طموح الشباب والتعاون لن يذبل.. "إسلام" تقف على ناصية الحلم

طموح الشباب والتعاون لن يذبل.. "إسلام" تقف على ناصية الحلم
رام الله - دنيا الوطن
لكل منا قصة، ولكل قصة بداية، تأخذنا بين ثنايا أكثر تفصيلاً، وأشد عمقاً، تعطينا أمل يطوي كل ألم، من بين أصحاب تلك القصص تبرز الشابة إسلام عمّار بإرادتها القوية لتحقق الحلم وتوصل الرسالة الإنسانية.

إسلام زهرة ذات العشرين ربيعاً، تعيش في مجتمع ريفي، منهم من يرسم النجاح بصورة جميلة، ومنهم من يجعله جريمة، ابتدأ مشوارها من بلدة بيت عوا جنوب الخليل، درست المرحلتين الأساسية والثانوية في فرع العلوم الإنسانية في مدارس البلدة، من هنا بدأت بنسج أحلامها الصغيرة وأمنياتها البسيطة، اختارت أن تدرس مهنة الملائكة حباً بالعمل الإنساني وتخفيف الآلام عن البشر، سرعان ما مرّت الأيام والسنين لتتخرج من كلية الخليل للتمريض بدرجة جيد جداً، وتحلق في عالم مشرق.

لم تكتفِ إسلام بالشهادة الجامعية، بل بدأت بالمشاركة والتدريب لاكتساب الخبرات من خلال مشاركتها في دورة مكثفة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والالتحاق بدورات متطورة لإنعاش القلب والرئتين، وحصلت على شهادة بالإسعاف الأولي وشهادتين من مؤسسة القلب الأمريكية.

الفرحة عامرة في قلوب الأهل والأحباء بنجاح الابنة إسلام، ولم تكن هذه النهاية بل كانت بدايات المشوار، انضمت عمّار لمجلس شبابي بلدة بيت عوا حباً بالعمل التطوعي.

قالت إسلام: "إن العمل التطوعي من أسمى وأرفع المهن، ويجعل نفسية الشخص في أفضل حالاتها؛ لأن فلسفة العطاء تجعل الشخص يشعر بالامتنان لذاته، حيث أنه يفعل خيراً وطريقاً للتطور نحو مستقبل أفضل".

كان الدافع الرئيسي وراء مشاركتها في المجلس الشبابي بناء مجتمع متطور ورفع روح الانتماء والتعاون وتقدير النجاح في حياتنا؛ لأنه الزهرة التي لا تذبل، فكل يوم يمر علينا بالمزيد من التفوق تزداد البهجة، وان التطور والنجاح هما السلاح القوي الذي يواجها المشاكل بجميع أنواعها .

تضيف إسلام: "منذ بداية انضمامي للمجلس تلقيت الكثير من الدعم المعنوي والتشجيع من قبل الأهل والأقارب، ورغماً من بعض الانتقادات السلبية التي سمعتها إلا أنني أصر على الاستمرار وعدم الاستسلام لبناء بلدة أفضل".

بدأت إسلام مع أعضاء المجلس الشبابي بغرس الأشجار في مبادرة تخضير بيت عوا، وتجميل شوارع البلدة، ونشر فكرة التنمية الثقافية والمشاركة المجتمعية في مجتمع يصنع خيراً من بداية الطريق بالسراء والضراء.

ببساطة، إسلام وشهامتها مع أبناء بلدتها بشهادة الأصحاب والأقارب أصبحت الآن من أكثر المتطوعين إنجازاً وتدبيراً للأمور. هذه هي إسلام كأي فتاة متفوقة تسعى للنجاح في حياتها، وأن تلتقي بعالم قلبه واسع بحب العمل الإنساني ويبقى لها النجاح شمس في حياتها وأيامها المنيرة.