تقليصات الأونروا بدأت.. حالات تشتكي وشهادات حية

تقليصات الأونروا بدأت.. حالات تشتكي وشهادات حية
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن
تحاول (أونروا) مؤخراً تطمين موظفيها والعاملين فيها إزاء التهديد بقطع المعونات عن الوكالة وإرسال رسالة مفادها أن ما يُقال في الإعلام هو تهويل ليس إلا واستباق تحليلي للأحداث.

لكن هذا لا يسمن ولا يغني من جوع، حين تتوجه إلى الموظفين الذين بالفعل بدأت تطالهم تقليصات الوكالة سواء عن طريق تقليص خدمات الكوبونات أو تأخير الرواتب أو منع الاستفادة من الادخار، والذي يُعد أحد حقوق العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

وقد ألقى هذا الأمر بظلاله الوخيمة على موظفي الوكالة في قطاع غزة البقعة الأكثر معاناةً من الناحية الاقتصادية، إذ بدأت سياسة التقشف وتقليص الخدمات المقدمة للاجئين.

وقد أثار الموضوع موجة من الخشية والاستهجان لدى شريحة كبيرة من موظفي الوكالة، والذين بات مصيرهم المعيشي مهدد في ظل تداعيات هذه السياسية التقشفية.

حالات تشتكي

خصموا الساعات الإضافية  

يقول أبو رمزي، والذي يعمل حارساً في الوكالة منذ ما يقارب 12 عاماً: "هذا الشهر تفاجأت بخصم ما يقارب 190 دولاراً من راتبي، وذلك بوقف الساعات الإضافية التي أعمل بها شهرياً، وقد أبلغوني أيضاً بقطع الكوبونة التي كنت أتقضاها شهرياً كنوع من المساعدة".

ويضيف: "عندي سبعة أولاد منهم اثنان يدرسان في الجامعة، وأنا بصراحة قلق جداً حيال الأيام القادمة، إذ أخشى أن تستمر الأزمة ونصيح غير قادرين على تدبير أمورنا الحياتية".

منعوني من الاستفادة من الادخار

أما المدرسة (التي رفضت ذكر اسمها لحساسية الأمر) فتقول: "في السابق كانوا يصرفون لنا فرق الدولار، إذ كانوا يحتسبون الدولار على 400 شيكل فيعوضوننا الفرق أما منذ أربعة شهور فلم نستلم فرق الدولار، ووعدونا بأن يتم تعويضنا بالفرق بأثر رجعي من شهر أيلول/ سبتمبر، ولكن للأسف لم يتم تعويضنا بل إنهم أبلغونا أنه ابتداءً من السنة الجديدة لن يكون هناك فرق دولار كأول إجراء تقشفي".

"لن يكون هناك أيضاً ساعات إضافية لنا كمدرسين فقط المدير ونائب المدير هم من سيحصلون على هذه الساعات الإضافية لأنهم سوف يغطون حصص الفراغ في المدرسة، فأنا كنت أحصل على 1-2 حصة يومياً أما من اليوم فصاعداً لن يكون هناك حصص فراغ للمدرسين"، على حد قولها.

فيما يتعلق بتأخير صرف الراتب فتؤكد: "الشهر الماضي كان من المفترض أن نقبض في 20 الشهر كأعلى سقف زمني، ولكننا قبضنا في 28 الشهر وأتوقع وكلي خوف أن تصبح موعد رواتبنا مع رواتب موظفي السلطة في 4-5 الشهر والخشية الأكبر أن نتقاضى 70% من الراتب".

وحول الادخار الذي يتمتع به موظف الوكالة تقول: "نتيجة للظروف الصعبة التي أمر بها إذ إن لدي أربعة أبناء في الجامعات طلبت من ادخاري مبلغاً من المال للتعليم، ولكن تم إبلاغنا بأن هذا الأمر لم يعد ممكناً بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة".

البند اليومي مهدد

تقول المعلمة (رفضت ذكر اسمها) وتعمل على البند اليومي أي غير مثبتة: "معلمو البند اليومي سيتعاملون معهم للضرورة القصوى فقط باستثناء معلمي المرحلة الأساسية الدنيا (الصف الأول والثاني والثالث) كما أبغنا بأن حصص الفراغ سيقوم بتغطيتها المدير أو نائب المدير، وسيتم الاستغناء عن بعض الخدمات كالبطالة ومعلمي المساندة، وهناك خطر كبير على معلمي الدبلوم تماماً كما حدث في الضفة الغربية".

وتضيف: "أنا أعيل أسرتي المكونة من والدي ووالدتي واخوتي فوالدي لديه ديون شيكات وكمبيالات كادت أن تودعه في السجن لولا أنني تكفلت بالأمر ووقعت على سندات مالية كي لا يقبع أبي في السجن، الآن ماذا سيحدث لو تم إيقافي عن العمل؟".

"أعطي راتبي كاملاً لسداد دين والدي وللإنفاق على الأسرة لدرجة أنني أذهب إلى المدرسة مشياً على الأقدام لتوفير النقود لعائلتي، الله يستر".

أما الموظفة (ص.م) فتتحدث عن معاناتها بالقول: "زوجي وأنا موظفا وكالة، هو مثبت بينما أنا أعمل على البند اليومي والبند اليومي على الأكيد سيتم الاستغناء عنه، زوجي عليه كمبيالات بواقع 500-700 دولار شهرياً فإذا تم توقيفي فلا نعلم ماذا سيحدث معنا وأخشى ما أخشاه أن يصل به الأمر إلى السجن في حال لم يستطع تسديد المبلغ".

وتضيف: "كنت على أمل أن يتم تثبيتي في أقرب وقت ممكن وبناءً على هذا الأمل وقع زوجي على الكمبيالات والآن ما هو مصيرنا في ظل ما يحدث؟".

تأخر الرواتب

تتحدث المدرسة الأربعينية عن الأزمة بالقول: "لدي ثلاثة أولاد يدوسون الطب في مصر وشهرياً يتم تحويل راتبي كاملاً كرسوم لفصولهم الدراسية، وبسبب تأخر الرواتب الشهر الماضي اضطررت إلى الاستدانة من بعض زملائي كي أحول الأقساط الجامعية لهم في مصر".

"وبعدما تم إعطاؤنا رواتبنا قمت بتسديد ما علي من دين وفي حال تم تقليص الرواتب لا أعلم ما هو مصير أبنائي الدراسي؟".

دبلوم الضفة فصل من الخدمة

هذا وقد أعلن هيثم السيد على ملتقى مستمرون: "بالرغم من تصريح السيد مدير عمليات (أونروا) في غزة ماتياس شمايلي بأنه لن يكون هناك استغناء عن المدرسين من حملة الدبلوم في قطاع غزة كما حدث في الضفة إلا أنه مؤخراً علمت بأنه رفض تقديم إقرار خطي بذلك، الأمر الذي قد يبنى عليه تصورات غير مريحة في المستقبل".

ويقول أحد المعلمين من الضفة الغربية: "نعم تم تبليغ حملة الدبلوم بشكل رسمي بالفصل من التعليم بدون الحصول على مدخرات لما هو تحت سن الخمسين أما من هو فوق الخمسين إنهاء خدمات مع إعطاء مدخرات".

هذا وكانت (أونروا) قد أمهلت موظفيها من حملة الدبلوم منذ عام 2011 بضرورة إكمال تعليمهم الجامعي من أجل الاستمرار في الاستفادة من العمل في (أونروا).

يذكر، أن الآلاف من موظفي الوكالة ملتزمون بسداد قروض وكمبيالات وشيكات بنكية ومالية، فهل سينتهي بهم المطاف كما انتهى ببعض التجار من غزة؟  

هذا وقد صرح مدير عمليات (أونروا) في إقليم الضفة الغربية، بأن راتب هذا الشهر كانون الثاني/ يناير لن يكون كاملاً بل سيصرف جزء منه فقط كما صرح بأنه سيكون بدون فرق عملة.   

بدوره أكد الناطق باسم وكالة (أونروا) أ. سامي مشعشع: "الولايات المتحدة لم تبلغنا بشكل رسمي حتى اللحظة بتخفيض مساعداتها السنوية لهذا العام، ونحن بانتظار قرار واشنطن".

العجز المالي يصل 50 مليون دولار

من جهته، قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة روبرت تيرنر، إن العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة وصل حالياً لما يقارب 50 مليون دولار.

وتشهد مشاريع وخدمات (أونروا) تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، خاصةً بعد ردة فعل السلطة حيال إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة إسرائيل، وكنوع من العقاب قررت أمريكا تقليص دعمها المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

التعليقات