"ناشيونال جيوغرافيك العربية" تضعكم تحت أعين المراقبة في لندن

"ناشيونال جيوغرافيك العربية" تضعكم تحت أعين المراقبة في لندن
رام الله - دنيا الوطن
تُطل مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية على قرائها في عدد فبراير 2018، بتحقيق مثير عن دور التقنية في حفظ الأمن العام؛ وآخر عن أرخبيل فوكلاند الرائد في مجال صون الطبيعة؛ فضلاً عن موضوع شائق يرفع الحيفَ عن "عقول العصافير"؛ وآخر يُحقّق في ملابسات إحدى أبشع جرائم العصابات المكسيكية.

يتصدر المجلةَ تحقيقٌ رصين مُطوَّل وزاخر بالمعلومات عن وسائل الرصد والمراقبة المُستخدمَة في الغرب، والتي باتت تَستخدم تقنيات متقدمة -من الأقمار الصناعية السابحة في الفَلك إلى الكاميرات الذكية المبثوثة في الشوارع والمرافق العامة- وذلك من أجل حفظ سلامة السكان وحرصاً على أمنهم وأمانهم. لكن مسألة المراقبة بحد ذاتها ما زالت موضعَ تَساؤل كلما أُثير موضوع الحرية الشخصية، لا سيما بعد دخول الهواتف النقالة على الخط، بكل ما تحمله من تهديدات للحرية الشخصية في العالم الافتراضي.. والواقعي.

أما التحقيق الثاني فيروي حكاية أرخبيل"فوكلاند" المنعزل في جنوب الأطلسي، حيث ما زال يحافظ على بيئته الأصلية بكل ما تحويه من تنوع أحيائي، قوامه -مثالاً لا حصراً- أكثر من مئة نوع من الطيور التي يعيش كثير منها بهذه المنطقة فقط. وتؤوي فوكلاند حوالى 3200 نسمة من السكان، الذين يعيشون عليها من دون أن يُقلقوا راحة الحياة البرية فيها إلا قليلاً، حتى باتت نموذجاً يُحتذى في قدرة الطبيعة على تجديد نفسها وإثراء وحيشها ونباتها.. إن نحن تركناها وشأنها.

وتنسف المجلة أَحكامَنا المُسبقَة عن الطيور بوصفها صغيرة "العقول" بسيطة التفكير معدومة الحيلة؛ إذ أظهرت دراسات حديثة أن العديد من هذه الكائنات الجميلة المجنَّحة قد حَباهُ الله بنصيب من الفطنة لا يُستَهان به. 




ومن ذلك على الخصوص، الببغاوات والطيور المنتمية لفصيلة الغرابيات كالغداف والقيق والغراب. بل إن منها من يُبدي أنماط سلوك ذات طابع اجتماعي واضح ولا يُمكن توقّعه سوى من الرئيسات. لذا آن الأوان لأن نهجُر استخدام عبارة "عقول العصافير" بوصفها إهانة.  

وتَختم "ناشيونال جيوغرافيك العربية" عددَها بتحقيق مثير يدخل في باب الصحافة الاستقصائية؛إذ يُعيد سَردَ وقائع إحدى الجرائم المروّعة التي ارتكبتها -وما زالت- عصابة إجرامية سيئة الصيت في المكسيك. ولقد ظل أفراد هذه الشبكة المنظمة يَصُولون في القرى ويَجولون بلا رادع أو حسيب، فيُقتّلون الأهالي ويحرقون الأخضر واليابس.. على مرمى حجر من ولاية "تكساس" الأميركية. فأمّا دوافعهم فهي في الغالب انتقامية، وأما أساليبهم فهي التهديد والوعيد والسلاح، وأما سلطة القانون.. فتلك قصة أخرى.

التعليقات