حواتمة: لا مجال لمفاوضات جادة ومثمرة مع الحكومة الاسرائيلية

رام الله - دنيا الوطن
أكد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الروسية موسكو، نقلت وقائعه وكالة سبوتنيك العربية، «أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة جداً، وذلك بفعل السياسات العدوانية، الإسرائيلية، الإستيطانية الإستعمارية والعنصرية والدموية، والأميركية المنحازة بشكل كامل لإسرائيل، وتغطي ممارساتها ضد أبناء شعبنا، في سياسة إمبريالية مكشوفة».

وكشف حواتمة، في حضور صف عريض من الإعلاميين الروس والأجانب، أن حكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو « رسمت لنفسها أهدافاً إستيطانية لمدة عشر سنوات، لبناء مليون شقة إستيطانية، لإستيعاب حوالي خمسة ملايين مهاجر إسرائيلي، إلى المناطق الفلسطينية المحتلة، منها 300 ألف شقة، في القدس المحتلة وحدها لإغراقها بما لا يقل عن مليون مستوطن، في إطار خطة تهويدها، وشطب شخصيتها ومعالمها الفلسطينية والعربية. كما لا تتوقف عن ممارسة العدوان على المقدسات المسلمة والمسيحية، في القدس، إما لإغلاقها، أو لتدميرها وإقامة ما تسميه الهيكل الثالث، كما هو الحال مع المسجد الأقصى».

وقال حواتمة إن «هذه السياسات الإسرائيلية، فضلاً عن سياسة القتل والإعتقالات الجماعية وتدمير الإقتصاد الوطني الفلسطيني، وعرقلة الحياة اليومية لأبناء شعبنا، وفرض الحصار على قطاع غزة، والإعتداء على سكانه، من مزارعين، وصيادي أسماك، وعمال فقراء.. هذه السياسات لا تترك مجالاً لمفاوضات جادة تضمن الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني، في مناطق تواجده كافة، في العودة وتقرير المصير والإستقلال والحرية والخلاص من الإحتلال والإستيطان».

وتناول حواتمة السياسة الأميركية مع إدارة ترامب، وقال «إن السياسة الأميركية في عهد ترامب باتت سياسة عدوانية سافرة، عنوانها «أميركا أولا وأميركا فوق الجميع»، وهي تشكل تحدياً وإنتهاكاً للقوانين الدولية وإستهتاراً بمصالح الشعوب المكافحة من أجل حياة كريمة، كشعوبنا العربية، والشعوب في آسيا، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية، وحتى في أوروبا، خاصة بعد أن أعلن قيام حربه التجارية ضد دول الإتحاد الأوروبي». 

«أما على الصعيد الفلسطيني ـــ قال حواتمة ـــــ فقد ترجم ترامب سياسته العدوانية، بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل سفارة بلاده إليها، وإعلانه «شرعية» الإستيطان، خلافاً لقرارات الشرعية الدولية، وقراره وقف المساهمة في تمويل وكالة الغوث (الأونروا) لشطب قضية اللاجئين وحق العودة لحوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني، هجرتهم إسرائيل من أرضهم ووطنهم بقوة الحديد والنار والمجازر الدموية».

وإستطرد حواتمة مؤكداً «أن الوضع الذي تعيشه القضية الفلسطينية وشعبها، يتميز بالصعوبة والتعقيد، لكن العالم كله معنا، بأغلبيته الساحقة وفي مقدمه روسيا والصين والإتحاد الأوروبي وأغلبية دول أسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية. وقد عبرت هذه الدول عن مواقفها، حين صوتت في مجلس الأمن ضد قرار ترامب بشأن القدس (14 دولة مقابل صوت الولايات المتحدة المعزول)  وحين صوتت 129 دولة في الجمعية العامة ضد قرار ترامب، في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وحدهما».

ورداً على سؤال قال حواتمة «إن بإمكان روسيا أن تلعب دوراً مفتاحياً في الشرق الأوسط، بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي- الفلسطيني – الإسرائيلي، فهي دولة ذات إمكانات هائلة، ونفوذ معترف به دولياً، ومواقفها متوازنة إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحترم القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، واعتبر حواتمة دخول روسيا على خط القضية الفلسطينية من شأنه أن يخلق توزاناً نسبياً بين الأوضاع الفلسطينية، والأوضاع الإسرائيلية، يعزز من قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود ومواصلة النضال من أجل حقوقه الوطنية المشروعة».

وكشف حواتمة أنه أجرى في وزارة الخارجية الروسية جولتين من المباحثات مع فريق من الخارجية ترأسه نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس بوتين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، كما أجرى مباحثات مطولة مع دوائر روسية أخرى من بينها رئيس وأعضاء معهد الاستشراق فيتالي نعومكين، ورئيسة وأعضاء معهد العلوم الاستراتيجية إيلينا سابونينا.