الحسيني يستقبل وفدًا من جمهورية الجبل الأسود

الحسيني يستقبل وفدًا من جمهورية الجبل الأسود
جانب من اللقاء
رام الله - دنيا الوطن
استقبل وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ظهر اليوم الاربعاء في مدينة القدس وكيل وزارة الخارجية في جمهورية الجبل الاسود زوران جانكوفيتش والوفد المرافق الذي يزور فلسطين ويحل ضيفا على وزارة الخارجية في زيارة تهدف الى التنسيق لزيارة مرتقبة لوزير خارجية بلاده الى فلسطين حيث جرت مشاورات سياسية ثنائية تراسها عن الجانب الفلسطيني وكيل وزارة الخارجية الدكتور تيسير جرادات .

واستعرض الحسيني جوانب عدة من انتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص في مدينة القدس واهمها محاصرة النشاطات الثقافية والاجتماعية والعمل على منعها في المدينة وقمع حرية العبادات ومحاصرة الاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية في البلدة القديمة وخارجها والممارسات اللانسانية التي باتت تقترف بشكل يومي في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية محذرا من محاولات الالتفاف على شرعية التمثيل الفلسطيني والمؤمرات التي تحاك هنا وهناك لتصفية القضية الفلسطينية واختزالها في مشاريع واهية وتكريس الاحتلال كحقيقة واقعة والتي من دون شك سيتصدى لها ابناء الشعب الفلسطيني ويفشلها .

واعتبر ان الرؤية التي قدمها الرئيس محمود عباس يوم الثلاثاء خلال خطابه في مجلس الامن بالامم المتحدة قد تكون الفرصة النهائية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط وحل النزاع العربي الاسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية حيث وضع الامم المتحدة امام مسؤولياتها لافتا الى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الامن الخاصة بالقضية الفلسطينية وتحقيق العدالة المغيبة لابناء الشعب الفلسطيني .   

واكد على الضرورة الملحة لدور وموقف اوروبي اكثر صرامة مع السياسات الاسرائيلية والابتعاد عن لغة المراقبة والادانة لافتا الى بصيص من الامل المتبقي لدى ابناء الشعب الفلسطيني والمتمثل في تعاظم التعاطف الدولي مع الحقوق الوطنية الفلسطينية خاصة في اوروبا وامريكا اللاتينية ما يدعو اكثر من اي وقت مضى الى ممارسة الضغوط المختلفة على الحكومة الاسرائيلية على ارض الواقع من اجل كبح جماحها وردعها عن ممارساتها العنصرية والتي تعد شكلا من اشكال التطهير العرقي وخلق لنظام فصل عنصري، موضحا ان التغاضي الدولي يسمح لاسرائيل بالتصرف كدولة فوق القانون،ما يدفعها الى الامعان في سياسة الاستيطان  خاصة حول وداخل القدس الشرقية وعموم الاراضي الفلسطينية الامر الذي سيؤدي الى تدمير الطابع التاريخي والنسيج الاجتماعي للبلدة القديمة والمجتمع المقدسي والفلسطيني موضحا ان المسلمين والمسيحين في القدس وعموم فلسطين ينتمون الى قضية واحدة وشعب واحد هو الشعب العربي الفلسطيني المناضل والمكافح في سبيل تحقيق طموحاته وتطلعاته الوطنية.

والمسيحيون والمسلمون في العاصمة المحتلة كانوا وما زالوا يشكلون جسدا واحدا وأسرة واحدة هاجسها هو الدفاع عن مدينتهم  ومقدساتها وطابعها الحضاري الانساني التراثي العربي الفلسطيني الإسلامي والمسيحي معربا عن اسفة لانخفاض نسبة المسيحيين في القدس والتي باتت لا تتجاوز واحد بالمئة في الوقت الذي كانت تشكل اكثر من ثلاثين بالمئة قبل عام 1967 جراء المضايقات والممارسات بحق ابناء الشعب الفلسطيني عامة واخرها محاولات بسط السيطرة على الكنائس من خلال فرض الضرائب عليها مؤكدا ان مدينة القدس مفتاح السلام والحرب في المنطقة برمتها واصفا ما يجري في المدينة بحرب شاملة تشنها الحكومة الاسرائيلية وتتدحرج نحو حرب دينية في اساسها سياسي جراء القفز على الخطوط الحمراء في العلاقات الدولية من خلال الانتهاكات السافرة التي تجري بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية.

ودعا وزير شؤون القدس ومحافظها دول الاتحاد الاوروبي الى تحمل مسؤولياتها والتفريق بين الدفاع عن النفس والعدوان،منوها الى ضرورة تطبيق مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الانسان والاعراف والقوانين المتعلقة بالحقوق الطبيعية في الصراع الدائر في اراضي دولة فلسطين المحتلة.

وكان وفد وزارة الخارجية في جمهورية الجبل الاسود قد زار المسجد الاقصى المبارك حيث تجول في ساحاته واستمع الى شرح مفصل عن الممارسات الاسرائيلية بحقه . كما زاركنيسة القيامة حيث كان في استقبالهم اديب جودة امين مفتاح الكنيسة وحامل ختم القبر المقدس والاب عزاريا رئيس كنيسة القبر المقدس راس الكنيسة الارثوذكسية في الكنيسة واللذان قدما هدية للوفد عبارة عن علبة تحوي كنوز كنيسة القيامة، وتجول في البلدة القديمة مطلعا على الممارسات الاسرائيلية وبؤر الاستيطان في حاراتها .

زيارة جامعة القدس

وكان الوفد الضيف قد استهل زيارته للقدس بزيارة جامعة القدس حيث بحث ونائب رئيس الجامعة التنفيذي أ.د. حسن دويك سبل التعاون المشترك بين جامعات مونتيجرو وجامعة القدس مستقبلاً واستمع الى نبذة عن تاريخ الجامعة وبرامجها الأكاديمية الفريدة من نوعها وتطوراتها المتلاحقة رغم التحديات التي تواجهها مشيرا الى تميّز جامعة القدس في مجال الشراكات العالمية التي أفضت لتأسيس كليات وبرامج أكاديمية متميزة ككلية بارد الأمريكية وبرنامج الدراسات الثنائية الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مؤكدأ أن الجامعة ماضية في سبيل تعزيز علاقاتها مع دول الجوار والعالم.

هذا وتجوّل يانكوفيتش في حرم الجامعة الرئيس مبدياً إعجابه بما حققته الجامعة من إنجازات في الحقول العلمية والبحثية ، مؤكداً على أن زيارته لجامعة القدس تأتي نتيجة لمكانتها المرموقة بين جامعات المنطقة كصرح أكاديمي شامخ.