حنا: القدس مدينة يراد انتزاعها من الضمير العربي

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في الاردن وذلك من العاصمة الاردنية عمان ومن غيرها من المدن والبلدات الاردنية وقد وصلوا في زيارة حج الى فلسطين تشمل زيارة الاماكن المقدسة في القدس والاراضي الفلسطينية .

وقد استهل الوفد زيارته للقدس صباح اليوم بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد اولا في كنيسة القيامة ومن ثم في كاتدرائية مار يعقوب حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية امام الوفد .

اعرب سيادة المطران عن افتخاره واعتزازه باستقبال ابناء رعيتنا الاتين الينا من الاردن الشقيق ورعيتنا الارثوذكسية في الاردن هي مكون اساسي من مكونات المجمتع الاردني والمسيحيون في الاردن يفتخرون بانتماءهم لوطنهم ولهم دور كبير في خدمة بلدهم حيث ان المؤسسات المسيحية في الاردن مُسخرة في خدمة المجتمع الاردني دونما تمييز بين انسان وانسان .

المسيحيون في الاردن يعيشون في امن وسلام وهم يحبون وطنهم وينتمون اليه ونحن بدورنا نود ان نشيد بالاردن الشقيق ملكا وحكومة وشعبا هذا البلد الطيب الذي نتمنى له الامن والسلام والخير والتقدم والتطور .

كما ونود ان نشيد بالرعاية والوصاية الهاشمية على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في القدس ونحن على يقين بأن جلالة الملك ينتهز كل مناسبة وكل اجتماع ولقاء لكي يتحدث عن القدس ولكي يدافع عنها وعن مقدساتها واوقافها المستهدفة والمستباحة .

ونحن بدورنا نؤكد احترامنا للرعاية الهاشمية لمقدساتنا كما اننا نثمن مواقف جلالة الملك المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل عام .

ان زيارتكم الى فلسطين هي زيارة الى وطنكم الثاني والى البلد الذي يحبكم والى الارض المقدسة التي تتوق لزيارتكم .

اتيتم الى فلسطين لكي تزوروا اماكنها المقدسة ولكي تتضامنوا مع شعبها ولكي تؤكدوا بأن القضية الفلسطينية هي قضية حق وعدالة وهي قضية شعب مظلوم يحق له ان ينعم بالحرية والسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة.

المسيحيون في هذا المشرق العربي هم مكون اساسي من مكونات هذا المشرق فنحن لسنا اقلية في اوطاننا ، والوطن لا يتكون من اقليات بل يتكون من مكونات لشعب واحد والتعددية الدينية القائمة في مجتمعاتنا لم تكن في يوم من الايام حائلا امام تواصلنا وتعاوننا خدمة لاوطاننا وقضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين .

لن يغيب الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي رغما عن كل الالام والاحزان والمعاناة التي المت بهذا الحضور العريق وستبقى اجراس كنائسنا في هذا المشرق تقرع مبشرة بقيم السلام والمحبة والاخوة والرحمة والتفاني في خدمة الانسانية .

رسالتنا في هذا الوطن العربي الذي نعيش فيه ونسكنه منذ قرون بأننا سنبقى دعاة خير وبناء ورقي ، سنبقى دعاة محبة وحوار وتلاق بين كافة مكونات امتنا العربية واقطارنا التي نتمنى لها الامن والسلام والاستقرار .

نرفض ظاهرة التطرف والكراهية والعنصرية والعنف والارهاب لاننا نعتقد بأن الله خلقنا جميعا لكي نكون اداة بناء وخير ورقي في هذا العالم ، خلقنا الله على صورته ومثاله لكي نكون خداما للانسان والانسانية ولكي نكون دوما منادين بقيم المحبة والسلام بين الانسان واخيه الانسان .

فلسطين هي قضيتنا جميعا انها قضية المسيحيين والمسلمين ، انها قضية كل انسان يؤمن بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

فلسطين ما زالت تنزف دما وابناءها يُضطهدون ويُستهدفون ويقتلون بدم بارد والقدس مصلوبة كسيدها ويطعنها الاعداء من كل حدب وصوب ويريدون لها ان تستسلم امام اولئك المتآمرين عليها والطامعين بها ، القدس مدينة جريحة متألمة وحزينة ، القدس مدينة تتعرض للمؤامرات والاستهداف من قبل الاحتلال ومن قبل امريكا وحلفائها ، القدس مدينة يراد انتزاعها من الضميرالعربي ويراد اقتلاعها من الهوية الفلسطينية ، القدس مدينة مستهدفة في كل تفاصيلها فالمقدسات والاوقاف مستهدفة في مدينتنا المقدسة كما ان الفلسطيني المقدسي يراد له ان يتحول الى اقلية والى ضيف في مدينته في حين ان القدس لم تكن في يوم من الايام الا لابنائها وشعبها .

القدس امانة في اعناقنا وعلينا ان ندافع عنها وان نتمسك بها ونحن نعتبر زيارتكم زيارة تضامنية للقدس واهلها ولفلسطين ولشعبها المناضل من اجل الحرية .