الكفيفة "التاجي" ترى النور في عيون طلابها

الكفيفة "التاجي"  ترى النور في عيون طلابها
ارشيفية
رام الله - دنيا الوطن
 أماني ابو فول

داخل جمعية الهلال الاحمر بمدينة خانيونس تلقي المحاضرة دلال التاجي ذات ال عام محاضراتها ، والتي تختلف عن بقية المحاضرين داخل الجامعات والمراكز التعليمة درسا حول اللغة الانجليزية، لكن اختلافها يكمن بأنها "كفيفة . 

 دلال تسكن بحي " العرايشيه"  بخانيونس جنوب قطاع غزة، تخرجت من جامعه الازهر قسم اللغة الإنجليزية ، وهاجرت من لبنان في السبعينيات ،بعد الحرب التي افنت بحياة كل افراد عائلتها .

بعد العثور عليها بجوار منزلها المدمر عندما كانت طفلة صغيرة، وهناك تعلقت بأحد المتطوعات والتي تعتبر بمثابة أم لها، لتتوجه لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لاستكمال حياتها الصعبة. 

انتقلت دلال للعيش مع الدكتورة جين قاعدة للعيش بمصر ،لتذهب للدراسة بمدرسة النور والامل للفتيات الكفيفات ،الى أن حصلت على شهاده الثانوية العامة والتي أنهتها بالتوفق . 

بعد أن انتهت من دراسة الثانوية العامة  قررت الذهاب الى غزة برفقة الدكتورة جين قاعدة والتي تبنتها عندما كانت طفلة ، لتمضي لاستكمال حياتيها ولدراسة للغة الانجليزية بجامعة الازهر بغزة لتكون أول فتاه كفيفه به . 

وتقول المعلمة التاجي  :" في بداية الامر لم تتقبلني الجامعة ،وكان رايهم بان ادرس العربية او الشريعة لما في هذا القسم من صعوبات، ولكن اصراري وتمسكي بحلمي كان اقوى بكثير من ذلك الى أن تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بتقدير جيد جدا، مشيرة الى أن الفضل في ذلك يعود لوالدتها وصديقاتها اللواتي  شجعنها ودعمنها . 

وتابعت قائلة :" بدأت مشواري العملي بالعمل كمترجمة بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بمركز التأهيل لمده ٤ سنوات ومن ثم ذهبت لبريطانيا لدراسة الماجستير، حيث كانت التحديات كثيرة هناك كون أني اسكن في بلد بعيدة . 

وتسرد التاجي تلك الايام التي مرت بها أثناء رحلتها الدراسية قائلة :" كنت مسؤولة عن نفسي بشكل كبير ولكن الجامعة لم تتركني وحيده، فقد وفرت لي مرافقه لتساعدني بجميع الاحتياجات التي احتاجها.

بعد ذلك أنهت التاجي وعادت الى العمل بكلية تنمية القدرات التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني كمسؤوله عن قسم التعليم المستمر ، فاستطاعت تكوين علاقات كبيرة مع المؤسسات والاشخاص ، الى أن أصبحت تلقي المحاضرات داخل الجمعية بالرغم من انها كفيفة .

اما حول عملية تقبل الطلاب لها كونها كفيفة، قالت :" في بداية الامر لم يكن تقبل الطلاب لي سهلا بصفتي محاضرة لهم وذلك لأني كفيفة ، ,وكانوا يظنون أني سأكون في عملية الشرح غير دقيقة ولا أعطي بشكل مفصل . 

 وتابعت :" لكن عند تعرفهم لي عن قرب استطعت أن اثبت نفسي كمحاضرة بل واخت لهم، فانا اشرح مساق سياسه الدمج عن طريقة كتاب كتب بطريقه " بريل".

ومن جانبها، تقول الدكتورة جين قاعدة عميده كلية تنمية القدرات التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني :" الاستاذة دلال تتميز بذكاء واضح يميزها عن غيرها من الفتيات الكفيفات،فهي تطمح الى أن تتغلب على إعاقتها البصرية ، بإصرارها وكفاحها وصبرها من أجل الى هدفها الذي تسعى اليه.