عاجل

  • ثلاثة شهداء بقصف الاحتلال منزل الصحفي محمود عليوة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة

حنا: ندعو شبابنا الفلسطيني الى مزيد من الوعي والاستقامة

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من طلاب جامعة القدس في ابو ديس والذين زاروا كنيسة القيامة وتجولوا في البلدة القديمة من القدس ومن ثم استمعوا الى كلمة سيادة المطران .

استقبل سيادة المطران الوفد في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية حيث رحب بزيارتهم ومؤكدا على اهمية مثل هذه الزيارات التي تأتي تأكيدا على تعلقنا وتشبثنا بمدينة القدس والتي نعتبرها كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية .

اشاد سيادة المطران في كلمته بجامعة القدس كما وبغيرها من الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الفلسطينية التي تخدم مجتمعنا وتقدم لوطننا شبابنا الذي ينظر الى المستقبل ويتطلع الى خدمة هذه الارض المقدسة والدفاع عن شعبها وقضيته العادلة .

تعرفون جيدا الظروف التي تمر بها مدينة القدس والتي يمر بها ايضا شعبنا الفلسطيني حيث المؤامرات تحاك ضدنا وضد قضيتنا ويريدنا الاعداء ان نتنازل عن القدس وان نشطب حق العودة من قاموسنا لا بل وصلت وقاحة البعض الى اقتراح ان تكون ابوديس عاصمة لفلسطين والبعض الاخر اقترح ان تكون رام الله عاصمة لفلسطين.

نحن هنا موجودون لكي نقول بأن القدس هي عاصمة فلسطين وليست هنالك اية جهة سياسية في هذا العالم مخولة بأن تشطب حقوقنا وتتجاهل انتماءنا للقدس ولمقدساتها .

لا توجد هنالك دولة فلسطينية بدون القدس ولا توجد هنالك قضية فلسطينية بدون القدس ومن يريدوننا ان نشطب القدس من قاموسنا نقول لهم بأنه لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على اقتلاع جذورنا العميقة في تربة هذه المدينة المقدسة وهذه الارض المباركة .

كارثتنا الحقيقية ليست مقصورة على الاحتلال وممارساته وعلى انحياز امريكا والدول الغربية لاسرائيل بل للاسف الشديد نعيش واقعا عربيا مأساويا وهنالك بعض الدول العربية التي تخلت عن التزاماتها وتنصلت من واجباتها تجاه القضية الفلسطينية وللاسف الشديد فإن الاموال العربية النفطية تغدق بغزارة على هذا المشروع الاستعماري الذي استهدف الوطن العربي ودمر في سوريا والعراق واليمن وليبيا وهذا المال ايضا انما هو مسخر في خدمة المشروع الهادف لتصفية القضية الفلسطينية .

الاحتلال يضطهدنا ويستهدفنا ويستفرد بنا وامريكا وبعض الدول الغربية تزداد انحيازا لاسرائيل ، أما بعض الدول العربية فقد تخلت عن القضية الفلسطينية .

فتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا يقارع الاحتلال وعنصريته وهمجيته .

هنالك مسألة مهمة يجب ان نعرفها كفلسطينيين وهي اننا اصبحنا لوحدنا في الساحة والاحتلال يستفرد بنا وقد تخلى عنا بعض العرب وتنصلوا من التزاماتهم وواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية .

ما كنا نردده قبل سنوات بأن فلسطين هي قضية العرب الاولى اصبح اليوم اكذوبة كبرى فللعرب اليوم اولويات اخرى وهم منخرطون في مشاريع واجندات متعددة ومختلفة لا تنصب ومصلحة امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني.

اقول لكم بأنه لا يحك جلدك الا ظفرك ويجب ان نتسائل كفلسطينيين اليوم لماذا وصلنا الى هذا الواقع المأساوي الذي نحن فيه ، اوسلو كانت مؤامرة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وما سمي زورا وبهتانا بعملية السلام انما كانت محاولة هادفة لجعل الفلسطينيين يستسلمون ويقبلون بالامر الواقع المرسوم لهم على الارض .

علينا ان نراجع تاريخنا وان نعترف بالاخطاء التي ارتكبت والتي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه .

انني لست من اولئك الذين يخونون احد او يوزعون شهادات حسن سلوك على احد فليس هذا واجبنا وليس هذا هو دورنا .

كلنا نعرف ان هنالك اخطاء ارتكبت بحقنا وكلنا نعرف ان هنالك تجاوزات واخطاء جسيمة اوصلتنا الى الواقع المأساوي الذي نحن فيه ولكن لا اريد للفلسطيني ان يجلد نفسه ولا اريد للفلسطيني ان يعيش حالة الاحباط والقنوط امام هذه الحالة المتردية التي وصلنا اليها .

السؤال الذي اطرحه امامكم وامام كل انسان وطني محب لوطنه : ماذا يجب ان نفعل من اجل المستقبل ؟ ، الماضي انتهى وعلينا ان نستخلص العبر من اخطاء الماضي على امل الا تتكرر هذه الاخطاء مستقبلا .

علينا ان نتعلم من الاخطاء التي ارتكبت فلسطينيا والتي ارتكبت عربيا في ظل استمرارية سياسات القمع والاضطهاد والاستهداف الاحتلالية بحقنا وازدياد وتيرة الانحياز الغربي للاحتلال .

ما هو مطلوب منا هو ان نتحدث عن المستقبل ، وماذا يجب ان نفعل من اجل مستقبل افضل لفلسطين ولشعبها ولقضيتها ولمدينة القدس بشكل خاص.

كل واحد منا يجب ان يتحمل مسؤوليته ، كلنا نعرف الاخطاء التي ارتكبت ولسنا بحاجة الى ان نجلد انفسنا لان هذا لن يفيدنا وسيعمق ثقافة اليأس والاحباط في مجتمعنا .