من يخرق "الوجوه المعتّقة" في البقاع الغربي؟

من يخرق "الوجوه المعتّقة" في البقاع الغربي؟
رام الله - دنيا الوطن- ريتا الجمّال
تتنافس القوى السياسيّة في دائرة البقاع الغربي ــ راشيا على ستّة مقاعد نيابيّة، اثنان منها للطائفة السنيّة صاحبة أعلى نسبة ناخبين، فيما تتوزّع باقي المقاعد بين الموارنة، والارثوذكس، والدروز، والشيعة بمقعد لكلّ واحد منهم.

دائرة البقاع الغربي ــ راشيا التي يبلغ عدد ناخبيها 140950، والتي شهدت عام 2009 انتخابات نيابيّة حامية أوصلت الى المقاعد النيابيّة السّتة التي طغى عليها "اللون الأزرق"؛ الوزير جمال الجراح والنائب زياد القادري عن المقعدَيْن السنيَيْن، الوزير السّابق وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي، والنائب أمين وهبة عن المقعد الشيعي، والنائب أنطوان سعد عن المقعد الأرثوذكسي، والنائب روبير غانم عن المقعد الماروني، تستعدّ اليوم لخوض معركة جديدة تغيّرت فيها قواعد اللعبة مع إقرار النظام النسبيّ الذي أدّى الى توسيع دائرة المُزاحمة والمُنافسة، بحسب صحيفة " ليبانون" اللبنانية.

وبعد التطرّق في مقال سابق الى المقاعد السنيّة والشيعيّة، سنجول على الأسماء الأكثر تداولاً مارونيّاً وارثوذكسيّاً، وكذلك على الصعيد الدرزيّ، بحسب أوساط مُطّلعة على الملفّ الانتخابيّ في الدائرة.

النائب روبير غانم يُعدّ من أبرز الشخصيّات المارونيّة في دائرة البقاع الغربي - راشيا، هو الذي حاز على نسبة أصوات عالية في انتخابات عام 2009، وارتبط اسمه بهذا المقعد منذ 1992. بيد أنّ المُنافسة هذه المرّة لن تكون سهلة خصوصاً أنّ عين تيّار المستقبل موجّهة الى احد المقعدين المسيحيين، مع احتمال خسارته مقعد سنيّ لصالح الوزير السّابق عبد الرحيم مراد، ما سيدفعه الى التعويض في مكان آخر قد يكون المقعد الماروني، بالإضافة الى دخول لاعبين جدد يتمتّعون بحضور لافت وتمثيل شعبي، سواء من الحزبيين أبرزهم التيّار الوطنيّ الحرّ والقوّات اللبنانيّة او المُستقلين.

ومن أبرز مُنافسي غانم عن المقعد نفسه، المُرشّح هنري شديد الذي يملك حيثيّة شعبيّة واسعة والذي أعلن نيّته الترشّح للانتخابات بعيداً من التحالفات السياسيّة المُتوقّعة.

بدورها، أعلنت الاعلاميّة ماغي عون ترشّحها كمُستقلّة عن المقعد الماروني، حاملةً شعار "السياسة في خدمة الانسانيّة"، وهي تُعتبر مُرشّحة جديّة اذ اتّخذت هذه الخطوة في وقت مُبكر من موعد الانتخابات، ووضعت أسس للسير بها. وكثّفت من نشاطاتها السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة للتواصل اكثر مع الناس، واظهار أهميّة دور المرأة عند المُشاركة في مراكز القرار والمُساهمة في التغيير.

ومن الوجوه الشّابة، برز اسم عضو المجلس السياسيّ في "الوطني الحر" الاعلاميّة رندلى جبور، على صعيد المقعد الماروني، الاّ أنّ التيّار لم يحسم بعد خياراته وتحالفاته، فالمشاورات والاتصالات والاحتمالات لا تزال مفتوحة وأيّام قليلة تفصل عن اكتمال الصورة نهائيّاً.

التيّار يسعى كذلك الى خوض معركة المقعد الارثوذكسي مع نائب رئيس مجلس النواب السّابق إيلي الفرزلي الذي لا يزال متريّثاً على الرغم من أنّ حظوظه مرتفعة جدّاً هو الذي يملك باعاً طويلاً في السياسة، وعلى علاقة قويّة مع "حزب اللّه" وكذلك مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ويتمتّع بحضور شعبي لافت.

أما "القوّات"، لم تتضح الصورة بشأن تحالفاته بعد، علماً بأنه أقرب الى التحالف مع الوزير السّابق اللواء أشرف ريفي الذي يعمل على فرض نفسه كمُنافس قويّ بوجه "المُستقبل" ولا سيّما في البقاع الغربي، إذ كثّف نشاطاته في الفترة الاخيرة. والامر نفسه يتعلّق بالتيار الازرق ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط اللذان قد يعملان على تفاهم ما في ما خصّ المقعد الماروني.

وفي هذا السّياق، لفتت الأوساط الى أنّ "المفاوضات حول المقعد الماروني لا تزال سارية خصوصاً ان القوّات قد تدخل على خطّ التفاهم مع النائب جنبلاط اذا تأكّد دعم الاخير للنائب جورج عدوان في الشوف"، مُشيرةً الى أنّ "المقعد الدرزي بات شبه محسوماً لمُرشّح جنبلاط الا وهو الوزير السّابق وائل ابو فاعور، ما سيجعل مهمّة النائب السّابق فيصل الداود صعبة جدّاً علماً أنه سيكون مدعوماً من مراد وحركة أمل".

التعليقات