وسط تأزم العلاقات الفلسطينية الأمريكية.. نائب ترامب يتوجه للمنطقة اليوم الجمعة

وسط تأزم العلاقات الفلسطينية الأمريكية.. نائب ترامب يتوجه للمنطقة اليوم الجمعة
مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي
رام الله - دنيا الوطن
من المقرر، أن يزور مايك بنس نائب الرئيس الأميركي اليوم الجمعة، منطقة الشرق الأوسط، في زيارة تشمل مصر والأردن وإسرائيل لمدة ثلاثة أيام، حيث سيتناول "الحاجة المشتركة لمكافحة الإرهاب ومساعدة الأقليات الدينية المضطهدة" بحسب بيان البيت الأبيض.

وبحسب جدول الزيارة، الذي أعلنه البيت الأبيض، فإن بنس سيصل إلى القاهرة السبت 20 كانون الثاني/ يناير، حيث يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتوجه إلى الأردن للاجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ومن عمان سينطلق إلى تل أبيب، حيث سيمضي يومي 22 و23 كانون الثاني/ يناير في إسرائيل للمشاركة في محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس ريفلين، كما سيلقي كلمة في الكنيست ويزور (ياد فاشيم) والجدار الغربي للمسجد الأقصى (البراق)، بحسب ما جاء على موقع صحيفة (القدس).

وقالت أليسا فرح المتحدثة الرسمية باسم نائب الرئيس: "يسافر نائب الرئيس إلى الشرق الأوسط، ليعيد تأكيد التزامنا بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لهزيمة التطرف الذي يهدد الأجيال المقبلة".

وأضافت: "نائب الرئيس يتطلع إلى الاجتماع مع قادة مصر والأردن وإسرائيل؛ لبحث سبل العمل معاً لمكافحة الإرهاب وتحسين أمننا القومي".

وتأتي زيارة بنس إلى المنطقة في وقت وصلت فيه العلاقات الأميركية الفلسطينية إلى حد غير مسبوق من التوتر في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ومن ثم المساعي الفلسطينية في مجلس الأمن ضد قرار الرئيس الأميركي، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق "الفيتو"، ومن ثم جاء التحرك في الجمعية العامة التي صوتت أغلبية كبيرة منها (128 دولة) مع القرار الذي يطالب الولايات المتحدة بالتراجع واعتبار قرار الرئيس ترامب بشأن القدس لاغياً ومرفوضاً، واعتبار القدس الشرقية محتلة، والتمسك بالقرارات الدولية الرافضة لقرار ترامب.

وتأتي زيارة بنس أيضاً، بعد ثلاثة أيام من قرار إدارة الرئيس الأميركي ترامب تخفيض نسبة مساعدتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بنسبة 52% من 125 مليون دولار إلى 60 مليون دولار كوسيلة للضغط على الفلسطينيين للقبول بمخطط الرئيس ترامب للتسوية، الذي يعتمد على ركائز يصعب قبولها من الفلسطينيين والعرب مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ابتعاد عن المواقف الأميركية المعلنة بأن القدس هي أحد أهم قضايا الحل النهائي، إلى جانب ما تسرب عن خطة ترامب التي اطلق عليها "صفقة القرن" والتي تشمل البقاء الدائم للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي دائم في الأغوار، في وقت وجهت فيه الإدارة الأميركية اللوم إلى الفلسطينيين لعدم إحراز تقدم في جهود السلام بينهم وبين الإسرائيليين.

يشار إلى أن واشنطن عبرت عن امتعاضها من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الاثنين الماضي، حيث وصفته الخارجية الأميركية "بالخطاب التحريضي".

وتعتمد البلاد التي سيزورها بنس، مصر والأردن وإسرائيل، على مساعدات أميركية عسكرية واقتصادية كبيرة، فيما يرفض الفلسطينيون لقاء بنس على مستويات رسمية أثناء زيارته على خلفية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها.

وعلى النقيض من الموقف الفلسطيني الرافض للقاء بنس، فمن المتوقع أن يحظى بنس بترحيب حار في إسرائيل، التي تعد حكومتها من أكبر مؤيدي إدارة ترامب على الساحة الدولية، كما يعتقد البعض أن بنس هو مهندس الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل إرضاء لقاعدته التبشيرية التي تعتبر ضم القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة التي يطلقون عليها "يهودا والسامرة" شرطاً لعودة "المسيح المنتظر"، كما يدعي البعض أن بنس هو العقل المدبر لسلسة القرارات المتعاطفة بشكل كبير مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحكومة الليكود اليمينية، بعيداً عن حل الدولتين الذي يفضله المجتمع الدولي، وعدم معارضة بناء المستوطنات الإسرائيلية بشكل واضح.

وسيتم تسليط الضوء على زيارة بنس من خلال خطاب سيوجهه للكنيست الإسرائيلي ، خاصة إذا أشار في خطابه إلى القدس المحتلة أو الضفة الغربية أو المستوطنات بأنها أرض إسرائيلية، مما سيعمق الشكوك الفلسطينية، بأن الرئيس الأميركي ترامب قد تبنى الموقف الإسرائيلي لحل الصراع مع الفلسطينيين بشكل كامل.

يشار الى أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتواجد في واشنطن حالياً، وقبيل زيارة بنس إلى عمان للحديث مع إدارة ترامب بشأن قرار اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتداعيات ذلك على الاستقرار في الأردن ، كما أنه سيحذر الإدارة الأميركية من أن الأردن يستعد لتداعيات التخفيضات في التمويل الأميركي لـ (أونروا) التى قدمت منذ عقود خدمات التعليم والصحة والرعاية لحوالى 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وذريتهم فى المنطقة، منهم قرابة مليونين يعيشون في الأردن.

وتلقى الأردن 1.5 مليار دولار عام 2015 و 1.6 مليار دولار في العام الماضي من المساعدات الأميركية، التي تعطى جزئياً  لتمويل المساعدات الإنسانية ومساعدة الأردن على تحمل عبء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق.

التعليقات