماً على أنهم بشر يستحقون الحياة والإحترام، أو شعر يوماً بالخوف على حياة أو مستقبل طفل فلسطيني وتعاطف مع إحتياجاته ومتطلباته؟!

ونتساءل أيضا، ان أثار يوماً أمام جنرالاته أو قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية حجم الإستعمال المفرط للقوة الذي يتباهون به في تنكيلهم بالمواطنين الفلسطينيين العُزل؟!، وهل زار يوماً بيتاً فلسطينيا تعرض للإعتداء من قبل مستوطنين عنصريين أو جنود حاقدين؟!. من الواضح أن الشيء الوحيد الذي يتقنه فريدمان ويكتفي به هو التهجم الجارح عن سبق اصرار لمبادىء وثوابت القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وأن إنحياز فريدمان للإحتلال والإستيطان، لا يمكنه من الكلام ولو لمرة واحدة ولو بالخطأ في مدح الفلسطينيين إزاء عمل جيد قاموا به.

التعليقات