المطران حنا: سنبقى صوتا صارخا بهذا العالم ننادي بالحق والعدالة

المطران حنا: سنبقى صوتا صارخا بهذا العالم ننادي بالحق والعدالة
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس
رام الله - دنيا الوطن
 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم الجمعة بأن مدينة القدس هي مدينة السلام وهي المدينة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، انها مدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا وعاصمة شعبنا الفلسطيني الروحية والوطنية .

وأضاف: في عيد الظهور الالهي والذي نسميه بلغتنا الشعبية " عيد الغطاس " نستذكر ما حدث في نهر الاردن حيث تقدس وتبارك العالم بأسره بحضور السيد المسيح هناك، سيما وان تقديس المياه هو تقديس للنفوس والاجساد وتقديس لكل الكائنات الموجودة في هذا العالم .

وأوضح المطران، اتى السيد المسيح وقدم كل ما قدمه للانسانية من اجل تقديسها ومباركتها وتعزيتها ونقلها من حقبة الموت والظلمة الى حقبة البركة والنعمة والخلاص .

وأضاف: في عيد الغطاس وكما في عيد الميلاد وفي سائر الاعياد والمناسبات نؤكد بأن فلسطين هي ارض مقدسة اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .

وتابع: هنا ارض الميلاد والقيامة هنا ارض المعمودية والتجلي ، هنا ارض الفداء والبركة والنور النازل الينا من السماء ، ولذلك فإن من يأتون الى فلسطين في هذه المواسم الشريفة انما يعودون الى جذور ايمانهم ، هنا تم كل شيء ولذلك فإن هذه البقعة المقدسة من العالم التي تسمى فلسطين هي صغيرة بمساحتها وحجمها ولكنها كبيرة بالرسالة التي تحملها والتي انطلقت منها الى مشارق الارض ومغاربها .

ولفت إلى ان ارضنا هي ارض القداسة والبركة وهي تقدست بحضور السيد المسيح ، انها ارض مجبولة بدماء شهداءنا وقديسينا الابرار ، انها ارض مليئة بالمزارات والاماكن المقدسة التي تذكرنا بمحبة الله لنا .

وأشار قائلًا: حيثما تذهبون ستجدون مكانا مقدسا في هذه الارض المقدسة ، واود ان اقول لكم بأنه خلال السنوات الماضية تم اكتشاف الكثير من الكنائس القديمة الاثرية التي يعود بنائها الى القرن الرابع والخامس للميلاد ، فعندما يتم فتح شوارع جديدة او يتم العمل على بناء ابنية جديدة في كثير من الاحيان يتم اكتشاف هذه الاثار التي بقيت مطمورة تحت التراب لمئات السنين .

وتابع: الفلسطينيون يدركون ان وطنهم انما هي بقعة مقدسة من العالم حاملة لرسالة الايمان والسلام والمحبة والرحمة، والفلسطينيون يدافعون عن وطنهم ويقدمون في سبيل ذلك التضحيات الجسام وهم مؤمنون بعدالة قضيتهم ، انهم يدافعون عن وطن وعن ارض مقدسة ، انهم يدافعون عن بقعة مقدسة من العالم يعيش فيها شعبنا الفلسطيني في ظل سياسات عنصرية قمعية غاشمة تستهدفنا جميعا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين .

وذكر: الاحتلال يستهدفنا جميعا ولا يستثني احدا على الاطلاق ، انهم يستهدفون المقدسات والاوقاف الاسلامية ولكنهم ايضا يستهدفون الاوقاف المسيحية ، واستهداف اوقافنا المسيحية هو استهداف لتاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا لهذه الارض المقدسة، فالمسيحيون الفلسطينيون متمسكون بقيمهم الايمانية والروحية ولكنهم في نفس الوقت يؤمنون بقيم السلام والمحبة والاخوة والرحمة .

وقال المطران حنا: نحن ننظر الى كل انسان نراه امامنا على انه اخ بالنسبة الينا وكلنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة ، ولذلك فإننا نرفض التطرف والكراهية والعنصرية ونعبر دوما عن انحيازنا لشعبنا الفلسطيني فنحن فلسطينيون وعندما ندافع عن فلسطين انما ندافع عن انفسنا وعندما ندافع عن القدس انما ندافع عن تاريخنا وتراثنا وعراقة انتماءنا لهذه الارض المقدسة .

واضاف القدس مدينة تحتضن اهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية وهي عاصمة فلسطين ولا يحق لاحد في هذا العالم ان يشطب وجودنا وان يلغي حقوقنا وان يحولنا الى ضيوف في مدينتنا .

وأوضح المطران، المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون ليسوا ضيوفا في القدس بل هم في مدينتهم وعاصمتهم وحاضنة اهم مقدساتهم .

واضاف: انني اناشد الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تولي اهتماما اكبر بمدينة القدس لان موضوع مدينة القدس يهمنا جميعا ، نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تلتفت الى شعبنا الفلسطيني ومعاناته وان تلتفت الى مدينة القدس وما تتعرض له من استهداف يهدف الى طمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .

وتمنى من الكنائس في عالمنا شرقا وغربا بأن ترفض اعلان ترامب الاخير وان تعبر عن وقوفها مع الشعب الفلسطيني فلا يمكن ان يتحقق السلام في منطقتنا من خلال تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس بل من خلال حل هذه القضية حلا عادلا يضمن الحقوق الفلسطينية كاملة ويحقق تطلعات وطموحات وثوابت شعبنا ويعيد القدس الى اصحابها لكي تكون مدينة سلام وليس مدينة عنف وكراهية وتطرف .

وتمنى كذلك، ان يكون هنالك اهتمام بمسألة الاوقاف المسيحية المستهدفة في مدينة القدس وخارجها لاننا نعتقد بأن استهداف هذه الاوقاف انما يندرج في اطار سياسة تهميش واضعاف الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة التي منها انطلقت رسالة الايمان الى مشارق الارض ومغاربها .