بو عاصي:الحلّ الفعلي هو بعودتهم الى سوريا ونقطة ع السطر

بو عاصي:الحلّ الفعلي هو بعودتهم الى سوريا ونقطة ع السطر
رام الله - دنيا الوطن
وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي أجاب وشرح وطمأن وحسم الموضوع حلو النازحين من لبنان "الحلّ الفعلي هو بعودة النازحين الى سوريا، ونقطة ع السطر، ونحن نعمل على تفعيل الآليات لتحقيق ذلك على مختلف المستويات، والعام 2018 هو عام تصنيف فئات النازحين تحضيرًا لعودتهم".

بعد معركة فجر الجرود التي خاضها الجيش اللبناني لإنهاء الوجود العسكري والخطر الأمني للجماعات الإرهابية على حدود لبنان الشرقية، تتصدر العناوين اليوم تداعيات انصهار النازحين السوريين في الداخل اللبناني والتفاوت في أرقام أعدادهم بين المراجع الدولية من جهة والمراجع الرسمية اللبنانية من جهة أخرى، فيبدو تأثير النزوح في تفشي الفقر والبطالة والجريمة والاتجار بالبشر والدعا، خطرًا داهمًا، فيما يسلّط البعض الضوء على بداية عودة مبطنّة وتدني عدد النازحين الى أقل من مليون نازح للمرة الأولى منذ بداية الحرب السورية.

إشكالية تضارب الأرقام في عدد النازحين

عن حقيقة الأرقام التي صدرت عن المفوضية العليا للنازحين والتي وثّقت حتى نهاية تشرين الثاني 2017 وجود 997,905 نازحين سوريين مسجلين في لبنان غالبيتهم من النساء والأطفال، يوضح الوزير بيار بو عاصي أن الأمر طبيعي لأن الدولة اللبنانية طلبت من المفوضية وقف تسجيل الداخلين الى لبنان في بداية العام 2016. 

وبالتالي فالأرقام لديها لا يمكن أن تكون دقيقة لأنها مبنية عل المعطيات التي توقفت عندها أواخر العام 2015. إذاً أي تناقص هو من عدد المسجلين لديها وليس من العدد الفعلي والذي بحسب تقديراتنا كوزارة مسؤولة عن إدارة هذا الملف هو حوالى مليون و200 ألف نازح، وحتى هذا الرقم ليس دقيقًا إنما هو نتيجة لتقاطع الأرقام بين الأمن العام اللبناني ووزارة الشؤون الاجتماعية والهيئات والمنظمات الدولية. 

وتناقص عدد النازحين المسجّلين لدى المفوضيّة هو نتيجة عودة قلّة الى قراهم لا سيما القرى الحدودية مع لبنان والتي باتت آمنة، أو بسبب سفرهم الى دول أخرى وفق ما يعرف في أوروبا مثلا ببرنامج لمّ الشمل، أو الوفاة، أو تمّ شطبهم من السجلات بسبب دخولهم المتكرّر الى سوريا ونزع صفة النزوح عنهم، أو أي أسباب أخرى تمنعهم من مواصلة التردّد على مراكز المفوضية والحصول على حصصهم من المساعدات الدولية».

من هنا يستبعد الوزير بو عاصي فرضية ترويج فكرة تدني عدد النازحين الى ما دون المليون للتمهيد لفكرة إما التوطين المبطّن او التطبيع. ويضيف «الأمر مرفوض كليًا من قبلنا ومن كل المكوّنات التي نتفاعل معها داخل الحكومة. وبصراحة وصدق لم نلمس مرة أن أحدًا لديه ميل لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، لا بل هناك إجماع على التوافق حول خطوات عملية لعودتهم».

هاجس ذوبان بضع مئات من السوريين في البيئة اللبنانية الحاضنة يفرض نفسه بقوة، فبعد مشكلة المخيمات العشوائية دخلنا الى مرحلة الانصهار العشوائي للنازحين في كافة البيئات والمجتمعات اللبنانية وباتت المخيمات العشوائية مأوى مؤقتاً لأعداد قليلة منهم. هذا الواقع الخطر ينطبق على لبنان وتركيا والأردن أيضًا. ويوضح هنا بو عاصي «الأردن اتخذ منذ بداية الأزمة السورية خيار حصر النازحين السوريين في مخيمات كمخيم الزعتري وغيره، لكن النتيجة مع الوقت أسفرت عن تركهم  للمخيمات والانتشار على كافة الأراضي الأردنية، فصار عدد المقيمين في المخيمات لا يتعدى 15 في المئة.

أما لبنان الذي لم يتخذ هذا الخيار في الأساس، وفضّل أن تجد كل مجموعة سورية الحلّ والمكان المناسبين لها في هذه الفترة الانتقالية، اًيضا نحو 15 في المئة منهم ما زالوا يقيمون في المخيمات التي تشرف على إدراتها أولًا الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ثانيًا البلديات وثالثًا الأمم المتحدة ممثلة بالمفوضية العليا للنازحين UNHCR. هناك حوالي 1700 مخيم عشوائي في كل لبنان، تختلف أحجامها بين منطقة وأخرى وتتوزع بين الحدود الشرقية والشمال لكنها شبه فارغة من النازحين».

هذه الأطراف الثلاثة تعمل على تطبيق ما سمي بخطة لبنان للإستجابة للأزمة 2017 – 2020 يتركز العمل وفقها على تحقيق الاستقرار واستراتيجية تنموية بعيدة الأمد تستهدف نحو 3 ملايين نسمة نصفهم من اللبنانيين والنصف الثاني من النازحين السوريين لأن أكثر المجتمعات اللبنانية ضعفًا هي التي تستضيف غالبية النازحين ما يشكل أعباء كارثية عليها.

قبل خطة لبنان للاستجابة كان 90 في المئة من حجم المساعدات الدولية ينفق لإغاثة النازحين السوريين، فيما المواطن اللبناني يتكبّد الأعباء في كل القطاعات من الماء الى الكهرباء والنفايات والبنى التحتية ويعاني حتى من المضاربة غير المتكافئة في لقمة العيش. فما الذي يحول دون حصول تصادم بين المجتمع المضيف والمجتمع النازح؟.

التعليقات