سكان الكرفانات يعانون الأمرين.. المماطلة بالإعمار والمنخفضات الجوية

سكان الكرفانات يعانون الأمرين.. المماطلة بالإعمار والمنخفضات الجوية
سكان الكرفانات بغزة
خاص دنيا الوطن- عبدالله أبو حشيش 
قبل أربع سنوات بدأت معاناة عائلة المصري من بيت حانون كباقي العائلات التي تضررت بفعل العدوان الأخير عام 2014م، حيث قام الاحتلال، بهدم منزله ومنازل عائلته، وشردوا بالكرفانات، منذ تلك الفترة حتى اللحظة.

ليس هذه العائلة التي تضررت فحسب، لكن غالبية العائلات ممن هُدمت منازلهم تم إعادة إعمارها وبناؤها من جديد، لكن عائلة المصري المكونة من 170 فرداً ما بين إخوة وأبناء وأحفاد لا يزالون على أنقاض منازلهم، وفي كرفانات التشريد والإيواء، منتظرين من ينظر إليهم بعين الشفقة؛ لكي ينالوا ولو جزءاً من حقوقهم.

مطالبات ومناشدات عديدة أطلقتها تلك العائلة، ومنها ما وصل وبشكل مباشر لوزير الأشغال العامة في حكومة الوفاق الوطني مفيد الحساينة، إذ وعد الأخير وبشكل عاجل بضرورة إعادة بناء منازلهم المدمرة على وجه السرعة، لكن تفاجأت العائلة ببطء سير الوعد منذ ذلك الحين وحتى اللحظة.

حمزة المصري أحد اصحاب هذه البيوت، وهو المتحدث باسم عائلته جدد مناشدته لكافة الجهات المسؤولة منها الحكومية والدولية النظر لمعاناتهم، وإيجاد طريقة لإيوائهم في بيوت آمنة بدلاً من الحياة المؤقتة التي طالت عدة سنوات.

وأكد حمزة لـ" دنيا الوطن" أن الوزير الحساينة، استغرب أننا لانزال نسكن بجانب عائلتنا في الكرفانات، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من أصحاب البيوت المدمرة، تلقوا بدل إيجارات وإعمار ومعونات إغاثية، بينما عائلتنا لم تتلقَ من أي جهة مساعدات قد تنقذنا من مأساتنا.

وأشار إلى أن المنخفضات الجوية تتوالى تباعاً، ونتعرض للكثير من الأضرار الصحية والمادية والمعنوية، جراء عدم مقدرتنا على تلبية أدنى احتياجاتنا التي بالكاد تسترنا من العواصف والرياح.

وذكر أن شمال قطاع غزة تتعرض بالعادة في فصل الشتاء إلى  عواصف ورياح شديدة لأنها منطقة زراعية، وعائلة المصري تسكن في منطقة (البورة) شرقي البلدة، وهي منطقة مكشوفة بالكامل.

أما إحدى النساء المسنات فعبرت عن غضبها إزاء مماطلة الجهات المسؤولة في إعادة إعمار منازلهم المدمرة منذ أربع سنوات.

وطالبت المسنة خلال حديثها لـ" دنيا الوطن" حكومة الوفاق ووزارة الأشغال، أن توفي بوعدها في صرف بدل إيجارات مثل بعض العائلات لحماية الأطفال من البرد القارس.

وقالت: هناك العديد من المرضى داخل هذه المنطقة منهم كبار بالسن ومنهم أطفال، غير أن هناك حدثت عدة حالات إجهاض لنساء حوامل من تلك العائلة، نتيجة الظروف غير الملائمة، كما أن الكرفانات تكون في فصل الشتاء باردة جداً وفي الصيف تكون حارة جداً.

فيما أوضح مواطن آخر ممن يسكنون في الكرفان لـ "دنيا الوطن" أن الحياة داخل هذا البيت تكون عرضة للخطر في أي وقت، نظراً لتعرضه لماس كهربائي، كاد أن يودي بحياة أبنائه ، مما اضطر للانتقال إلى البيوت المجاورة له من أجل قضاء احتياجاتهم من غسيل وطبيخ وشحن بطاريات الكهرباء، وغير ذلك.

التعليقات