فهد سليمان: نريد مجلساً وطنياً يعيد بناء الوحدة الوطنية الجماعية

رام الله - دنيا الوطن
دعا فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن يكون المجلس الوطني الفلسطيني محطة لإعادة بناء الوحدة الوطنية الجامعة والائتلافية والتشاركية، ببرنامج المقاومة والانتفاضة الشعبية وتدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأضاف فهد سليمان مؤكداً على ضرورة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورتيه (2015+2018) وعدم اللجوء إلى مناورة إحالة القرارات إلى لجان، تحيلها هي الأخرى إلى لجان تهرباً من استحقاقات التنفيذ، واستحقاقات الاستراتيجية الوطنية.

ودعا فهد سليمان إلى فك الارتباط بأوسلو وبرتوكول باريس والتزاماته، والعودة إلى برنامج المقاومة والانتفاضة.

وكان فهد سليمان يتحدث في مهرجان أقامته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق، في 11/3/2018 في الذكرى الـ 49 لانطلاقتها، حضرته وفود جماهيرية وسياسية فلسطينية وعربية ودولية.

■ استهل فهد سليمان كلمته، بواجب توجيه التحية إلى ذكرى شهداء شعبنا الفلسطيني في معارك النضال المديد، وفي الميادين كافة دون تمييز بين شهيد وآخر، وإلى عائلات الشهداء التي قدمت واجبها نحو القضية الوطنية الفلسطينية بما تستحقه من تضحيات غالية.

وإلى عموم مناضلي شعبنا، داخل الكيان الاسرائيلي، وفي القدس المحتلة وفي الضفة الفلسطينية، وقطاع غزة، وفي مخيمات اللجوء والشتات، والمهاجر ومناطق اللجوء، توجه فهد سليمان بالتحيات النضالية، مشدداً على ضرورة تحشيد المزيد من القوى والزج بالمزيد من القدرات النضالية وتوسيع دوائر المشاركة الشعبية، في معارك التصدي للاستحقاقات الخطيرة التي تتربص بقضيتنا وحقوقنا الوطنية على يد المشاريع العربية والاقليمية.

وقال فهد سليمان، أن العيد التاسع والأربعين لإنطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فصيلاً وحزباً يسارياً ديمقراطياً، مسلحاً بالفكر والوعي والتنظيم الجماهيري والبندقية المقاومة، هو فرصة غالية نتوجه من خلالها بتحية التآخي والتضامن النضالي، ووحدة المصير، لحركة التحرر العربية، في معاركها من أجل حرية شعوبها، وكرامتها الوطنية وحقها في العيش الكريم، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، ونخص منها المقاومة الوطنية اللبنانية، على اختلاف مراحلها، التي خضنا وإياها معارك الدفاع عن لبنان وسيادته وحريته، وأمنه واستقراره، في مواجهة أعمال العدوان الاسرائيلية، وأكد في السياق، أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مازالت على عهد الوفاء لشعب لبنان وتضحياته من أجل فلسطين، ولعروبة لبنان، واستقلاله وتطوره الديمقراطي، ووقوفها إلى جانبه في خندق النضال الواحد والموحد ضد التهويدات ومخاطر العدوان الاسرائيلي.

وتوجه فهد سليمان، في كلمته بالتحية إلى الجيش العربي السوري، وجيش العراق الشقيق، في معارك الدفاع عن الوطن ضد الارهاب ومشاريع التقسيم، والتدمير، ونهب الثروات وتبديدها في بناء كيانات، تستعيد أسطورة التاريخ بمشاهدها الأكثر سوداوية.

الحالة الاقليمية – مرحلة جديدة

وفي سياق كلمته ألقى فهد سليمان الضوء على تطورات الأوضاع عربياً واقليمياً، وقال أننا أمام مزيد من التبلور لإتجاهين رئيسين:

·  الأول العدوان الرامي إلى النيل من مكانة وموقعية الدولة الوطنية عبر زجها في سلسلة من الأزمات وحشرها لإعتماد أحد خيارين: إما الخضوع والاستسلام لسياسة واشنطن، واستتباعاً إسرائيل، أو مواصلة استنزافها وصولاً إلى ضعضعة مرتكزاتها بفرض التقسيم الضمني أو بالأمر الواقع يجاريه من المزيد من التهافت في موقف عدد من الدول العربية المؤثرة التي بدعوى مواجهة مخاطر تمدد النفوذ الإيراني في الإقليم، تسير على طريق تلبية شروط الاقتراب من اسرائيل وعلى حساب الحقوق الوطنية لشعب فلسطين والمصلحة القومية العربية الجامعة، من بوابة التطبيع والتعاون الأمني وتطوير العلاقات الاقتصادية.

·  الثاني هو التصدي لهذه السياسات العدوانية، ولسياسات الدول العربية المتواطئة وهنا علينا أن نعلن أن الاتجاه الأول بدأ يدخل في حالة انحسار، بعد أن فشل في تحقيق أهدافه، وإن كان لا يزال يعاند ويصر على مواصلة أعماله العدوانية.

لقد انهزم الارهاب في سوريا، وسقطت مشاريع تقسيم البلاد والشعب وتدمير الجيش العربي السوري. كما  انهزم الارهاب في العراق، وسقطت فيه مشاريع تقسيم البلاد والشعب وتدمير الجيش العراقي. ونحن، في فلسطين ننظر إلى هذه الانتصارات، باعتبارها انتصاراً لنا، ولحركتنا الوطنية ولمقاومتنا الشعبية، فبقدر ما يضعف المشروع الاقليمي الأميركي الاسرائيلي، بقدر ما يقوى المشروع الوطني، مشروع الدولة الوطنية، الدولة التي تحمي وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة الوطن، وتطوي صفحة مشاريع إعادة إحياء العصور السوداء وعصور التخلف من التاريخ، وإغلاق طريق التقدم والتطور أمام شعوبنا العربية. وتوفير الشروط الاقليمية لشطب قضيتنا وحقوقنا الوطنية.

التعليقات