شجرة السدر (الدوم) تصارع الفناء وسط غول العمران والاستثمار

رام الله - دنيا الوطن
شجرة  ( الدوم ) او المعروفة بشجرة السدر  الاستوائية ، التي تعيش في المناطق الصحراويةوالجافة وتتميز بديمومة خضرتها رغم قلة الماء ، واحدة من الاشجار المعمرة التيتتميز بها منطقة الاغوار والمناطق الشفا غوريه والتي قد يصل عمر الشجرة منهالقرابة 125 سنة ، وهي شجرة وفيرة الظلال في مواسم الصيف تحديدا ، وتتفاوت احجامشجر الدوم حسب عمر الشجرة ، وقد ذكرت بالقراْن الكريم كمان ان بعض النصارىيعتبرونها شجرة مباركة

ولها قيمتها البيئية والاقتصادية والجمالية  ، فهي مصدر هام من مصادر تغذية النحل ، اذايعتبر عسل السدر الاحمر من اغنى انواع العسل واكثرها طلبا لدى الناس ، لاستخدامهكغذاء وكعلاج طبيعي ، كمان ان ثمار شجرة السدر حلوة وغنية بالسكريات ، كما تستخدم أوراق  الدوم الخضراء في الكثير من العلاجات لفروةالراس والالتهابات وتوازن السكر في الجسم  ، اذا كان الناس يقومون بتخزين ثمارها في مواسمالانتاج الغزيرة لاستخدامها كمطحون في فصل الشتاء ، فيما تعتبر من الاشجار الرعويةالتي تتغذى عليها المواشي والجمال ، و تعتبر اخشاب الدوم من اجواد  انواع اخشاب الاشجار الحرجية

في اريحا والاغوار لا تخلو اي منطقة من تواجدكميات من اشجار الدوم ، نظرا لخصوصية المنطقة البيئية والجغرافية ، وتنتشر بشكلعشوائي في كثير من الاودية والسهول ، ولا تتأثر بملوحة التربة او المياه ، اذ توجدمئات الاشجار بشكل كثيف  في بعض المناطقخاصة المناطق الزراعية والرعوية جنوب مدينة اريحا والعوجا والجفتلك  

اذ يرى رئيس بلدية العوجا صلاح فريجات ضرورة تعاونالجهات ذات العلاقة خاصة وزراه الزراعة وسلطة البيئة مع الهيئات المحلية لوضع قيودلحماية هذه الشجرة التاريخية المعمرة والتي تعتبر ارثا بيئيا في الاغوار ، مشيراان شجرة الدوم وجدت مع اول انسان يسكن المنطقة منذ الاف السنين ، وهي مميزة بظلهاوثمارها الحلوة الى جانب فوائدها البيئية والجمالية ، داعيا المزارعين والرعاةواصحاب الثروة الحيوانية عدم اقتلاعها او قصها  ، كما نوة لأهمية الابتعاد عن مكان الشجرة خلالعمليات البناء للحفاظ على ظلالها  المميزة،  و مراجعة البلدية حفاظا عليها لتبقىارثا بيئا جماليا ، مؤكدا على اهمية تأسيس محمية من شجر السدر في الاغوار

السنوات الاخيرة شهدت عمليات ابادة واقتلاع لأشجارالدوم في بعض مناطق اريحا والاغوار نتيجة النمو السكاني والعمراني الكبير  ،و قيام المالكين والراغبين بناء اقتلاع اشجارالدوم ، بشكل عشوائي وغير منظم وجائر ، ما انعكس سلبا على اعدادها وزاد من تخوفانصار البيئة من القضاء عليها او تراجع اعدادها ما يضر بالبيئة والغطاء النباتيويؤثر سلبا على حجم تربية النحل في المنطقة

المهندس احمد الفارس مدير مديرية زراعة اريحاوالاغوار ، اشار الى ان وزارة الزراعة تقدر وتعي القيمة الاقتصادية والجماليةلشجرة الدوم ، وتعمل على وقف التعديات عليها ومنع الاقتلاع الجائر لها من خلالاجراءات قانونية تتخذ بحق المعتدين تصل لحد السجن ودفع الغرامات ، مضيفا ان وزارةالزراعة تعمل على توفر كميات كبيرة من اشتال الدوم سنويا للحفاظ على عليها وتشجيعتكاثرها لأهميتها خاصة لقطاع تربية النحل وتكاثر مختلف الطيور التي تشكل بيوتا  وملاذا امننا لها في مختلف فصول السنة.