زهر اللوز!

زهر اللوز!
خالد عيسى 

لا أدري لماذا لا يمكنني فصل زهر اللوز عن فلسطين ؟ !

كلما رأيت زهر اللوز في أي مكان في العالم أشعر اني أرى فلسطين !

وفلسطينية زهر اللوز عاشت معي سنوات طويلة وتنقلت معي في كل المنافي من بيروت الى قبرص الى تونس قبل ان أحط الرحال في هذا المنفى السويدي الأشقر ، حيث لا يزهر هنا سوى الثلج !

هذا الصباح صحوت وأنا مصاب بحمى زهر اللوز ، والسبب الفيس بوك ، وبالتحديد صديقات وأصدقاء من فلسطين ينشرون صورا لزهر اللوز في بلادي ، أتفرج عليها وأحاول ان أجد الفرق بين زهر اللوز والجليل ، هذا الزهر الموجع باختلاط الابيض بالزهري بلون شفتين مراهقتين ترسلان قبلة في الهواء ! زهر حائر محير.. بياضه متردد زهري الشفاه يزهر فجأة بدون سابق انذار كالحب المباغت ، هو زهر الله يسبح بحمده على الأشجار كما كتب نيكوس كازانتزاكيس :

قلت لشجرة اللوز : حدثيني عن الله يا أخت.....فأزهرت شجرة اللوز .

سنوات وسنوات مرت وأنا في بداية كل ربيع أحاول ان أفسر فلسطينية زهر اللوز ، ولماذا لا أستطيع رؤية هذا الزهر الا وهو بالكوفية الفلسطينية ؟ ! ربما هو الحنين او لنقل هو التعويض عن فقد البلاد بزهر أبيض مائل الى الزهري يرقص فوق أشجارنا على أنغام الدلعونا ، ويمد لسانه ساخرا من حاجز قلنديا الاسرائيلي ويرسل لي بشفتين زهريتين قبلة عن بعد !

التعليقات