لم يحن الوقت لضرب كوريا الشمالية

لم يحن الوقت لضرب كوريا الشمالية
ترجمة: دنيا الوطن- هالة أبو سليم
رأي: روبين جاليجو وتيد ليو - مجلة الفورين بوليسي الأمريكية

يعتقد أدوراد لوتفاك (يعمل حالياً مستشاراً في مركز أبحاث الدراسات الدولية، وشغل عدة مناصب في وزارة الدفاع الأمريكية) ومن خلال مقاله الأخير في مجلة (الفورين بوليسي) بأن اندلاع حرب بين دولتين نوويتين فكرة جيدة، لكنه مخطئ، في حقيقة الأمر

إنه مخطئٌ والواقع أن ما من شيء يمكن أن يكون أكثر تدميراً بالنسبة إلى المصالح الأمريكية أو خطر لأصدقاء أمريكا من مهاجمة كوريا الشمالية.

حسناً لا تأخذ كلامنا على محمل الجد، عندما كتبنا إلى وزارة الدفاع في خريف هذا العام للاستفسار عن المخاطر التي قد يشكلها هجوم عسكري على كوريا الشمالية، قالوا لنا إن الغزو البري سيكون ضروريا لتدمير المواقع النووية لكوريا الشمالية، إلا أن العاصمة سيول وسكان المنطقة البالغ عددهم 25 مليون نسمة ضمن نطاق المدفعية الكورية الشمالية والصواريخ والقذائف والصواريخ الباليستية.

وكما لو لم تكن هذه الحالة سيئة بما فيه الكفاية، قدرت دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكية مؤخراً، أن 300،000 شخص سوف يقتلون في الأيام القليلة الأولى من القتال، وأي محاولة لتدمير تلك الترسانة، ستعرض عليه سيناريو كلاسيكي، مما يحتمل أن يؤدي إلى صراع نووي (لا يوجد بديل آخر).

وبدلاً من ذلك، يمكن أن يختار (كيم) الرد بشكل تقليدي على آلاف الصواريخ وقطع المدفعية، مما يسفر عن مقتل عشرات أو مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في حال احتمال نشوب حرب نووية، إذن من الأفضل عدم الانجرار لهذه الحرب.

 الكاتب (لوتفاك) يقترح إنشاء محطة اتفاق لحماية سكان سيول ولا نضع في اعتبارنا ما سيؤول إليه مصير المدينة؟ لا يهم أن سكان كوريا الجنوبية سيعيشون في الملاجئ، بالإضافة إلى المئات من المواطنين الأمريكيين، وسكان الدول الثلاث ممن يعيشون في سيول، لا يهم أن الجنوب سيكون تحت ضغط رهيب في الساعات الأولى من اندلاع الحرب ما بين الدولتين.

الأكثر من ذلك، في حال حدوث أي تصعيد– ربما يحدث – احتمال أن تتدخل الصين، السلام في شية الجزيرة الكورية مازال هاجساً بالنسبة للحكومة الصينية، وهم على أتم الاستعداد للهدوء مابين أمريكا وكوريا الشمالية مراعاة للمصالح الصينية، وبدلاً من التفكير في الضربات العسكرية، ينبغي أن نعترف بأن الخيارات غير العسكرية لكوريا الشمالية من الممكن أن تأتي بنتيجة.

مثلاً كوريا الجنوبية، كسرت قرارات دونالد ترامب الخطيرة ووافقت على التفاوض بخصوص الألعاب الأولمبية الشتوية، يجب سلك هذا الطريق لتخفيف حدة التوتر إلى أقصى درجة ممكنة، ودعم جهود وزارة الخارجية الأمريكية في محاصرة الرئيس الكوري "اقتصادياً" سواء في المال، والنفط والتهريب،
يجب علينا كشف أسماء البنوك الصينية التي تعمل على غسيل الأموال لصالح النخبة في كوريا الشمالية، ومحاولاتهم مخالفة العقوبات الأمريكية، ويجب علينا حظر عملهم من النظام المالي العالمي.

ومواصلة الجهود على فصل الصين عن كوريا الشمالية، كون الصين ترى في نظام (كيم) الخطر مدمراً لطموحها، الأهم من ذلك العمل على بناء علاقات موحدة من أصدقائنا الآسيويين لبناء جبهة عالمية واحدة ضد نظام (كيم)، العقوبات لن تكون مجدية وفعالة إلا في حال تطبيقها على الواقع، وهذا يتطلب فطنة وذكاء دبلوماسياً–هذا مالم تفعله إدارة ترامب حالياً.

وخلاصة القول: إن مئات الآلاف من الناس سوف يموتون في غضون أيام من الهجوم الأمريكي على كوريا الشمالية، ويمكن أن يموت ملايين آخرون في الحرب التي ستندلع حتماً؛ لذا على الرئيس ترامب الاعتماد على حلفائنا في المنطقة، وقواتنا على الأرض لاعتماد نهج أكثر ذكاء وأكثر حذراً.

التعليقات