فضل الله:لن نبني وطناً إذا فكرت كل طائفة لحسابها الخاص

فضل الله:لن نبني وطناً إذا فكرت كل طائفة لحسابها الخاص
رام الله - دنيا الوطن 
أكَّد العلامة السيد علي فضل الله أننا لن نبني وطناً إذا فكرت كل طائفة بحسابها الخاص، من دون أن تلحظ بقيّة الطوائف. 

 استقبل سماحته وفداً من مجلس أصدقاء مبرة الإمام زين العابدين (ع) في مدينة الهرمل، وشكرهم على سعيهم لخدمة الإنسان، بعيداً عن كلّ العناوين، معتبراً أنَّ هذا المجلس يمثّل تجربة رائدة للتنوع الطائفي والمذهبي، داعياً إلى أن تعمّم هذه التجربة الناجحة، وأن تتوسَّع لتساهم في تعزيز التضامن بين مختلف مكونات هذا الوطن. 

 وأكَّد أننا نرى صورة جميلة معبّرة في هذا المشهد، عندما نرى ابن الهرمل والقاع ورأس بعلبك يلتقون معاً من أجل الخير والإنسان، بعيداً عن هويته الطائفية أو المذهبية أو موقعه السياسي. 

 وأكَّد أننا لا يمكن أن نبني وطناً، وأن نصل به إلى شاطئ الأمان إن بقيت كلّ طائفة تفكر لحسابها، من دون أن تلحظ بقية الطوائف، وأن تأخذ بعين الاعتبار وجودها ومتطلباتها، وإلا سنعيش حالة من الصراع بين الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية، كالذي نعيشه في هذه الفترة.  

 وتابع: "لن نستطيع أن نبلغ شاطئ الأمان إلا عندما نجعل هدينا الرسل والأنبياء الَّذين ننتمي إليهم، فهم جاؤوا لكل الناس وما كانوا يفكرون لحساب من ينتمي إليهم". 

 وقال: "إننا ندعو إلى أن يعيش اللبنانيون حياة كريمة متساوية في الحقوق والواجبات، وأن لا يستأثر مذهب على حساب الآخر، أو طائفة على حساب أخرى، أو موقع سياسي على حساب موقع آخر، وإلى أن نكون إطفائيين، وأن نطفئ الحرائق التي تشتعل في المنطقة باسم الأديان والمذاهب، وأن نؤكد بالممارسة العملية والسلوك أن الأديان والمذاهب قادرة على أن تعيش مع بعضها البعض". 

 وقال للوفد: "بعملكم هذا قدمتم الصورة المشرقة، عندما استطعتم أن تخترقوا كل الحواجز الطائفية والمذهبية، واجتمعتم على خير الإنسان، وعندما اهتممتم بالمعوقين والفقراء والأيتام، وعملتم على التخفيف من معاناتهم، وكنت رسل خير في ذلك". 

 وأكّد ضرورة العمل لرفع المعاناة عن المناطق المحرومة في البقاع والهرمل وعكار وكل المناطق، حيث لا تقوم الدولة بمسؤولياتها، ولا سيما فيما يتعلق بمشروع سد العاصي والمشاريع الأخرى. 

 وختم سماحته كلامه بشكر الوفد لما يقوم به، داعياً إلى إنجاز المزيد، لأن الواقع الاجتماعي يحتاج إلى جهود كبيرة.

التعليقات