الاحتفال بتكريم الطلبة المتفوقين في اليامون ومخيم الجلزون

رام الله - دنيا الوطن
كرمت مدرستا الذكور الثانوية في بلدة اليامون غرب جنين، والبنات الأساسية التابعة لوكالة الغوث الدولية في مخيم الجلزون شمال رام الله، أمس، الطلبة الناجحين والمتفوقين، وذلك خلال احتفالين منفصلين نظما بدعم من هيئة الأعمال الخيرية.

ففي اليامون، نظمت إدارة المدرسة حفل تكريم الطلبة الناجحين والمتفوقين في امتحان الثانوية العامة "الإنجاز"، في قاعة "القصور الملكية" بالبلدة تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي، د.صبري صيدم، وذلك بحضور وكيل وزارة التربية، د.بصري صالح، ومدير التربية، طارق علاونة، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، إبراهيم راشد، ورئيس بلدية اليامون، نايف خمايسة، ومحمد الحبش، ممثلا عن محافظ جنين، وأمين سر حركة فتح منطقة الشهيد بلال الأوسط، محمد أبو الهيجاء، وممثلين عن الأجهزة الأمنية والشرطية، إلى جانب الطلبة المكرمين وحشد غفير من الأهالي.

وبدئت فعاليات الحفل، بكلمة ألقاها مدير المدرسة، رضوان غزال، فيما ألقى صالح كلمة بالنيابة عن وزير التربية، قال فيها، إن الوزارة صممت واستحدثت سلسلة من البرامج الكفيلة بتقديم كل أشكال الدعم للطلبة المبدعين ممن تحول ظروف عائلاتهم الاقتصادية الصعبة دون تمكنهم من استكمال دراستهم الجامعية، من أبرزها صندوق إقراض الطالب، وتقديم المنح للطلبة المتفوقين.

وأشار، إلى أن العام الدراسي الجاري شهد الكثير من التطورات والتحديات، ومناهج تعليمية جديدة، وامتحانات مختلفة بالشكل والمضمون، وتطورات تكنولوجية مهمة وسط هجمة إسرائيلية على المناهج الجديدة التي تتضمن كل ما يعلي من شأن الهوية الوطنية والتربية والتعليم والرقي والتطور.

وأشاد صالح، بالدعم المتواصل الذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية في سبيل نصرة وإغاثة الشرائح المجتمعية الضعيفة، والإسهام الفاعل في تنمية المجتمع، وتتناغم مشاريعها وبرامجها مع الخطة الوطنية التي أقرتها الحكومة لإحداث التنمية الشاملة في فلسطين.

من جهته، قال راشد، إن المطلوب أولا وقبل كل شيء، الاستثمار بالإنسان الفلسطيني وتوفير كل مقومات الصمود له.

وشدد، على ضرورة ارتباط العلم بالوحدانية والفكر وحب الوطن وتعزيز الصمود، والاشتراك في بناء الإنسان والمجتمع، معتبرا، أن العلامات لا تشكل مقياسا للنجاح.

وتابع: "إننا نعاني من معضلة كبيرة تتمثل بتضخم مستوى العلامات، وهو أمر خلق تضخما في مستوى التوقعات والآمال والطموحات، في ظل إشكالية قائمة تتمثل في عدم ضبط وتوجيه التخصصات في الجامعات"، مشددا، على ضرورة تشجيع التعليم المهني والصناعي لمواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة في العالم، مع ضرورة توخي الدقة في اختيار التخصصات.

ودعا راشد، إلى ضرورة تشكيل لجنة مختصة في مجال إدارة ملف التعليم في اليامون تضم ممثلين عن جميع المؤسسات المختصة، على أن تكون مهمتها الرئيسة النهوض بواقع التعليم وصولا إلى استعادة أنموذج اليامون، بالتزامن مع صياغة خطة إستراتيجية لتطوير قطاع التعليم.

ووجه، التحية إلى الطلبة المكرمين ممن حثهم على الاستمرار في النجاح والتميز، حتى يكونوا أدوات بناء لمجتمعهم.

وقال راشد، إن هناك آلاف العائلات التي تعجز عن توفير الأقساط الدراسية وتغطية نفقات دراسة أبنائها ممن حققوا نتائج مذهلة في امتحانات "الإنجاز" على مستوى الوطن، وذلك تحت وطأة الأوضاع المعيشية القاهرة التي تمر بها، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وأضاف، إن هذا الواقع يحتم على جميع المؤسسات الرسمية والأهلية المختصة، التحرك العاجل من أجل إنقاذ مصير آلاف الطلبة المتفوقين والمبدعين، والذي تحول أوضاع عائلاتهم المعيشية الصعبة دون تمكينهم من استكمال دراستهم، وذلك من خلال بلورة إستراتيجية وطنية تمكن من الخروج من هذا المأزق.

أما رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الطلبة المتميزين في اليامون، محمد سليمان فريحات، فقال، إن الجمعية التي تأسست في العام 2015، تحرص على تقديم كل أشكال الدعم للطلبة المتفوقين من أبناء البلدة، والذين تواجه عائلاتهم صعوبات في تغطية أقساطهم التعليمية في الجامعات نتيجة لأوضاعها الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

وأشاد فريحات، بالسياسة التي تنتهجها وزارة التربية على صعيد تطوير وتدوير المراكز التعليمية بما يشيع روح التنافس بين تلك المراكز والمديريات، ويعود بالنفع والفائدة على الطلبة والمسيرة التعليمية.

وثمن، الدعم السخي الذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية على وجه الخصوص وأهل الخير لصالح الجمعية بما يمكنها من تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها في دعم ورعاية الطلبة المتميزين.

من جهته، أكد رئيس بلدية اليامون، أن البلدية أولت قطاع التعليم أهمية خاصة في سلسلة البرامج والمشاريع التي نفذتها، وذلك في إطار توجه شامل لإحداث تنمية حقيقية وشاملة تشمل جميع مناحي الحياة في البلدة.

بدوره، قال مدير التربية والتعليم في جنين، إن طلبة المدارس التابعة للمديرية حققوا إنجازات مذهلة في الكثير من المسابقات المحلية والعربية والطلابية.

بدورهم، أشاد ممثل المحافظ، وأمين سر حركة فتح، وممثل الإقليم، بتلك المبادرات التي قالوا، إن من شأنها تشجيع الطلبة على الدراسة وتحقيق النجاح والتفوق، في حال وجود جهات تساعد عائلاتهم على تغطية نفقات دراستهم الجامعية، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على المجتمع ككل.

وألقى أحد الطلبة المكرمين، كلمة شكر فيها الجمعية الخيرية وهيئة الأعمال والمجتمع المحلي على الدعم والمساندة للطلبة حتى تمكنوا من تحقيق النجاح والتميز في امتحان "الإنجاز"، داعيا إلى إطلاق المزيد من المبادرات المحفزة للطلبة من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتفوق.

وفي نهاية الحفل، جرى تكريم عدة شخصيات وجهات داعمة للجمعية من أبرزها هيئة الأعمال الخيرية، والمحافظة، والبلدية، قبل تكريم الطلبة المبدعين والمتميزين ممن قدمت هيئة الأعمال هدايا عينية لهم.

وفي مخيم الجلزون، كرمت مدرسة البنات الأساسية، نحو 200 طالبة من طالباتها المتفوقات، خلال حفل نظمته تحت رعاية دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، بدعم من هيئة الأعمال الخيرية.

ونظم الحفل، بحضور راشد، ومدير دائرة المشاريع في دائرة شؤون اللاجئين، محمد السيد، ومسؤول مخيمات الوسط في دائرة شؤون اللاجئين، محمد عليان، وأمين سر حركة فتح في المخيم، محمد عرار.

وثمنت مديرة المدرسة، سناء البياري، الدعم السخي الذي قدمته هيئة الأعمال الخيرية لتحفيز الطالبات على المزيد من التفوق والإبداع، بالرغم من سياسة تقليص خدمات وكالة الغوث.

وشكر ممثل اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الجلزون، حسين عليان، هيئة الأعمال الخيرية على الدعم الذي تقدمه للقطاع التعليمي وتحديدا المدارس التابعة لوكالة الغوث والتي تئن تحت وطأة سياسة تقليص الخدمات.

وأعلن راشد في كلمته، عن تبرع هيئة الأعمال الخيرية بمظلة لصالح مدرسة بنات الجلزون الأساسية من شأنها أن تقي الطالبات أشعة الشمس خلال الصيف والبرد والأمطار خلال الشتاء.

وأكد، وقوف هيئة الأعمال والمؤسسات العربية والإسلامية، إلى جانب المخيمات في مواجهة ما يتعرض له حق عودة اللاجئين من محاولات انتقاص، وذلك من باب رد الجميل.

من جهته، قال مسؤول مخيمات الوسط في دائرة شؤون اللاجئين، إن الدائرة وزعت منحة بقيمة 45750 شيكل على الطلبة المتفوقين في المدارس ومبلغ 19000 شيكل على طلبة الجامعات في مخيم الجلزون.