فيديو: الوزيرة الآغا تسأل: هل تساعد زوجتك في مهام البيت؟

فيديو: الوزيرة الآغا تسأل: هل تساعد زوجتك في مهام البيت؟
هيفاء الآغا
رام الله - دنيا الوطن
ماذا يعني أن تكون رجلاً يعيش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم؟ كيف ينظر الرجال والنساء في فلسطين إلى الرجولة؟ وما هي أدوار الرجال في الحياة العامة والخاصة؟ ومن أين تأتي تلك المواقف؟ استجابة إلى محدودية الدراسات التي أجريت للنظر في هذه مثل القضايا، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاؤها بإجراء  أول دراسة من نوعها وحجمها، ضمت أربعة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اليوم، تم إطلاق "الدراسة الإستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين(IMAGES) "، في مدينة البيرة ، بحضور أكثر من 150 مشاركًا من الحكومة والمجتمع المدني والدولي. 

أطلقت اليوم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IMAGES MENA)- تقرير فلسطين، في حفل خاص، نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة الفلسطينية والقنصلية السويدية في القدس، وبتمويل من الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا).

تكشف الدراسة الإستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تشمل دول: مصر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، عن موقف الرجل تجاه المساواة بين الجنسين في المنزل والمجتمع ككل. ورغم أن أغلبية الرجال -ممن شملتهم الدراسة في الدول الأربع- تدعم مجموعة واسعة من المواقف التقليدية غير المنصفة؛ إلا أن الأقلية منهم، الربع تقريباً، تُقر وتدعم مساواة المرأة في العديد من جوانب الحياة العامة والخاصة.

تم تنفيذ هذه الدراسة من قبل مؤسسة بروموندو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاء البحث المحليين في مصر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين. فيما تضمن الجزء المتعلق بفلسطين من الدراسة، والذي تم إعداده بالتعاون مع معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، مسحاً إستقصائياً لنحو 2399 من الرجال والنساء المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من المناطق الحضرية والريفية.

وتعكس السلوكيات والمواقف التي كشفت عنها الدراسة الاستقصائية ترابط معايير النوع الاجتماعي التي تشكلت بفعل الظروف الحياتية والاحتلال ونفوذ الأسرة؛ غير أن أغلبية الرجال والنساء ممن شملتهم الدراسة اتفقوا على عبارة "نحن الفلسطينيون بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل".

وفي كلمتها، أشادت وزيرة شؤون المرأة في فلسطين ، الدكتورة هيفا الآغا بالدراسة مؤكدة أنها "محصلة لسلسلة من الإجراءات والسياسات الدولية والمحلية التي تعبر عن إلتزامنا تجاه قضايا النوع الإجتماعي على مختلف الأصعدة"، مضيفة بأنها "تأكيد على عمق الشراكة وبأننا شركاء في البناء والإنجاز والقرار".

كما أشارت إلى أن عمق الفجوة بين الرجال والنساء في المجتمع الفلسطيني، منوهة بأن الدراسة جاءت لتكمل تشخيص هذه المشكلة، وهو ما سيعزز من أولوية قضية المرأة في المجتمع الفلسطيني.

وقالت بأنه ورغم الإنجازات التي تحققت إلى أن مشاركة المرأة لم تصل إلى الحد الذي نطمح إليه، منوهة بأن المرأة الفلسطينية تواجه تحديين، الأول في الصور النمطية السلبية والعادات والثاني في عنف الإحتلال. وشددت على ضرورة التقاط هذه المبادرة لتمكين المرأة وتعزيز دورها على كافة الأصعدة.

وتأكيداً على نتائج الدراسة في فلسطين، أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة الحملة الإقليمية ("لأني رجل")، كذلك -ولأول مرة أطلقت الحملة العالمية (HeForShe) في فلسطين- والتي كانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد أطلقتها في العام 2014 لحشد الرجال والفتيان نحو مبدأ المساواة بين الجنسين.
وتهدف الحملتان إلى تغيير القوالب النمطية السلبية المتصلة بأدوار الجنسين في المنزل، وأماكن العمل، وتعزيز الحقائق الإيجابية بالأدوار والمسؤوليات المشتركة للأسرة، والأبوة، والعنف ضد المرأة، وتمكينها في سوق العمل، وغيرها.

وتضمن الحفل، وكجزء من إطلاق حملة "لأني رجل"، عرض فقرة غنائية تحمل نفس العنوان للفنان الفلسطيني الشاب بشار مراد، وعرض فيلم قصير عن الأدوار المتغيرة في أسرة فلسطينية عادية، كما يراها طفل بعمر 10 سنوات. بالإضافة إلى عرض لتجارب ونماذج للرجال القدوة في المجتمع الفلسطيني، عرض خلاله خلاصة تجاربهم وخبراتهم في كيفية أن تكون رجلاً في المجتمع الفلسطيني.

"حملة لأني رجل لا تسعى لإلغاء أصوات النساء الهامة، ولكنها تسعى إلى توفير مساحة أكبر للانخراط في حوار حول الأعراف المتعلقة بالنوع الاجتماعي, والارتقاء بنا إلى مجتمع أكثر مساواة في نهاية المطاف، حيث يحظى الرجال والنساء والفتيات والفتيان بفرص ومسؤوليات متساوية داخل وخارج المنزل" قال محمد الناصري، المدير الإقليمي لهيئة الامم المتحدة للمرأة في الدول العربية. وأفاد أن النتائج المستندة إلى الأدلة التي توصلت إليها الدراسة قد أكدت على المعايير الاجتماعية المتجذرة في الدول العربية الأربعة التي شملتها الدراسة.

وكجزء من فعاليات اليوم، نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع القنصلية العامة للسويد في القدس، معرضين للصور، "للآباء الفلسطينيين"  و"الآباء السويديين" لتعزيز المساواة بين الجنسين في المنزل. استهدف المعرضان تسليط الضوء على النفع الذي يعود على الأسر حين يشارك الإباء في كل نواحي الحياة الأسرية.

"يستفيد الأطفال والنساء والرجال جميعاً حين يطالب الآباء بإجازة أبوة، حيث تسهم إجازة الأبوة أيضاً في تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل, الأمر الذي يعد محورياً لأي اقتصاد كي يحقق هدفه المنشود. هذه هي الجوانب التي  أردنا أن نسلط الضوء عليها من خلال جلب معرض الآباء السويديين إلى فلسطين" تقول آن صوفي، القنصل العام لدولة السويد في القدس.

الدراسة الإستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IMAGES MENA

تُعد الدراسة الإستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IMAGES MENA) أول دراسة من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتلقي نظرة واسعة ومقارنة لحياة الرجال - كأبناء وأزواج وآباء- في المنزل وفي العمل، في الحياة العامة والخاصة - لفهم أفضل لكيفية رؤية مواقفهم كرجال، ومواقفهم تجاه المساواة بين الجنسين.

وبنفس القدر من الأهمية، تقدم الدراسة اتجاهات المرأة بشأن القضايا نفسها. وتشمل الدراسة البحث الكمي والنوعي مع ما يقرب من 10000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عاما في مصر ولبنان والمغرب وفلسطين، بما في ذلك المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.