الشرف والفضيلة

الشرف والفضيلة
بقلم د. يسر الغريسي حجازي

21.02.18

الشرف والفضيلة

 'الشرف ينتمي إلى أولئك الذين لم يبتعدوا عن الحقيقة، حتى في الظلام والصعوبة’.

نلسن منديلا

هل سالتم انفسكم علي الاقل مرة واحدة ما هو شرف الانسان؟ اواذا كان له معني بالاهداف الحياتية، والكفائات البيئية؟ والسؤال الحقيقي، كم مرة اخذنا قرارات صائبة  في حياتنا تشمل الشرف؟ بالاول دعنا نتامل في مفهوم الشرف الذي يتمثل في جميع المبادئ الأخلاقية، بمعني ان لا نقدم علي أي عمل يجعلنا نفقد احترامنا لذاتنا ،أو احترام الآخرين، مما يعني الشعور بالكرامة. علي سبيل المثال، ترتبط فضيلة الانسان بقلقه علي المثابرة والاجتهاد، والنجاح، والسمعة الطيبة، وشجاعته في ما يقدمه من مساهمة في مجتمعه، او لوطنه. كما ان شرف الانسان يظهر في اعماله الصالحة، والمجد الذي يجلبه لنفسه ولذويه، وان يكون المثال الاعلي في الوطنية وخدمة وطنه. انه الانتماء لوطنه و شعبه، وقبوله باراء الاخرين، والقيام بالواجبات نحو اسرته، وابناء وطنه، وبلده. والجدير بالذكر، ان الانسان عقل و فكر متوازن يجعله يعترف باخطائه، ليصوبها ويعتذر للاخرين. ان الشرف له علاقة بذات الانسان، وبالتنمية البشرية، باهدافنا، وعلاقاتنا الاجتماعية. هناك خمسة عوامل  تتمحور حول :

1) أهمية موقف الانسان في التعلم وتحمل المسؤولية، و تطوير إمكاناته، والثقة بالنفس، وكذلك الإيمان. انها المحددات، للوصول إلي الهدف في الحياة، والي النجاح. إن المثابرة هي جزء من التنمية البشرية، وهي التي تسمح بإنشاء آليات منطقية لايجاد الحلول المجدية.

بعض الناس لديهم سهولة التواصل مع الناس، ويمكنهم بناء علاقات جيدة مع الجميع. كما ان هناك أشخاص آخرون لديهم صعوبة في التواصل مع الناس، ويضعون حواجز وشروط للتواصل مع الآخرين.

على سبيل المثال، تعتبر القيادية في العمل عامل اساسي لانتاج المهارات الاجتماعية، وتعزيز الثقة، والاتفاق الجماعي. لكن ذلك يتطلب منا الاندماج في المجتمع ومجاملة الناس من حولنا، وان نقطع المسافات والعزلة من المجتمع. 

2) ان قبول الذات ياتي مع المرونة وتحمل أخطاء الآخرين، للوصول الي ادارة

  عواطفنا، والي القدرات المعرفية لدينا. في العمل، يمكننا على سبيل المثال الاعتراف بمهارات زملائنا، والتعاون بسهولة أكبر مع اقسام العمل الاخري. فالعلاقات الإيجابية تعزز تقدير الذات، وتؤمن التنمية الاجتماعية، والإنسانية. كما ان الانضمام إلى الجمعيات الإنسانية هو جزء من القوة العقلانية، وتطوير السلوك التضامني، والمهارات الاجتماعية.

 3) هناك ضرورة ان يكون لنا هدف في الحياة، من اجل  التركيز على تحقيق الذات، والشعور بالرضا. نحن بحاجة إلى تحريك مشاعرنا الداخلية، وذلك من اجل الاحساس بطعم الحياة. ويتم الوصول الي شعور الوفاء, بعد تحقيق الانجازات. انها حالة الادراك، نتيجة لمقاومتنا لتحديات الحياة، وتجاربنا هي مسيرة التعلم التي تقودنا إلى النجاح.  

 4) ان كفائة البيئة التي نعيش فيها، تستند الي علم النفس البيئي على فهم جيد للعلاقة بين الفرد وبيئته، سواء ان كان الفرد في كامل وعيه أم لا. كما ان الإنسان يراقب، ويدرك، ويشعر، ويستثمر في بيئته و بكل خصوصياتها الملموسة، أو الوهمية. ان الانسان يمثل بيئته  التي تشمل الخصائص الحقيقية والمتوهجة، من الشعور بالخوف، والسعادة الزائدة، الي الكراهية. وبهذه الطريقة تساهم البيئة في تشكيل هوية الفرد، والمجموعة التي يريد أن ينتمي إليها.

5) هناك ضرورة لنسج علاقات ايجابية مع الاخرين. كما ان العلاقات الإنسانية والثقافية امر حيوي، وتستند إلى الحب، والأخوة، والتضامن، واعمال الشراكة، وجميع الأنشطة الاجتماعية. ينظر إلى التفاعلات الاجتماعية على أنها التواصل بين الناس، مثل علاقة الزوجين أو الوالدين بطفلهما، فضلا عن العلاقات الأسرية، والاجتماعية، والمهنية. وهم جميعا يحددون طبيعة الوحدة الاجتماعية.

انها قيمة اجتماعية يتصورها الانسان ، من اجل اعتماد وتنفيذ أصالة  البديهيات، والجدارة. كيف يمكننا خلق ديناميكية، وتعلم كيفية اكتساب المهارات البيئية؟ بالتأكيد ان الرجل في جشعه يريد أن يعرف، ويتعلم التفكير والسيطرة على قواعد المعرفة، والتي يصنع منها قيم اخلاقية جديدة تحافظ علي كرامة الجميع. ان فكر الانسان  يكتسب المنطق والمعرفة، ويجعله الموضوع  الذي  ينتج الحقائق. هذه الحقائق تحدد القيم الأخلاقية والأساسية، من اجل بقاء البشر. كما انها الحقائق التي يجب أن تهيمن على مواقفنا واحكامنا، وتعلمنا كيفية التعرف على أخطائنا. كذلك العقل, انه أساس من الواقع, و سلسلة نظم قيادية تغطي الأفكار والمنطق، ومتطلباته.

انه بحد ذاته  تطوير الوعي ,والمعرفة, والمعيارية. لذا تم تصميم القيم بواسطة الواقع.

و يبدأ الانسان  بالتفكير، ويتمحور نشاطه الفكري حول  التغيير البيئ, والمواقف, والثقافات.

وتحدد التنمية الاجتماعية التزام البشر بالبحث، والبناء الاجتماعي، واحترام كرامة الانسان، وذلك من اجل الحصول علي حياة أفضل للجميع. هذه الأدوار الرئيسية للهيكل ,والانضباط, والانسجام في قواعد الطبيعة. انه الاتساق في الخط مع الواقع ,ومسؤولية البشر، وواجب الحماية من اجل ضمان البيئة الايكولوجية واستدامتها. ذلك يتعلق  بتعزيز تصورات الإنسان،  على أساس الوحدات الهيكلية الأساسية, والمؤسسية, والميكانيكية الاجتماعية, والإنسانية، التي تقوم على التعميم الوضعي للمؤسسات الخدماتية. لا بد لكل فرد ان  يحفاظ على شخصية مستقلة ومدركة، لان التعليم  قائم على الحرية الفكرية ,والأخلاقية ,والمرونة التي تمكن من الوصول إلى التربية والتعليم، والابداع، والمعرفة العلمية، والفنية ,والتاريخية (جان بياجيي 1896-1980)

ان تطور الإنسان حقيقي بسبب انه جزء من الاحتياجات الطبيعية. كما ان القيمة الاجتماعية تحدد شرعية النظام الطبيعي، والراس المال المنظم بعني تقسيمه بالعدل والانصاف.

يجب ان تشهد  الهياكل الاجتماعية  العدالة، وملاءمة المواقف المؤسساتية، بسبب ان الهيمنة الناشئة هي القيم المنتجة، والمتغيرات الثقافية ,والديموغرافية, والمكونات النشطة. وذلك يظهر الحكم العادل من الذي يجحف حقوق الناس (لاهير 1996,مركلي 2010 ).  

هذه الاستطلاعات تمنح مشاهدة  التشابهات الجزئية والاجتماعية ، وكذلك الممارسات الثقافية ,والاقتصادية, والسياسية. ان التحليل السوسيولوجي يميز بين الرسومات البيانية ذات الصلة مع المتطلبات الاجتماعية، وكذلك النهج المستقبلي  للممارسات الثقافية وامكانية تطويرها. والسؤال لاي مدى يسمح بالحريات الثقافية ؟ وإذا كان هناك استبعاد اجتماعي متعمد؟

ان الراس المال الثقافي هو مؤشر المعرفة العامة للفرد. يمكننا ايضا معرفة في الأجيال الشابة, امكانية الوصول إلى التقدم  التكنولوجي, والفني, والمطالعة, وتفتح الذهن للشباب. ان تنظيم الممارسات الثقافية يفسر المعتقدات التي يفرضها النظام ، ويسمح بتقييم الراسمال الثقافي, والمتغيرات العملية. يمكننا أن نرى من خلال هذا التحليل التخطيطي، التغيرات الاجتماعية, والاقتصادية ,والثقافية من التركيبة السكانية ، والإحصاءات المدنية البارزة (العمر، الخصوبة والوفيات والزواج والطلاق، والبطالة، والعنف، والجريمة، والحرية، والهجرة). كما ان التركيبة السكانية تحدد نوعية السياسات, والنظم المعتمدة للتأمين الاجتماعي, ذلك حسب معدلات الولادة,والخصوبة, والوفيات.اما الانشطة الرقمية, فهي ضمن الممارسات الثقافية. وينظر اليها على انها الإحصائية الوصفية التي تساعد على جمع المؤشرات المستخدمة في تحليل البيانات حول  الممارسات الثقافية المسموح بها, والمراقبة كذلك, (الإنترنت، والوصول إلى التدوين،واستخدام اليوتيوب، وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة الموسيقى ,والسياسة, والثقافة العرقية، والتسوق عبر الإنترنت ). على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يرى بسهولة أن الحكومات تمارس الإقصاء الاجتماعي اوالسياسي، مثل فرض السيطرة على المواقع الاجتماعية ، ووسائل الإعلام , ورسائل البريد الإلكتروني, وممكن حذرها ايضا.

من الناحية الأخرى، هناك ايضا الاستبعاد السياسي, والاقتصادي, والاجتماعي.

التعليقات