حنا : نخجل من بعض الاعراب الذين يدمرون حضارة المشرق بأموالهم

حنا : نخجل من بعض الاعراب الذين يدمرون حضارة المشرق بأموالهم
رام الله - دنيا الوطن
 وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من الحجاج من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية في ولاية كاليفورنيا الامريكية وهم من اصول سورية وقد وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين . 

ابتدأ الوفد زيارته للقدس صباح اليوم بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كنيسة القيامة حيث كانت هنالك جولة داخل الكنيسة ومن ثم اقيمت صلاة خاصة من اجل السلام في سوريا ومن اجل عودة المطارنة السوريين المخطوفين ومن اجل جميع المتألمين والحزانى والمهجرين والمعذبين .

ومن ثم استمع الوفد الى كلمة من سيادة المطران الذي اعرب عن سعادته باستقبال الوفد الاتي من الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية الشقيقة في امريكا.

وقال سيادته بأن كنيسة القدس وانطاكية كما والاسكندرية والقسطنطينية وكافة الكنائس الارثوذكسية الشقيقة الاخرى انما ننتمي الى كنيسة واحدة والى ايمان واحد وان تعددت الانتماءات القومية او الاثنية او الخلفيات الثقافية .

نقول في دستور الايمان بأننا ننتمي الى كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية ونحن بدورنا نقول بأنه لا تفصلنا عن بعضنا البعض اية حدود جغرافية او اي اختلافات عرقية او اثنية فالايمان يوحدنا في بوتقة واحدة ، ونحن مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بأن نبقى متمسكين بايماننا واستقامة عقائدنا والتي تعلمنا ايضا استقامة الفكر والتعاطي مع القضايا الاجتماعية والحياتية التي تحيط بنا انطلاقا من قيمنا الايمانية .

المسيحية التي ننادي بها ليست محصورة بين جدران كنائسنا وليست مقصورة على طقوس وعبادات وليتورجيات نتممها ، فالمسيحية فكر وقيم واخلاق وانسانية وعودة الى الاحضان الالهية وتوبة صادقة ، المسيحية هي انحياز لكل انسان متألم ومعذب في هذا العالم وعندما كان السيد المسيح في هذه الارض المقدسة ينتقل من مكان الى مكان مناديا بقيم المحبة والرحمة والسلام بين الناس كان يذهب دوما الى الفقراء والى المحتاجين والى المرضى والثكالى والمتألمين لكي يكون بلسما لهم وتعزية لكل واحد منهم .

لم نرى ان السيد المسيح ذهب الى جبابرة هذا العالم وزعماءه واغنياءه واثرياءه بل كان دائما منحازا الى جانب الفقراء والمعذبين والمتألمين في هذا العالم ، لم نراه يوما ذاهبا الى الاغنياء تاركا الفقراء بل كان دائما الى جانب كل انسان فقير ومتألم ، هذه هي رسالتنا اليوم في هذا العالم الذي تسوده الانحرافات والتخبط والابتعاد عن القيم الانسانية والروحية السامية ، انحيازنا كمسيحيين يجب ان يكون الى جانب كل انسان مظلوم في هذا العالم ايا كان دينه وايا كانت خلفيته القومية او لون بشرته .

عندما نرى امامنا اي انسان علينا ان نتذكر بأن الله هو الذي خلق هذا الانسان على صورته ومثاله وعلينا ان نتذكر بأننا جميعا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله تعالى وان تعددت انتماءاتنا الدينية او خلفياتنا العرقية.

اما نحن في كنيستنا الارثوذكسية وجب علينا ان نؤكد دوما انتماءنا للسيد المسيح الذي بدونه لا نسوى شيئا وانتماءنا لكنيسته التي تركها لنا من اجل خلاص البشرية وتقديسها وانعتاقها من الخطيئة .

علينا ان نتذكر بأننا مطالبون في عالم اليوم حيثما كنا واينما تواجدنا بأن نكون سفراء لقيم الانجيل ودعاة محبة ورحمة واخوة في هذا العالم المضطرب الذي نعيش فيه .

نلتفت الى هذا المشرق العربي الذي فلسطين الارض المقدسة هي قلبه ونقول بأننا نتمنى بأن تزول حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تسود في منطقتنا .

نتضامن مع سوريا في محنتها وقد عانى اخوتنا في سوريا خلال السنوات الاخيرة من العنف والارهاب الذي استهدف المسيحيين وغيرهم من المواطنين.

نتضامن مع العراق واليمن وليبيا ونتضامن مع كافة ضحايا الارهاب في منطقتنا وفي عالمنا .

يحزننا ويؤلمنا ان هذا الدمار الهائل الذي حل بسوريا كما وبغيرها من الاقطار العربية انما تم بتخطيط غربي وبتمويل من بعض الدول العربية النفطية ، الاموال العربية النفطية التي كان من المفترض ان تكون مصدر خير ورقي وتطور في منطقتنا اصبحت مصدر وبال ودمار وخراب .

كم آلمني ما شاهدته عندما زرت معلولا مؤخرا وغيرها من الاماكن في سوريا والصور ذاتها هي التي تصلنا من اماكن متعددة في عالمنا ، انظروا الى اليمن السعيد والدمار الهائل الذي حل به ، انظروا الى ليبيا والعراق والى غيرها من الاماكن التي استهدفت ودمرت وشرد ابنائها ويُتم اطفالها.

نشعر بالالم والحزن مع كل قطرة دم بريئة تهرق في منطقتنا ، نحن وفي هذا المكان المقدس نقول بأننا نقف الى جانب كل انسان حزين ومظلوم ومتألم ومضطهد ، نقف الى جانب كل انسان اسير وجريح وثاكل ، ان نزيف سوريا وهذا المشرق العربي الذي نعيش فيه هو نزيفنا جميعا .