كرينبول: تقليص المساهمة الأمريكية لـ (أونروا) سيزعزع الأمن بالشرق الأوسط

كرينبول: تقليص المساهمة الأمريكية لـ (أونروا) سيزعزع الأمن بالشرق الأوسط
بيير كرينبول
رام الله - دنيا الوطن
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول: إن تقليص الولايات المتحدة لمساهمتها في ميزانية الوكالة، سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف كرينبول، في بيان صحفي، وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه، الأربعاء، إن اللاجئين الفلسطينيين و(أونروا) لن يستسلموا، داعياً دول العالم والإقليم إلى تقديم مساعداتهم لـ (أونروا).

وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى أونروا في تاريخها الحافل بالفخر، والذي تواجه فيها تحدياً كبيراً في التمسك بتفويضها والدفاع عنه فهو يمثل، تعبيراً عن إرادة المجتمع الدولي وحفاظاً على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية للاجئي فلسطين.

وأشار كرينبول، إلى أن المساهمة الأمريكية المعلن عنها والتي تبلغ 60 مليون دولار أمريكي دون مستوى المساهمات السابقة وبفارق كبير، منوهاً إلى أن إجمالي المساهمات الأمريكية بلغ 350 مليون دولار أمريكي.

وأضاف أن تمويل (أونروا) أو أية منظمة إنسانية أخرى هو قرار سيادي لأي دولة عضو في الأمم المتحدة، وفي ذات الوقت ونظراً للعلاقة التاريخية الطويلة والقوية بين الولايات المتحدة الأمريكية والأونروا، فإن هذه المساهمة المقلصة تهدد إحدى أكثر المساعي نجاعة وإبداعاً في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع: "إن حصول 525،000 طالب وطالبة في 700 مدرسة للأونروا على التعليم ومستقبلهم يواجه خطراً، ويدخل في دائرة الخطر أيضاً كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة، وإن حقوق وكرامة مجتمع بأكمله في خطر".

وشدد على أن هذه المساهمة المقلصة ستؤثر على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط، داعياً جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ موقفٍ والإنضمام لـ (أونروا) في رسالتها للاجئي فلسطين بأن حقوقهم ومستقبلهم تحظى بقدر كبير من الأهمية.

ودعا الشركاء من الدول المضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييداً للوكالة والإنضمام لها في خلق مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينين بالحصول على التعليم في مدارسنا والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع خدماتنا.

وطالب كرينبول، جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالم، حيث تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين للانضمام لنا والاستجابة لهذه الأزمة عبر التبرع لـ (أونروا)، وذلك لضمان أن يتمكن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء.

وأكد كرينبول، على ضرورة إطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة لتشكل تمثيلاً وإطاراً للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارسنا وعياداتنا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده.

وأكد كرينبول، أن الأونروا ستبذل كل ما بوسعها لحماية موظفيها وطلاب المدارس واللاجئين، متابعاً: "نحن نشهد صراعاً وعنفاً واستقطاباً مستمراً في منطقة الشرق الأوسط مما يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص، ونشهد على عالم يسوده الغضب عوضاً عن الثقة وهو عالمُ تتحكم فيه القوة، في معظم الأحيان، وليس العدالة، إنه عالم يولي قيمة أكبر لما يفرق عوضاً عما يوحد ويشمل الكل ويجمع بينهم.

وأكمل: "أود الإشارة إلى المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائياً.

واستطرد: "أود أن أعبر عن احترامي لجميع الأشخاص ذوي النوايا الطيبة حول العالم، والذين عبروا عن تضامنهم مع اللاجئين الفلسطينيين عند حاجتهم لها، والآن وأكثر من أي وقت مضى، فإن اللاجئين بحاجة إلى دعمكم".

التعليقات