عام 1948.. سبعون عاماً على سقوط المالكية بأيدي العصابات الإسرائيلية

عام 1948.. سبعون عاماً على سقوط المالكية بأيدي العصابات الإسرائيلية
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
هذه العجالة تحكي قصة معارك كانت في أقصى شمال فلسطين، بين جيش الإنقاذ ومن ثم الجيشين اللبناني والسوري من جهة، وجيوش "الهاغاناه" ووحدتها المنتخبة "البلماح" من جهة أخرى، كان فيها كرٌ وفرٌ، وانتصارات وخسارات، حتى سقطت المالكية في نهايات العام 1948 في أيدي العصابات الصهيونية، وأصبحت من معالم التاريخ مثل المئات الأخرى من القرى والبلدات العربية والتي هُجِّر أهلها وأصبحت جزءا من دولة اليهود.

حكاية المالكية، هي حكاية باقي معركة الدفاع عن فلسطين 1948، وتثبت أن نقص العدة والعتاد والتجربة العسكرية الكافية، والقوى البشرية اللازمة من أجل صدّ العصابات الصهيونية، كانت السبب وراء الهزيمة النكراء التي لحقت بالعرب، وليس نقص الشجاعة ولا الإخلاص ولا التضحية. فهذه المعركة مثل الكثير من المعارك الأخرى والتي قدمت فيها تضحيات، وكان أبطالها متطوعين عربا، هدفهم الجهاد عن كل العرب ودولهم، والتي كان لها الدور الأكبر في التقصير والتخاذل، وبدل أن ترسل جيوشها النظامية بحيث توازي القدرة العسكرية الصهيونية، اختارت أن توكل هذه المهمة إلى المتطوّعين، وتركتهم لوحدهم في أغلب المعارك، ولَم تقدم لهم الدعم العسكري واللوچستي إلا فيما ندر، وإلا كان وجه التاريخ قد تغير.

معركة المالكية أو جزء منها دليل على ذلك.

جيش الإنقاذ

بين السابع والتاسع من شهر تشرين أول/أكتوبر عام 1947، اجتمع مجلس الجامعة العربية في لبنان للبحث في كيفية منع تقسيم فلسطين، حيث كانت كل المؤشرات تشير إلى أن قرارًا ومن ثم تنفيذًا لذلك سيحدث قريبًا.

كان قرار تأليف لجنة عسكرية لبحث الوضع العسكري، من القرارات المهمة في تلك القمة، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وبناء على قرارات اللجنة تلك، تمت الدعوة لتأسيس جيش من المتطوعين العرب، يساعد أهل فلسطين في جهادهم ضد العصابات الصهيونية، ودُعي هذا الجيش بجيش التحرير، ثم تحول اسمه إلى جيش الإنقاذ، وأوكلت قيادته بعد تدفق المتطوعين من جنود وضباط من سورية والعراق خاصة، ومن باقي الدول العربية المستقلة عامة، لبنان ومصر والسعودية واليمن والأردن، وبعض المتطوعين الأجانب من تركيا ويوغوسلافيا (السابقة) وغيرها، قيادته إلى الضابط السابق في الجيش السوري فوزي القاوقجي، والذي كان قد ساهم وتطوع في ثورة 1936، حيث قدم إلى فلسطين حينها على رأس مجموعة من المتطوعين، وذلك في نهاية شهر آب/أغسطس من العام نفسه، أي في ذروة الإضراب العام الكبير، وحقق بعض الانتصارات على حكومة الانتداب، في بلعا وجميع وبيت أمرين (لربما سأذكرها في حلقات قادمة).

لم تحدد اللجنة العسكرية مهمة محددة أو واضحة لجيش الإنقاذ، وينبع ذلك من فهم مختلف للقضية الفلسطينية عند كل دولة عربية، ولكن الجامعة العربية حددت أنها ترفض قرار التقسيم، وستعمل على منع تنفيذه على الأرض.

تسجل الآلاف من المتطوعين العرب حتى بلغ عددهم عشرة آلاف تقريبًا، نصفهم فقط أو أقل، تجند فعليًّا وشارك في الحرب. ورغم تقسيم الجيش إلى ثمانية أفواج مقاتلة، ثم إعادة تنظيمه إلى أربعة ألوية، إلا أن طابع التطوع الجهادي كان غالبًا على أغلب جنوده وضباطه، وبسبب عدم وضوح الرؤيا، كانت مشاركته في معارك محلية في أنحاء متفرقة من فلسطين، وفِي النهاية فشل في منع إقامة الدولة اليهودية، ولكن هذا لا ينتقص من دوره في محاولة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" بما أوتي من عتاد ورجال وقوة، لم تسعفه في حربه ضد عصابات "الهاغاناه" والتي كانت تتزود بالأسلحة من أوروبا من مصادر عدة، ولا ينقص ضباطها الخبرة العسكرية، والتي اكتسبوها إبان الحرب العالمية الثانية.

أما الادعاء بأن جيش الإنقاذ لم يفعل شيئًا، بسبب أنه "ماكو أوامر"، فهو ما لا يمكن قبوله لأن ما حدث على أرض المعركة كان مختلفًا، و"ماكو أوامر" حدثت مع ضابط عراقي في منطقة جنين، عندما طولب بالهجوم على القوات الصهيونية من قبل الفلسطينيين، فأجابهم "ماكو أوامر"، فذهبت مثلًا يقوله الفلسطينيون للتعبير عن غضبهم وسخطهم على العرب الذين لم يؤدوا الدور المنوط بهم لتحرير فلسطين، ولكن البعض صار يستعملها "كل ما دقّ الكوز بالجرّه" مدعيًّا ان هذا الجيش لم يفعل شيئًا ما عدا "انتظار الأوامر"، وهذا ليس صحيحا تاريخيًا، وواقعة المالكية شاهدة على ذلك، كما غيرها من المعارك المتفرقة.

المالكية والقرى السبع

المالكية هي واحدة من سبع قرى، كانت جزءا من الأراضي اللبنانية حتى عام 1923، إذ أن حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، اتفقت مع حكومة الانتداب الفرنسي في لبنان، على ترسيم الحدود فيما بينها، بما يعرف باتفاقية "نيوكمب- بوليه" (على اسم الكولونيلين الإنجليزي والفرنسي اللذين مثّلا حكومتيهما في مفاوضات الحدود). أسفر ترسيم الحدود هذا، عن ضم القرى اللبنانية الآتية إلى حدود فلسطين الانتدابية، وأصبحت بذلك جزءا من الجليل الأعلى، وهذه القرى هي: المالكية، قدس، طربيخا، النبي يوشع، صلحا هونين وآبل القمح.

كان سكان هذه القرى يملكون أكثر من 100 ألف دونم، بقي 30% منهم في داخل لبنان، أما باقي الأراضي فهي اليوم واقعة تحت الاحتلال. كانت القرى السبع معتمدة في معيشتها على الزراعة أساسًا، وتجاوز عدد سكانها عشية النكبة الأربعة آلاف، كلهم من الشيعة، ما عدا قرية آبل القمح والتي كان ثلث سكانها من المسيحيين الأرثوذوكس.

أما المالكية فكان عدد سكانها أكثر بقليل من ثلاثمائة نسمة، وتكمن أهميتها الإستراتيجية بأنها كانت تقع على الطريق الموصل بين لبنان والجليل الأعلى، أما فِي عام 1948 فقد تمركزت قوات من جيش الإنقاذ في ثكنة عسكرية قريبة منها كانت بريطانيا قد تركتها في وقت سابق، وهذا ما جعل احتلالها هدفًا مهمًا بالنسبة للعصابات الصهيونية.

ما قبل المعركة الأولى

أعدت قوات النخبة من "الهاغاناه" العدة لاحتلال المالكية والمنطقة المحاذية لها، من أجل فك الحصار عن مستعمرة "رامات نفتالي" التي تشرف على سهل الحولة، إذ أن المعارك من كَر وفر، منذ شهر شباط/فبراير عام 1948، كانت الغلبة فيها للعرب في الكثير من الأحيان، وإن كانت معارك متفرقة ومحدودة، لكنهم، أي العرب، تمكنوا من السيطرة على قلعة بلديس في النبي يوشع، وأحكموا حصار "رامات نفتالي"، وفشلت كل محاولات وحدات "البلماح" في السيطرة على القلعة، بسبب المقاومة الشديدة للمقاتلين العرب، بل واضطرت هذه الوحدات إلى النكوص على أعقابها أكثر من مرة، تاركة وراءها بعض العتاد، حاملة معها جثث جنودها وجرحاها.

كانت آخر هذه المحاولات بعد منتصف نيسان/أبريل، ولكن وحدات "البلماح" تكبدت خسائر فادحة، اضطرتها إلى التقهقر، بل إن وحدات من الجيش السوري تقدمت إلى جبل البيلاوي المطل على قدس والمالكية، وتمكنت من إنزال خسائر في هذه الوحدات، وفقط قدوم طائرة صهيونية وقصفها القوات السورية منع السوريين من إتمام السيطرة على مستعمرة "رمات نفتالي". ويقال إن القائد السوري المسؤول عن العملية، حوكم على فشله في ذلك.

بعد هذه المحاولات من الطرفين، توقف القتال حتى منتصف أيار/مايو، وخلال هذه الفترة استعد اليهود فحفروا الخنادق، وجلبوا الذخيرة وزرعوا الألغام، تحضيرًا لخطتهم في احتلال المالكية وما حولها من القرى، بهدف التخلص من قوات جيش الإنقاذ المرابطة في قدس، بقيادة الملازم السوري صلاح الشيشكلي، والملازم العراقي حسين عبد اللطيف، وكل منهم كان معه من خمسين إلى ستين مقاتلًا فقط.

في المالكية كان يرابط الملازم أول محمد الزغيب مع مفرزة لبنانية قوامها سبعين مقاتلًا، بالإضافة إلى ذلك، وبمقر جيش الإنقاذ في بليدا كان يرابط قائد المنطقة أديب الشيشكلي (الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للجمهورية السورية)، مع ثلاثين مقاتلًا فلسطينيًا، وعشرين مقاتلا من مدينة إدلب السورية، كانوا يرابطون عند مفترق الطرق بالقرب من قدس والمالكية.

كما تقدم، أعدت قوات "البلماح" العدة للهجوم على المالكية بما يسمى بحملة "يفتاح"، وكونوا فرقة كبيرة تحت نفس الاسم من أجل هذا المهمة، كان مقرها إلى جانب الجاعونة ("روش بينا" اليوم) المحتلة.

كانت الخطة تقضي بالهجوم بكتيبتين من الجنوب، إحداهما تكون مهمتها احتلال المالكية والسيطرة على الثكنة العسكرية القريبة منها، أما الكتيبة الثانية فكانت مهمتها احتلال قدس، ومباغتة قوات جيش الإنقاذ المرابطة في المنطقة، وفرقة ثالثة أخذت مهمة منع وصول أي مساعدة عربية من الجنوب.

كان تعداد القوى المهاجمة يفوق بأضعاف تعداد قوات جيش الإنقاذ والمتطوعين المدافعين عن المنطقة.

اختارت هذه القوات نقطة الصفر لبدء الهجوم في منتصف شهر أيار/مايو، بالتلازم مع إعلان إقامة الدولة اليهودية المزمع، لدرء "خطر" اجتياح عربي من الشمال، ردًّا على هذا الإعلان!

المعركة الأولى

انطلقت قوات "البلماح" متجهة الى الشمال، في مساء الثالث عشر من أيار/مايو، بهدف الوصول إلى المالكية في منتصف الليل، ومباغتة القوات العربية المرابطة في المنطقة، ولكنها، أي قوات "البلماح"، تاهت في الطريق، مما اضطرها للاختباء طوال النهار التالي بين الصخور وفِي الوديان، حتى مساء الرابع عشر، فانطلقت مجددًا ووصلت إلى المالكية في منتصف الليل.

في بداية الحملة وبسبب عنصر المفاجأة، استطاعت قوات "البلماح" احتلال "تلة الشجرة" التي تطل على المالكية، وكان قائد هذه الكتيبة رحبعام زئيڤي، ولكنه لم يتخندق هناك من شدة غروره، وإيمانه بضعف المقاتلين العرب.

وانطلقت الكتيبة الثانية إلى داخل القرية، وواجهت خلال تقدمها مقاومة عربية شديدة، مما تسبب بسقوط الكثير من جنود "البلماح" بين قتيل وجريح، وبالتوازي مع المقاومة الشديدة بالقنابل والأسلحة الخفيفة، ورغم الخسائر الكبيرة في الأرواح لدى جنود جيش الإنقاذ المتمركزين داخل القرية، ورغم استشهاد الملازم أول محمد زغيب، كان جرحه مميتًا واستشهد بعدها بأيام قليلة، ورغم قلة عدد المقاتلين، إلا أن صمودهم أعطى فرصة لأديب الشيشكلي كي ينظم هجومًا مضادًا، بواسطة لواء اليرموك الثاني لجيش الإنقاذ وعشرات من المتطوعين البوسنيين، وعشرين مقاتلًا فلسطينيًا بدويًا من كفر برعم بقيادة محسن يعيش، مستعملًا مدفعية 75 ملم.

استطاع جنود جيش الإنقاذ بقيادة الشيشكلي والمفرزة اللبنانية التي قاتلت ببسالة، من دحر جنود "البلماح" الذين أمرهم قائدهم المدعو دان لِنر بالصمود حتى مساء اليوم التالي، لينفذوا انسحابًا منظمًا، إلا أن ذلك لم يتسن لهم أيضًا بسبب شدة المعارك، مما اضطرهم أخيرًا إلى الانسحاب من المالكية في وضح النهار، تاركين وراءهم مصابين وقتلى على أرض المعركة. (حسب المصادر العربية قتل 78 جنديًا من "البلماح"، وحسب المصادر الصهيونية 24 قتيلا، و 120 جريحا).

تحررت المالكية، وراح العرب يعملون على تحصينها، واستردوا في اليوم التالي قرية قدس، ومن المرجح أن جيش الإنقاذ لو استمر في ملاحقة فلول "البلماح" لاستطاع السيطرة على "رمات نفتالي"، ولكن ذلك لم يحدث، مما أعطى اليهود الفرصة لتحصين الطرق، وزرع الألغام فيها منعًا لهجوم مباغت.

المعركة الثانية

بعد أسبوعين من الهجوم الأول، قررت قوات "البلماح" أن تهاجم المالكية مرة أخرى، وكانت ساعة الصفر في ليل الثامن والعشرين من أيار/مايو.

قام رتل مدرعات من "البلماح" باختراق الأراضي اللبنانية ليلًا بدون أضواء. كانت الخطة تقوم على أساس ان تهاجم كتيبة أخرى المالكية وقدس من الجنوب، وخلال هذا الهجوم المباغت، يقوم رتل المدرعات بالالتفاف من الخلف، أي من الأراضي اللبنانية باتجاه المالكية، وبهذا تتمكن قوات "البلماح" الصهيونية من السيطرة على القرية بسبب عنصر المفاجأة.

اخترقت المدرعات الأراضي اللبنانية حتى مسافة خمسة عشر كيلومترًا دون أن ينتبه إليها السكان، أو بدون أن يتعرفوا عليها، ولكنهاـ أي المدرعات، فشلت في التوجه حنوبًا، واستمرت بالتوغل باتجاه قرية عيترون اللبنانية.

قوبلت كتيبة "البلماح" التي هاجمت القرية من الجنوب، من أجل التمويه، بمقاومة شديدة، وطلب المرابطون في المالكية النجدة من بنت جبيل، التي خرجت منها قوة عسكرية للدفاع عن المالكية، ولكنها وجدت المدرعات الصهيونية في طريقها، التي هاجمتها ومنعتها من الوصول إلى القرية، بل وجعلتها تتراجع إلى بنت جبيل، مما ساهم في انسحاب المدافعين عن المالكية، وتركها في يد قوات "البلماح".

المعركة الثالثة

قرر الرئيس السوري، شكري القوتلي، أن لا مناص من تنظيم هجوم يكون قوامه الجيش السوري نفسه، لتحرير المالكية وفتح الطريق إلى الجليل حتى يستطيع جيش الإنقاذ التغلغل داخل الأراضي الفلسطينية ومحاولة السيطرة على الجليل.

في الخامس من حزيران/يونيو وفِي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ابتدأ هجوم كبير، قوامه أربع أفواج مقاتلة، واحد من الجيش السوري، يهاجم المالكية وقدس لتحريرهما بقيادة طالب الداغستاني، وفوج لبناني بقيادة جميل الحسامي يشارك في المعركة، وفوج سوري آخر يهاجم جسر بنات يعقوب ويسيطر على مستعمرة "مشمار هعيمق" ويتقدم باتجاه الجاعونة حتى صفد، أما الفوج الرابع فيكون من جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، والتي كانت مهمته بعد تحرير المالكية، أن يخترق الأراضي الفلسطينية حتى الناصرة لمنع اليهود من السيطرة على باقي الجليل، أو بالأحرى تحرير الأقسام التي احتلت منه.

ابتدأ الهجوم عند الظهر، بقصف قامت به ثماني طائرات عسكرية، وهي الوحيدة التي يمتلكها الجيش السوري، على وحدة "البلماح" المرابطة في المالكية، وبعدها تم قصف المالكية بالمدفعية الثقيلة، وعند الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، ابتدأت قوات المشاة اللبنانية بمهاجمة كتيبة "البلماح".

كانت خسائر المدافعين كبيرة، ولذلك تقرر في الساعة السادسة مساء أن يتم الانسحاب مع حلول الظلام، بعدها قامت القوة التي مركزها تلة الشجرة بالانسحاب إلى الثكنة العسكرية بجانب المالكية، ولكن المعارك استمرت لسبع ساعات أخرى حتى انسحبت كافة القوات الصهيونية إلى "رامات نفتالي" مرة أخرى.

تحررت المالكية مرة أخرى والقرى المجاورة لها. وفتحت الطريق إلى الناصرة وتغلغل القاوقجي حتى وصل الجليل الأسفل في الحادي عشر من حزيران/يونيو.

المعركة الأخيرة

احتفظ الجيش اللبناني بالمالكية حتى نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر من العام نفسه، ولكن المعارك على كافة الجبهات كانت تتسم بالخسارات والنكسات، وكأن المدافعين عن المالكية، نسوا بطولاتهم في الدفاع عنها، بل وتحريرها مرتين.

انطلقت حملة "حيرام" لـ"الهاغاناه" في الثلاثين من تشرين أول/أكتوبر، وقام الفوج رقم سبعة باحتلال سعسع في اليوم التالي وتهجير أهلها، وفِي فجر الاول من تشرين ثاني/نوفمبر، قامت قاذفات من طراز ب – 17، كانت قد انطلقت من مطار "نهلال" العسكري، بقصف شديد على المالكية، أما قوات المشاة فقد هاجمت القرية من الجنوب، بينما ظن المدافعون عنها أن الهجوم سيأتي من الشرق، فكانت المعركة قصيرة، وانسحب العرب منها، وسقطت المالكية إلى يومنا هذا بيد العصابات الصهيونية، وأصبحت خربة هي والقرى السبع المجاورة لها.

التعليقات