حنا: القدس مدينة ايماننا وحاضنة أهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية

رام الله - دنيا الوطن
ألقى المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس الشريف كلمة له في (مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس) المنعقد في القاهرة 17،18 يناير 2018

جاء بالكلمة:
فضيلة الشيخ احمد الطيب الجزيل الاحترام 
شيخ الازهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين 

الاخوة والاخوات الاعزاء المشاركين في اعمال هذا المؤتمر

يسعدني جدا ان اخاطبكم من رحاب مدينتنا المقدسة وان احيي بشكل خاص فضيلة شيخ الازهر وكافة معاونيه ومساعديه على هذا المؤتمر الذي يأتي دفاعا عن مدينتنا المقدسة ورفضا للقرار الامريكي الرئاسي الاخير باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

كما ونتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح لكي تصل رسالته الى كل مكان والى حيثما يجب ان تصل هذه الرسالة .

القدس مدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وهي المدينة التي لها مكانتها وقدسيتها في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، انها مدينة تختلف عن اي مدينة اخرى في عالمنا فلها خصوصيتها وفرادتها وهي امانة في اعناقنا جميعا ويجب ان نحافظ عليها وان نتصدى لكافة السياسات الاحتلالية والاستعمارية الغاشمة الهادفة الى طمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها وتهميش الحضور العربي الفلسطيني المسيحي والاسلامي العريق فيها .

القدس عاصمة فلسطين والقرار الرئاسي الامريكي الاخير لن يبدل ولن يغير من طابع مدينتنا التي ستبقى عربية وستبقى فلسطينية وحاضنة لتراثنا المسيحي الاسلامي المشترك .

منذ ان تم احتلال مدينة القدس والسلطات الاحتلالية الغاشمة تسعى لتغيير ملامح مدينتنا المقدسة ، فالقدس اليوم ليست كما كانت قبل 40 او 50 عاما فقد سعت السلطات الاحتلالية لتغيير ملامح هذه المدينة المقدسة وقد ساعدها في ذلك الوضع العربي المحيط بنا والذي كنا نتمنى ان يكون في وضع افضل وكذلك الانحياز الغربي وخاصة الامريكي لدولة الاحتلال .

القدس مدينة تعيش نكبة مستمرة ومتواصلة منذ ان تم احتلالها وتغدق الاموال بغزارة من قبل اصدقاء اسرائيل في سائر ارجاء العالم بهدف شراء العقارات وطمس المعالم العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية في مدينتنا المقدسة .

وكما تعلمون فإن التعديات التي يتعرض لها المسجد الاقصى اصبحت تعديات مستمرة ومتواصلة وبشكل يومي ، حيث يدخل المتطرفون والمستوطنون بطريقة استفزازية وهم يسعون لفرض واقع جديد في هذا المكان المقدس ونحن نعتقد بأن الهدف من كل ذلك هو الاعداد لتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا او قد يكون السيناريو الاسوء والاخطر وهو هدم هذا المسجد لكي يُبنى مكانه هيكلهم المزعوم .

الاقصى في خطر شديد كما هو حال المقدسات والاوقاف الاسلامية ولكنني اود ان اقول لكم وبشكل واضح بأنه ما تتعرض له مقدساتنا واوقافنا المسيحية لا يقل سوء وخطرا عما تتعرض له الاوقاف والمقدسات الاسلامية .

اوقافنا المسيحية مستهدفة من قبل سلطات الاحتلال الذي اوجد له مرتزقة وعملاء لكي يساهموا ويساعدوا في تمرير مشاريعه الهادفة لابتلاع اوقافنا والنيل من عراقة وجودنا في هذه البقعة المقدسة من العالم .

ان استهداف الاوقاف المسيحية في مدينة القدس وخارجها انما هو استهداف لحضور مسيحي وطني عريق في هذه البقعة المقدسة من العالم ، هذا الحضور الذي لم ينقطع وجوده منذ اكثر من الفي عام واليوم هنالك استهداف وجودي لحضورنا المسيحي العريق والاصيل وان استهداف اوقافنا المسيحية انما يندرج في هذا الاطار .

ان استهداف الاوقاف والمقدسات المسيحية واستهداف الحضور المسيحي الفلسطيني الوطني والعريق والاصيل في هذه الارض المقدسة انما هو استهداف لكل شعبنا ، هو استهداف للمسيحيين والمسلمين الذين ينتمون الى شعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة .

وقد قلنا في وقت من الاوقات ونكرر هذا القول الان بأن الاعتداء على الاقصى هو اعتداء على القيامة والاعتداء على القيامة هو اعتداء على الاقصى والاعتداء على المسيحيين الفلسطينيين في اوقافهم ومقدساتهم انما هو ايضا اعتداء على المسلمين في اوقافهم ومقدساتهم .

ان اكثر ما يغيظ الاحتلال هو ان نتحدث كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين بلغة واحدة وموقف واحد وهم يتمنون ان نكون في حالة انقسام وتشرذم لكي نكون ضعفاء في دفاعنا عن مدينتنا وعن مقدساتنا واوقافنا المستباحة .

لقد سعت السلطات الاحتلالية ومازالت عبر مرتزقتها وعملائها على اثارة الفتن والتصدعات الدينية والمذهبية في فلسطين الارض المقدسة ، لا يريدوننا ان نكون موحدين ولا يريدون للمسيحيين والمسلمين ان يتحدثوا بلغة واحدة حول قضيتهم وهواجسهم وآلامهم واحزانهم وتطلعاتهم المستقبلية .

عندما كانت الاحداث في باحات الاقصى قبل عدة اشهر وقفنا هناك معا وسويا مسيحيين ومسلمين واعلنا رفضنا لاي تعد على هذا المكان المقدس ، كنا معا مسيحيين ومسلمين في باب الاسباط وعند بوابات الاقصى في الدفاع عن قدسية هذا المكان وفي رفضنا للسياسات والممارسات الاحتلاليه بحقه