صور: كيف تحول شارع النخيل إلى شارع الأبراج بمدينة دير البلح؟

صور: كيف تحول شارع النخيل إلى شارع الأبراج بمدينة دير البلح؟
خاص دنيا الوطن - هديل الحسنات
من منطقة مليئة بأشجار النخيل والزيتون، وأراضٍ مزروعة بشتى أنواع الخضراوات، تحول شارع النخيل، الذي يقع في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى منطقة سكنية تعج بالعمارات والأبراج، والتي اقتلعت معها الأخضر واليابس.

فمن غادر دير البلح قبل خمس سنوات، وعاد للتو، لن يستطيع أن يتعرف على هذا الشارع، فالسنوات الخمس الأخيرة، غيرت ملامح الشارع،ورسمت ملامح جديدة على طوله عبارة عن كتل إسمنتية تخلو من مظاهر الجمال.

خالد أبو سمرة، أحد سكان المنطقة، يسكن منذ أكثر من خمسين عاماً قال: إن شارع النخيل من أشهر وأقدم شوارع مدينة دير البلح، وأنه منطقة زراعية مليئة بأشجار النخيل إلا أنه في الوقت الحالي اختلف الوضع بفعل بناء الأبراج، وأن الشارع يحتاج إلى ترميم بفعل ما أحدثه التطور.

وطلب أبو سمرة بأن يتم جمع المعامل الصناعية الخاصة بالبناء في منطقة فارغة بعيدة عن السكان، حيث إنها تسبب ضجيجاً وعرقلة لحركة السير، وتهدد حياة سكان الشارع.

وفي حديث مع هديل أبو عيشة البالغة من العمر (21 عاماً) معيدة ذكرياتها قائلة: إنها من صغرها تربت على الحياة في هذا المكان بكل تفاصيله وذكريات الطفولة والصبا ووصفته بالأمان، وشعورها بأنه مخيم وقرية ومدينة كل المواصفات تجتمع به وسبب ذلك، وجود النخيل والزيتون، الذي يضفي الجمال والحياة.

وأضافت "أبو عيشة" أنه لا أحد ينكر الاختلاف العمراني السريع، موضحة أنه خلال آخر خمس سنوات، بدأت الأراضي المفتوحة تتقلص والبيوت أصبحت كثيرة، والحركة ازدادت، وفقدت المنطقة الهدوء الذي كان يميز المكان.

 وطالبت أبو عيشة بأن يتم تخصيص مساحة خضراء وإعادة زرع الشارع بأشجار النخيل، وتتمنى ألا يتم استغلال المنطقة المتبقية البسيطة، وتحويلها إلى مبانٍ سكنية وعلى الأقل، ليبقى ذكرى بسيطة من الشارع، وتحلم بإيجاد حلول لترتقي مدينة دير البلح، وتحافظ على اسمها ونخيلها.

توجهنا لشارع النخيل لنلتقط بعض الصور، التقينا بالمصور براء الحسنات، وهو حزين على هذا الشارع الذي لم يتبقَ منه إلا القليل من أشجار النخيل مردداً ماذا أصور اليوم؟ هل أصور الازدحام الخانق أم الأبراج التي تكاد تملأ المكان وتخفي أشعة الشمس وتسرق الأشجار التي كان يستمتع بتصويرها منذ زمن قريب، مؤكداً على حبه لتصوير الأماكن الزراعية حيث تبعث في النفس الراحة وتعطي الأمل و التفاؤل ويرغب بأن يتم إعادة  زراعة أشجار النخيل من جديد في كل مكان، لكي يعود القليل من هذا الشارع إلي طبيعته.

في حديثنا مع رئيس بلدية دير البلح سعيد نصار قال :"شارع النخيل قامت بإنشائه وزارة الأشغال العامة، بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث كان هذا الطريق يمر به الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما كان يتحرك من الشمال إلى الجنوب مروراً بمدينة دير البلح، لذلك تم تجهيز الشارع بسرعة لتسهيل مرور الرئيس، مؤكدا أنه منطقة زراعية ذي بنية تحتية بسيطة لم تكن بالمواصفات المطلوبة في ظل تعداد سكاني قليل جداً"، مضيفاً بعد ذلك بدأت حركة التجارة في المدينة قبل أربعة سنوات وأيضاً وجود الأبراج في المنطقة بهذه السرعة المفاجئة لم يكن إلا نتيجة لضغط السكاني الكثيف ولجوء الشباب إلى استئجار الشقق السكنية ذات عدة طوابق في ظل الأوضاع الصعبة، وأكد أن هذه المناطق الزراعية ملك للسكان لذلك لا تستطيع البلدية منع أحد المواطنين من البناء للمحافظة على أشجار النخيل بالمنطقة.

من هنا ظهرت المشكلة بنية تحتية ضعيفة مقابل منطقة حيوية وضغط سكاني ومباني وأبراج عالية وحركة مواصلات كبيرة وبالتالي بدأت البلدية بتفكير لتأهيل الشارع وتطويره وتم عن طريق صندوق تطوير البلديات  وضع ميزانية خاصة به لإعادة بناء الشارع بالشكل المطلوب لتسهيل حركة السكان، وأكد على المحاولة لحل مشكلة معامل البناء والبحث عن منطقة فارغة بعيداً عن السكان وتخصيصها، لتكون منطقة صناعية خاصة بمعامل البناء.

وتسعى البلدية جاهدة، أن تبقى مدينة دير البلح محافظة على اسمها حيث تم زرع 305 شجرة نخيل خلال الفترة السابقة والاعتناء بها و قدر الإمكان زراعة الأشجار على أطراف المدينة والمناطق الزراعية، وأيضاً تشجيع السكان على الزراعة.

شارع النخيل لم يتبقَ من اسمه إلا بضع شجيرات هنا وهناك فمن يعيد للشارع اسمه، وينثر أشجار النخيل الباسقات على جوانبه؟ والنخلة شجرة كريمة، يستفيد الإنسان منها، وهي شجرة مباركة ذُكرت كثيرًا في القرآن والسنة النبوية، فهي ظل وجمال والمحافظة عليها، يجب أن يكون واجباً وطنياً.


التعليقات