كاتب مصري: عناصر من حركتي فتح وحماس لا تريد المصالحة.. ومصر ليست ولي أمر أحد

كاتب مصري: عناصر من حركتي فتح وحماس لا تريد المصالحة.. ومصر ليست ولي أمر أحد
توضيحية
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
أكد أشرف أبو الهول الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الفلسطيني، أن سبب توقف ملف المصالحة الآن هو تعنت الطرفين فتح وحماس، لافتاً إلى أن لكل طرف مطالب لا يريد التخلي عنها، وإنما يريد أن يحصل على ما يريد قبل أن يقدم أي شيء، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن السلطة الفلسطينية تريد التمكين والسيطرة على كافة الوزارات والهيئات وحسم مسائل خلافية.

وقال أبو الهول في لقاء مع "دنيا الوطن": "أما حركة حماس فتريد أولا ًأن تضمن مكانة موظفيها، وأن تعود رواتبهم والخدمات لقطاع غزة"، مضيفاً: "الطرفان لا يدركان أن المصالحة أمر استراتيجي يجب تحقيقه أولاً ثم تحل كافة المشاكل".

وحول موقف مصر، أوضح أبو الهول أنه لا يوجد قوة في العالم تستطيع أن تجبر أي طرف على الالتزام، لأنه إذا كانت مصر لها تأثير على الطرفين فإن هناك دولاً أخرى تمارس التأثير، كما أن هناك عناصر داخلية في فتح وحماس لها تأثير وسيطرة على القرار.

وفي السياق، قال أبو الهول: "مصر قدمت كل التسهيلات، ودخلت بكل قوة، وشرحت لكل طرف مزايا المصالحة، وكان هناك حماس بالغ من الطرفين، ولكن هناك عناصر في الطرفين ظهرت على السطح، وحاولت تعطيل المصالحة".

وأضاف: "هناك قيادات من حركة حماس كانوا يقولون إن المصالحة أمر لا مفر منه، بينما هناك صف ثانٍ وثالث يعطل المصالحة، كما أن هناك من يحرض الموظفين على عدم تسليم الهيئات".

وتابع: "السلطة الفلسطينية في نفس الوقت لديها مشكلة في أنها لم تحسم مسألة الخدمات والرواتب، فإذا كان لديها مشكلة في التمويل فعليها أن تعلن ذلك"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة أن يجلس الطرفان معاً ويتحدثا بوضوح وألا يتركا امام العناصر التي تريد التحريض فرصة لتفعل ما تشاء".

وحول تصريحات صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قال فيها: إن دور مصر في ملف المصالحة قد تراجع، قال أبو الهول: "دائماً ما يطلق الدكتور البردويل تصريحات يفهم منها أنه لا يريد للمصالحة أن تتم، وكانت له تصريحات شديدة ثم اعتذر عنها، وبالتالي فإن مصر ليست ولي أمر الطرفين، فهي رعت وشجعت ودفعت الطرفين للجلوس معاً، فلا يمكن أن تجبرهما على فعل كل شيء".

وأضاف: "حماس هي التي تملك الفرصة الأكبر لتحقيق المصالحة، لأنها إذا سلمت السلطة كافة المقاليد، فستبقى هي التي تسيطر على الأمن والقوة المهيمنة، وبالتالي هناك من يريد المصالحة مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار، في المقابل هناك صف ثانٍ وثالث، وأحدهم الدكتور البردويل، يعطلون المصالحة بتشجيع الموظفين على التمسك بمطالبهم، فكما من حق الموظفين الحصول على مطالبهم، أيضاً من حق الشعب أن يرى المصالحة، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الذي سيضغط فيما بعد لعودة الحقوق لأصحابها من الموظفين".

وحول عدم مشاركة حركة حماس في اجتماع المجلس المركزي، أشار أبو الهول إلى أن حماس كان عليها أن تلتقط الفرصة للمشاركة في الاجتماع، خاصة وأن لديها قيادات قوية في الضفة الغربية على رأسهم ناصر الدين الشاعر، فكان من الممكن أن تكلفه بالمشاركة، ولكن للأسف الشديد فإن ضغط عناصر متشددة هو الذي عطل هذه الخطوة التي كانت ممكن أن تكون في صالح المصالحة والشعب الفلسطيني، معتبراً أن ذلك بداية نهاية المصالحة.

وبين الكاتب والمحلل السياسي، أن المصالحة الفلسطينية عالقة حتى اللحظة، حيث بدأت بخطوات ثم تجمدت، وبالتالي لا هي تحققت ولا عادت إلى الانقسام، مشدداً على ضرورة أن تتم المصالحة الفلسطينية، موضحاً أنه بالرغم من أن السلطة تسلمت جانب من الوزارات، ولكنها بلا سلطة أو فعالية.

وحول ما إذا كان هناك لقاء مرتقب بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، أوضح أبو الهول، أن هناك أوضاعاً خاصة بالداخل المصري، فالجميع منشغل فيه، مؤكداً في الوقت ذاته أنه بالرغم من ذلك، فإن مصر لن تتخلى عن الشعب الفلسطيني، وملف المصالحة.

التعليقات