متى يُصبح "النقاب" ضارًا وغير صحي؟

متى يُصبح "النقاب" ضارًا وغير صحي؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن
ربا (28 عاماً) تجلس إلى جانب أمها على بعد أمتار قليلة من زوجها في إحدى عيادات الصدرية بغزة، وقد جاءت تشتكي ضيقاً في النفس، بعدما فرض زوجها عليها النقاب، بعد زواجهم الذي مر عليه أكثر من سبع سنوات.

تقول ربا وهي تنظر إلى زوجها وكأنها تشير إلى أنه صاحب قرار ارتدائها النقاب: "أعاني من ضيق في النفس خاصةً في أشهر حملي، الأمر الذي يزداد شتاءً، وها أنا في انتظار الطبيب لأشرح له ما أعاني".

ارتدت ربا النقاب بعد زواجها بأمر من زوجها وتقول: "أشعر بأن النقاب يسبب لي ضيقاً في النفس"، وهنا قاطعها زوجها قائلاً: "من زمان صدرك بيوجعك.. قبل النقاب" ويكمل حديثه بالقول: "إن كان النقاب يزعجك فلا ترتديه" ثم تراجع قائلاً: "ألم تعتادي عليه؟"

تجيب ربا باستحياء: "هنا المشكلة، وهو أنني اعتدت وجوده على وجهي، ولا أدري كيف يمكنني الخروج بدونه، ولكنه يضايقني في عملية التنفس".

السيدة الأربعينية (م. ك) تقول حول تجربتها هي الأخرى مع النقاب: "عمل عندي ضغط لأني كنت أربطه باستمرار حول رأسي، ويومها ذهبت إلى الطبيب فوجد أن ضغط الدم لدي عالي فنصحني الطبيب بخلع النقاب".

وتضيف: "بمجرد خلعه زالت الأعراض التي كنت أعاني منها، والتي تشمل ضيق النفس وزغللة في العيون، وذلك بسبب الحبل الموجود في النقاب بين العينين". 

طبياً

حول هذا الأمر يقول الدكتور شادي عوض أخصائي أمراض صدرية: "يكون التنفس في حال ارتداء النقاب صعباً مقارنة مع التنفس بدونه، كما أن القماش في منطقة الفم والأنف يراكم الغبار والبكتيريا، وحينها قد تستنشق السيدة المنقبة هذا الخليط فيسبب لها بعض المشاكل في الجهاز التنفسي، حاصةً إن كانت تعاني من أزمة صدرية لأن النقاب في هذه الحالة، يحجب كمية الأكسجين اللازمة لعملية التنفس".

ويضيف: "أحياناً يعمل النقاب على إعادة استنشاق كمية من الزفير (ثاني أكسيد الكربون) حيث إنه لا يخرج بالكامل من فتحة النقاب السفلية، وبالتالي قد تعاني المنقبة من اللهثة أو ضيق في التنفس نتيجة قلة الأكسجين المستنشق واستدرك قائلاً: "في بعض الأحيان لا يؤثر النقاب على السيدة بالمطلق".

أما فيما يتعلق بالنظافة، فيشترط الدكتور عوض النظافة خاصةً في منطقة الأنف والفم، فيجب أن تبقى نظيفة على الدوام، بل وأن تُعقم كي لا يتحول ارتداء النقاب إلى سلوك غير صحي، بفعل تراكم البكتيريا التي قد تسبب التهاباً في الشعب الهوائية أو الرئتين".

أما الدكتور رائد الأسطل رئيس قسم الصدرية في مستشفى ناصر فيعبر عن رأيه بالقول: "النساء اللواتي لديهن أمراض مزمنة كحساسية الصدر أو التهاب الشعب الهوائية المزمن أو التليفات الرئوية، يتأثرن سلباً بارتداء النقاب، وهنا يجب عدم ارتدائه.

ويضيف: "بعض النساء لديهن وضع نفسي سيئ نتيجة الظروف التي نعيشها، وبعضهن يشعرن بالخنقة جراء ارتداء النقاب، ففي هذه الحالة أيضاً، يجب عليهن أن يخلعنه، إذ إن النقاب من الطبيعي، أن يقلل نسبة الأكسجين المستنشق".

"هناك حالات كثيرة تشتكي من ضيق التنفس جراء ارتداء النقاب، ففي هذه الحالة، ننصح بخلعه ونقوم بتوعية الزوج، ونضعه في صورة المضار الصحية للنقاب على الزوجة"، على حد قوله.

ماذا عن العيون، هل يؤثر النقاب عليها؟  

يقول الدكتور يوسف العقاد رئيس قسم العيون في المستشفى الأوروبي: "إذا كانت فتحة النقاب ضيقة تكون حافة النقاب على حافة الرمش مباشرةً، وتؤدي إلى انثناء الرموش تجاه القرنية، الأمر الذي يؤثر على مسار الرموش، لذلك ننصح أن تكون فتحة النقاب أوسع، وأن تكون فتحة النقاب السفلية أسفل حافة الجفن، كي لا يحدث تلامس مباشر".

"الرموش كشعيرات يجب ألا تلامس القرنية، والتي هي عبارة عن جزء شفاف حساس، فوجود حافة النقاب هناك يسبب جروحاً في القرنية، الأمر الذي يؤثر على النظر بشكل عام على المدى البعيد"، على حد قوله.

رأي الشرع؟

يجيب الدكتور مازن صباح عميد كلية الشريعة في جامعة الأزهر عن هذا السؤال بقوله: "النقاب ليس فرضاً، وإنما الفرض هو الحجاب، فالنقاب فضيلة لا فريضة، وهناك حالات للنقاب منها أن تنتقب المرأة درءاً للفتنة، كأن تكون شديدة الجمال، وهو أمر نادر الوجود".

ويكمل حديثه بالقول: " إن كان هناك ضرر بَيّن على صحتها فالأصل أن يُدفع هذا الضرر بخلع النقاب، وعليها الالتزام بالحجاب، فالقاعدة الشرعية تؤكد لا ضرر ولا ضرار".

ويعتقد بعض الباحثين، أن غطاء الوجه كان في الأصل جزءاً من لباس المرأة بين فئات معينة في الامبراطورية البيزنطية، واعتمد في الثقافة الإسلامية، أثناء الفتح العربي في الشرق الأوسط.

التعليقات