في حال موافقة العرب على "صفقة القرن".. هل ستطبق؟ وما الموقف الفلسطيني؟

في حال موافقة العرب على "صفقة القرن".. هل ستطبق؟ وما الموقف الفلسطيني؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
يبدو أن ملامح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام، والتي أُطلق عليها (صفقة القرن) باتت تتضح على أرض الواقع، بإعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ثم نقل سفارته إلى المدينة، وبعدها تقليص مساعداته لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ولكن السؤال، في حال موافقة الدول العربية على هذه الصفقة، هل ستُطبق على أرض الواقع، رغم تعارضها مع الموقف الفلسطيني؟

أكد صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه لا يمكن تنفيذ ما تسمى (صفعة القرن) على أرض الواقع بدون موافقة فلسطينية.

وأشار رأفت في لقاء مع "دنيا الوطن"، إلى أن الموقف الفلسطيني هو رفض التعاطي مع أي خطة تتقدم بها الإدارة الأمريكية، قبل أن يتراجع ترامب عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "ندعو الدول العربية الشقيقة إلى الالتزام بما قررته القمم العربية الثلاث، في عمان 1980 وفي بغداد 1990 وفي القاهرة 2000 بقطع العلاقات مع أي دولة تعترف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال".

وأضاف: "أمريكا وغواتيمالا اعترفتا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، والمطلوب من الدول العربية، أن تقطع علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا".

وفي السياق، أكد رأفت، أن الدول العربية لن تقبل على الإطلاق ما يسمى بـ (صفقة القرن)، لافتاً إلى أن وزراء الخارجية العرب، 
أكدوا خلال اجتماعهم الأخير على موقفهم المؤيد للشعب الفلسطيني، بإنهاء الاحتلال عن كل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرار الدولي 194، وأكدوا على تمسكهم بتطبيق مبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء، ولا تطبيع مع الاحتلال قبل الانسحاب من كل الأراضي الفلسطينية العربية التي احتلت عام 1967.

بدوره، أوضح وجيه أبو ظريفة المحلل السياسي، أن الإدارة الأمريكية مصممة على تنفيذ خطتها على الأرض قبل أن تعلن عنها سياسياً أو إعلامياً.

وقال: "المحاور الأساسية لهذه الخطة هي بالتخلص من الصراع العربي الإسرائيلي عبر فرض الرؤية الإسرائيلية في الحل، سواء فيما يتعلق بملفات مفاوضات الحل الدائم التي لم تستطع المفاوضات السابقة أن تصل بها إلى حلول، وبالتالي بدأت الإدارة الأمريكية بتطبيق أولى خطوات الصفقة على الأرض، بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ثم نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في 14 حزيران/ يونيو المقبل، وما يتزامن مع ذكرى النكبة، وهو ما يدلل على أن الإدارة الأمريكية، تتبنى الرؤية الإسرائيلية".

وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتعامل مع قضية اللاجئين كمشكلة دولية ،وليست مشكلة خاصة باللاجئين الفلسطينيين لهم حقوق سياسية وإنسانية، وذلك عبر تقليص تمويل وكالة (أونروا) تمهيداً للتخلص منها، وبالتالي التخلص من قضية اللاجئين".

وتابع: "بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى أن المستوطنات معيقة للتقدم في عملية السلام، وهذا يعني أنها ستعترف بضم بعض المستوطنات، أو أن تعترف بحدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 لم تعد أساساً للحل السياسي".

المختص في الشأن الإسرائيلي خالد سعيد، اعتبر أن (صفقة القرن) هي عملية مبهمة حتى هذه اللحظة، لافتاً إلى أنها عبارة عن لغز يحير الكثير من الكتاب.

وقال: "عدم وضوح بنود الصفقة، مُتعمد من الاحتلال الإسرائيلي، حتى يعمل على تتويه الجميع، وجعلهم لا يفهمون أي شيء، حيث إنه المستفيد الوحيد، وحتى ينفذ إرادته على أرض الواقع".

وأضاف: "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو البداية، وأن تتم عملية النقل بالتزامن مع مرور 70 عاماً على النكبة، هو بداية قوية وسلبية لصفقة القرن".

التعليقات