عاجل

  • جيش الاحتلال يزعم اغتيال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله

  • القناة 12: نتنياهو يصادق على إجراء رئيس الشاباك مباحثات في القاهرة ورئيس الموساد في الدوحة

مرافق صلاح خلف يسرد لـ"دنيا الوطن" تفاصيل ليلة الاغتيال للقادة الثلاثة

مرافق صلاح خلف يسرد لـ"دنيا الوطن" تفاصيل ليلة الاغتيال للقادة الثلاثة
خاص دنيا الوطن- اسامة الكحلوت
قرر وحيد خلف مرافق الشهيد صلاح خلف كشف تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة القادة الثلاثة، الذين تم اغتيالهم على يد حمزة أبو زيد عام 1991، في ذكرى استشهادهم التي تصادف اليوم، ولأول مرة بعد سكوت دام لأكثر من 26 عاماً.

وحيد خلف تربطه علاقة قرابة قوية مع الشهيد صلاح خلف، وبناء على ذلك انطلق وحيد من عمان ثم إلى مصر ثم إلى دمشق ثم إلى لبنان حينما كان عمره 20 عاماً عام 1980، والتقى هناك بالشهيد صلاح خلف من خلال التوجه إلى بيته، طالباً منه الانضمام لمنظمة التحرير والعمل فيها.

وطلب وحيد من الشهيد صلاح خلف الانضمام في جهاز البحرية خاصة أنه يحمل شهادة في قيادة الزوارق البحرية، وتم إرساله لمعسكر لبداية التدريب، وبدأ حياته في العسكرية بالدوام داخل معسكر تابع لحركة فتح، ثم العمل على الحواجز داخل المخيمات الفلسطينية.

وبعد فترة من الوقت، طلب الشهيد صلاح خلف من وحيد ان ينتقل للعمل في حراسات منزله، وكان منذ ذلك الوقت برفقة الشهيد ابو إياد، وعاش معه منذ بداية إحياء انطلاقة فتح عام 1981، وعاش معه لحظات حرب بيروت عام 1982، وخرج مع أبو اياد آخر دفعة بعد خروج جميع مقاتلي الثورة من بيروت.

وقال وحيد، في حديث خاص لـ "دنيا الوطن)، ان الشهيد ابو اياد كان ملماً امنياً وعسكرياً وسياسياً، ويتنقل بطبيعته بين جميع المواقع والجنود، وكانت اسرته تعيش في الكويت، ويزورها مرة واحدة سنوياً، وفي اشد اللحظات الصعبة كان يتواجد بين الجنود وفي الصفوف الاولى ويرفض الانسحاب من أي منطقة ملتهبة.

ووصف وحيد الشهيد ابو اياد بأنه رجل ذو شخصيتين، الاولى عاطفية يتأثر بأي موضوع انساني، وفي الجانب الاخر حاسم، ويرفض التساهل والتسامح مع أي شخص يعبث بالوطن ويتعامل مع الاحتلال ويحكم باعدامه، ويرفض عقاب أي عسكري نتيجة أي خطأ، واقصى عقوبة يحكمها على العسكري هي الحجز في الموقع او البيت.

وكشف وحيد، ان الشهيد ابو اياد كان يعيش حياة اجتماعية مع كافة مرافقيه، ويطمئن عليهم وعلى عائلاتهم، معترفاً انه طلب منه ان يتمم نصف دينه، وقام بتجهيزه للزواج وتوفير بيت له، واتمام مراسم زفافه من الالف للياء.

وفي احد المواقف التي شاهدها وحيد، عندما تم القاء القبض على مجموعة حاولت اغتيال ابو اياد، مرسلة من صبري البنا، وفي احدى المرات طلب ابو اياد من مرافقيه ادخال الاشخاص الاربعة الذين ارسلوا لاغتياله الى مكتبه، وطلب منهم مغادرة المكتب والابقاء على المشتبهين لوحدهم معه.

وبعد انتهاء حوار ابو اياد مع المشتبهين باغتياله اذن لمرافقيه بالدخول الى مكتبه بالضغط على الجرس للسماح لهم بالدخل..هنا كانت المفاجئة، حيث ذهلوا من بكاء المجموعة التي حاولت اغتياله بعدما اقنعهم ابو اياد بوجهة نظره، وانه امامهم ويقدم لهم المسدس الخاص به، فينهار المشتبهون ويبكون.

ويرفض ابو اياد عقاب هؤلاء المغرر بهم لمجرد الاختلاف بالرأي، وقد اسس معسكر ماجد لاعادة تأهيل هؤلاء الشبان المغرر بهم من المنشقين عن حركة فتح.

ليلة الاغتيال

قبل اغتيال ابو اياد باسبوعين، توجه الى عمان بتاريخ 13-12-1990 بدعوة من الاردن لاول مرة بعد جفاء سنوات، والقى كلمة في النادي الملكي في احتفالية لحركة فتح في مهرجان شعبي بحضور جميع اللاجئين، وفي هذا اليوم بالذات ولاول مرة، طلب الشهيد ابو اياد من مرافقيه الانتباه جيداً، وهذه هي المرة الاولى التي يطلب منهم الانتباه جيداً، وغادر بعدها الى بغداد ثم عاد الى تونس.

وفي تونس في ساعات متاخرة من ليلة الاغتيال جلس الشهيد ابو اياد في بيت ابو محمد فخري العمري، وكان من المفترض ان يلتحق بهم ابو مازن للسهر مع بعضهم البعض كما هو معتاد، ولكن بعدما تأخر ابو مازن عن الجلسة، طلب ابو اياد من ابو محمد التوجه للسهر في منزل ابو الهول هايل عبد الحميد القريب من القصر الرئاسي التونسي، نتيجة وضعه الصحي غير المستقر.

وبطبيعة منزل ابو الهول يوجد مدخل رئيسي للمنزل يتواجد على بوابته الحراسات في كونتينر، ودخل حينها ابو اياد بسيارته مع ابو محمد، واتجهوا داخل المنزل، ويوجد باب خلفي اخر للمنزل.

في هذه الفترة تصادف دوام الحارس حمزة ابو زيد وهو من حراس بيت الشهيد ابو الهول، ودار حوار بينه وبين حارس اخر بوجود ضيوف لدى ابو الهول، وعندما عرف حمزة بان ابو اياد يتواجد في منزل ابو الهول ضمن الضيوف، وقف عند سيارته خارج المنزل، ودخل في حوار مع صديقه المسؤول عن حراسة البيت الداخلي، حول اذا ما كانت سيارة ابو اياد مصفحة ام لا، وبدأوا بالدخول برهان على ذلك، وقام حمزة حينها بسحب اجزاء سلاحه الكلاشنكوف على سبيل المزاح تجهيزاً لجريمته.

وبدأ هنا حمزة البحث عن مبرر لدخول بيت ابو الهول، خاصة انه من المكلفين بحراسة البيت من الخارج، وغير مخول بالدخول داخل البيت، فبدأ بالتذرع للحارس الخارجي ان هناك تماس كهربائي في الطابق العلوي لان الاضاءة تعمل ثم تعود تختفي الإضاءة، وطلب حمزة من الحارس ابلاغهم، فقال له لا يوجد شيء الامور طبيعية ولم ارى أي تماس او انطفاء في الانوار، وهنا حاول اقناعه بضرورة ابلاغهم.

وبعد تكرار اسباب حمزة، وقع هنا الخطأ من الحارس الخارجي، بعدما قال له ادخل الى البيت وابلغهم بهذا التماس، مع العلم انه يمنع دخول أي شخص من الحراسات الخارجية داخل المنزل.

وهنا بدأ حمزة بالطرق على باب البيت، وكان سلاحه جاهزاً لاطلاق النار، فعندما فتحت له "الشغالة" الباب، ابلغها ان هناك تماس كهربائي في الطابق العلوي، وبمجرد دخول حمزة المنزل، اطلق النار مباشرة على صلاح خلف المتواجد في صالة الضيافة على يمين بوابة الدخول مباشرة.

وقال وحيد:" مجرد دخول حمزة للبيت، رفض الدخول بحوار مع ابو اياد، واطلق رصاصتين عليه الاولى اصابته تحت العين والثانية في القلب، وهنا حماه ابو محمد ووضع صدره بصدر ابو اياد فاصيب بـ 20 رصاصة وقتل على الفور، وهنا قام ابو الهول للهجوم على حارسه حمزة، فخرجت آخر رشقة من الرصاصات أصابت الجزء السفلي لأبو الهول".

وهنا حدث ارتباك في المكان وبين صفوف الحراس، خاصة ان صوت اطلاق النار جاء من داخل المنزل، وبدأوا بالتحرك، وفشلت خطة حمزة التي رسمها بأن يتم اطفاء الانوار بعد الاغتيال والهروب من المنزل بسيارته الى اقرب نقطة للجزائر على الحدود مع تونس.

وبعد فشل الخطة اضطر حمزة ابو زيد لاحتجاز زوجة الشهيد ابو الهول والشغالة كرهائن، ودخل في بدايتها في جدال مع حارس البيت الذي سمح له بالدخول الى المنزل، وقال له:" انت خربت بيت الشعب الفلسطيني"، ودخل حمزة في حالة هستيريا.

وحاصر الامن التونسي المنزل بعدما احتجز حمزة الرهائن في الطابق العلوي من المنزل، بعدما لفظ ابو الهول انفاسه الاخيرة في السيارة قبل الوصول للمستشفى، وبدأت حالة الطوارئ في المنطقة، وهنا طلب حمزة احضار وزير الامن التونسي، فحضر ابو القاسم مسؤول الامن في فرقة التدخل، فطرده حمزة واطلق النار عليه واصابه في اصبعه.

وبعد وصول وزير الامن التونسي طلب حمزة منه احضار طائرة لاخلائه من المكان، ولكن بعد فترة من الحوار والنقاش والتفاوض، قرر تسليم نفسه ووضع سلاحه على الحائط وسلم نفسه للامن التونسي، وتم وضعه في الكرسى الخلفي في سيارة امنية وتم حمايته باكثر من اربعة اشخاص خلال نقله في نفس السيارة.

وخضع حمزة لتحقيق سري للغاية حتى ان نائب ابو اياد لم يعلم بتفاصيل سفره من تونس الا بعد يومين، وتم نقله بطائرة من تونس الى الجزائر ثم اليمن، ورافقه في هذه الرحلة مجيد الاغا وعبد الله الحوراني وغازي الجبالي، وكان حينها مقيد بسلاسل، وكان يتعامل بوقاحة مع المحقيين التونسيين، ويبدو انه كان تحت تأثير مخدر.

وأكد وحيد انه تم اصدر الحكم عليه واعدامه على متن سفينة في اليمن، نيتجة ضغوطات على المنظمة، وتم القائه في البحر بعد اعدامه، بحضور ابناء الشهيد ابو اياد.

واشار وحيد الى ان حمزة ابو زيد كان في الـ 30 من عمره، كان يعمل في جهاز الامن المركزي، وقبل عملية الاغتيال بعامين ترك العمل في المنظمة والحراسات نيتجة خلاف مع ابو الهول، وفي فترة العامين اختفى كلياً، ولم يعرف احد مكاناً له، وعاد بعدها الى ليبيا خلال حفل تأبين الشهيد خليل الوزير، والتقى ابو الهول هناك وطلبه منه العودة للعمل معه بعدما "تبهدل" خلال فترة انقطاعه عن العمل.

وهنا امر ابو الهول باصدار تذكرة له والحاقه بالعمل في صفوف الحراس، لكن وحيد لفت الى ان حمزة كان قبل تركه للعمل صدامياً، ولكن بعد عودته للعمل اصبح مثقفاً ويدخل في كثير من النقاشات السياسية، حتى نال ثقة ابو الهول، واصبح يشرب قهوة الصباح معه عندما يطلبه ابو الهول.

ومن ضمن اعترافات حمزة، قال ان لديه تعليمات بعدم الدخول بحوار مع ابو اياد لانه سيقوم باستقطابه على الفور اذا دخل معه بحديث.

كما تم الاعلان مؤخراً ان صبري البنا ابو نضال المنشق عن حركة فتح وراء الاغتيال، وتم الاستجواب في اجهزة الامن التونسي.

وتعيش زوجة صلاح خلف حالياً في مصر مع بنائه الثلاثة، فيما يعمل ابناؤه الثلاثة في الامارات في شركات خاصة.

فيديو أرشيفي حول الشهيد صلاح خلف ابو اياد 

 





التعليقات