"الإعلام" و"القدس المفتوحة" تنظمان مسارًا إلى الساكوت لمتدربي الإعلام الجديد

رام الله - دنيا الوطن
نفذت وزارة الإعلام ومجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة في طوباس مسارًا بيئيًا إلى عين الساكوت في الأغوار الشمالية للمشاركين في دورة الإعلام الجديد، التي انطلقت في شباط الماضي، وتتواصل حتى منتصف آذار.

وسار أربعون  طالبًا ومشرفين وأعضاء مجلس الطلبة من محيط عين البيضاء إلى موقع قرية الساكوت، التي دمرها جيش الاحتلال عام 1967، وحرم أصحابها من عين الماء والأراضي الخصبة، وشاهدوا الغطاء النباتي من الأقحوان الأصفر، والجرجير، والعكوب، وشقائق النعمان، وعشرات النباتات البرية، واستمعوا إلى شرح حول التنوع الحيوي في فلسطين التي تضم أربعة أقاليم نباتية: المتوسط، والصحراوي، والسوداني، والإيراني، بأكثر من 2700 نبتة وشجرة وشجيرة.

وأشار مدير فرع طوباس د. سهيل أبو ميّالة إلى حرص الجامعة على تنفيذ تدريبات نوعية منها الإعلام الجديد، وتنظيم مسارات تعمق المفاهيم الوطنية والبيئية، وتقوي شخصية الطلبة، وتنقل رسالة تضامن مع أهالي الأغوار. وتحدث عن أهمية المنطقة، وضرورة توجيه الأنظار إلى معاناة المواطنين فيها. وقال إن الجامعة أنشأت المركز التعليمي المُتنقل ليُقدم خدمات إلكترونية وتعليمية لطلبة الأغوار .

وبين عضو المكتب الحركي محمد صدقي، المولود عام 1962 في قرية أم عشيش القريبة، أن الساكوت التي أقامت فيها عائلته، ووصل عدد مواطنيها إلى 1688 قبل النكسة، اعتمدوا على زراعة القمح، والبطيخ، والشمام. وتابع: "لم يعد المزارعون إلى أرضهم إلا عام 2016، حين انتزعت محافظ طوباس والأغوار الشمالية قراراً باسترداد عشرات الدونمات، وبدأ المتنزهون بالوصول إليها، بعد أن كانت حكرًا للمستوطنين، ولا ينسى الأهالي تدمير عدة قرى خلال النكسة كجباريس، والحمة، وقاعون، والدير."

واستعرض رئيس قسم شؤون الطلبة  في الجامعة حيدر كايد أهمية تعريف الطلبة بأرضهم، وتعميق علاقتهم بها، وبخاصة في ظل حمى استيطانية تلتهم أراضي الأغوار. وذكر أن الجامعة تعزز ثقافة الارتباط بالأرض، والتعريف بنباتاتها البرية، وتنقل صورة لحال مواطني الأغوار ومعاناتهم وصمودهم وتفاصيل حياتهم القاسية، وتشجع السياحة الداخلية والمسارات البيئية.

وتحدث رئيس مجلس اتحاد الطلبة أيمن أبو العيلة عن أنشطة المجلس، وأكد أنهارهادفة وتحقق نتائج ايجابية، وقال إن لهذا المسار بعد وطني، من خلال تعريف الطلبة بالمكان وحكايات أهالي الأغوار، ودعا الطلبة إلى المشاركة الفاعلة في الأنشطة التي تنظم على مستوى الجامعة.

وأشار رئيس نقابة العاملين في الجامعة سائد مسلماني إلى أن الأغوار تمثل سلة الغذاء لفلسطين، وتمتد على مساحة 410 كيلو مترات، لكنها تعاني الاستيطان الذي عاد قبل أيام ببؤرة قرب حاجز تياسير.

فيما نقل مسؤول متابعة الخريجين بلال دراغمة حكاية الساكوت وأرضي أجداده، المصادرة بمحاذاة نهر الأردن منذ خمسين عامًا، وتمتد لنحو 120 دونمًا.

وأوضح منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف، الذي يتولى التدريب، أن المسار يهدف إلى تعزيز مهارات المشاركين على وصف بيئتهم، والتعرف إلى معاناة المواطنين والمزارعين، وبخاصة أن العديد منهم لم يصلوا إلى المنطقة في السابق.

والتقط المتدربون أفلامًا وصوراً لعين المياه والحقول التي عادت لأصحابها، ولعشرات اللافتات، التي تحذر من الألغام، أو الوصول إلى المناطق الحدودية. وحاوروا أصحاب الأراضي ورعاة الأغنام.

وقالت المتدربة نسرين دراغمة إن الاحتلال لا يكتفي بمصادرة الأراضي في هذه المنطقة، بلا يطارد الرعاة، ويدعي أنه يحمي البيئة ويفرض غرامات باهظة على قاطفي العكوب.

وأجرى مجلس الطلبة، الذي رعى المسار، مسابقة ثقافية اشتملت أسئلة عن الأغوار والساكوت والتنوع الحيوي وفلسطين والجامعة والإعلام الجديد.

كما قدم عضو المجلس وجدي غنام مقطوعات زجلية تراثية جسدت تمسك الفلسطيني بأرضه وتراثه وقيمه الوطنية.