إحياء الذكرى 53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح" بصيدا

إحياء الذكرى 53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح" بصيدا
رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، وذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، نظَّمت قيادة حركة "فتح" في لبنان مهرجانًا مركزيًّا سياسيًّا حاشدًا في ملعب "فوكس سبور" في مدينة صيدا.

وتقدَّم الحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان وأعضاء قيادة الإقليم، وسماحة مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال، وسماحة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ممثَّلاً بالشيخ إبراهيم الديماسي، ونيافة المطران مارون سيقلي ممثِّلاً مطران صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك إيلي بشارة الحداد، ونائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان، وممثِّلون عن القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، والأجهزة الأمنية اللبنانية، إلى جانب أمناء سر حركة "فتح" في المناطق التنظيمية في لبنان وأعضاء قيادة المناطق، وأمناء سر الشُّعب التنظيمية وأعضاء قيادة الشعب التنظيمية، وقيادة وكوادر المكاتب الحركية و"الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" – فرع لبنان، وجمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، وجمعية "الكشّافة والمرشدات الفلسطينية"، وحشدٍ كبيرٍ من أبناء شعبنا الفلسطيني البطل القادم من أنحاء لبنان كافّةً.

وقد بدأ المهرجان بالوقوفِ دقيقة صمت لأرواح شهداء الأُمَّتين العربية والإسلامية، وفي مقدَّمهم القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، وعزفِ النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح"، ثُمَّ عُرِضَ وثائقيٌّ عن الأسيرة المناضلة عهد التميمي.

وبعد مقدِّمة ثوريّة من عريف المهرجان جهاد الحنفي، توالى إلقاء الكلمات. فكانت الكلمة الأولى لمفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال حيَّا فيها الشعب الفلسطيني المرابط والمدافع عن أرضه ومقدّساته، وخصَّ بالذكر أهلنا في مدينة القدس الذين يرابطون في بيت المقدس يدافعون عن المقدَّسات المسيحية والإسلامية.

وقال الشيخ الحبال: "إنَّنا نُدين وبشدة قرار ترامب المشؤوم، وندعو قياداتِ وشعوبَ الأُمّة العربية والإسلامية كافّةً للتوحُّد لمواجهة هذا الخطر الذي يحدق بأُمَّتنا والدفاع عن عروبة القدس وقدسية مقدَّساتها ورمزيّتها والوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة هذه المؤامرة الشرسة التي تتغلغل في جسد أُمَّتنا".

وفي ختام كلمته باركَ الشيخ الحبال ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، مُوجِّهًا دعوته لقيادة حركة "فتح" بضرورة إنجاز الوحدة الوطنية كونها الحركة الأم للشعب الفلسطيني، لمواجهة هذا الاحتلال اللعين بالوحدة الوطنية وبالتماسك.

ثُمَّ كانت كلمة نيافة المطران مارون سيقلي رحَّب فيها بالحضور وجاء فيها: "المفارقة التي تُثبِتُها جميع الكتب السماوية هي أنَّ معظم الرسل الذين أرسلهم الله بشَّروا في الأرض المقدسة، وتحديدًا في مدينة القدس، فأصبحت مدينة القدس مدينة الإيمان والصلاة والتقوى لكلِّ شعوب الأرض. والسيد المسيح كما يُعلِّمنا الكتاب المقدَّس أعطى الكثير من بشارته في مدينة القدس، وأنهى رسالته على الأرض فيها، وكنيسة القيامة ما زالت شاهدةً حتى اليوم على ذلك".

وأردف نيافة المطران: "القدس عربية بكلِّ تأكيد، وهي رمزٌ للديانات التوحيدية الثلاث، وضالٌّ كلُّ مَن يحاول أن يحتال على التاريخ، ويحاول أن يجعلها ملكًا له وحده".

وختم قائلاً: "بِاسم سيادة المطران بشارة الحداد جئنا اليوم متضامنين مع إخوتنا أصحاب الحق وأبناء الأرض الأصليين مُصلّين إلى الله القادر على كلِّ شيء أن يُخلِّص مدينة القدس من براثن الظلم والعنصرية والطغيان، وأن يجعلها مدينة الإنسان المسالم المحب المتعايش مع كلِّ إخوته في الإنسانية".

أمَّا كلمة "م.ت.ف" فألقاها نائب الأمين العام لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان، إذ حيّا الفتحاويين، وأكَّد أنَّ حركة "فتح" هي حركة الشعب الفلسطيني، وأنَّ ما قدَّمته حركة "فتح" على مدار التاريخ يخوِّلها بأن تقود منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف سليمان: "التحضيرات تتمُّ على أكمل وجه لعقد اجتماع المجلس المركزي والذي يجب أن يكون مقبرةً للانقسام البغيض"، داعيًا حركتَي "فتح" و"حماس" لتجاوز جميع النقاط الخلافية وإعلاء المصلحة الوطنية في مواجهة تحدِّيات المرحلة.

وأكَّدَ سليمان أنَّ ذكرى انطلاقة "فتح" هي انطلاقة للثورة موجِّهًا التحيّة لروح الشهيد ياسر عرفات.

وأخيرًا، كانت كلمة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، حيث وجَّه التحية للفدائيين الذين أطلقوا الرصاصات الأولى إيذانًا بانطلاقة حركة "فتح" الرائدة والثورة الفلسطينية المعاصرة، لتُعلِن أنَّ ما كان مستحيلا أصبح واقعًا، وكانت بداية تحقيق وإنجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني نحو العودة والتحرير والنّصر.

ووجَّه أبو العردات تحيّةَ إجلال وإكبار لروح القائد المؤسس الخالد الشهيد أبو عمَّار وكلِّ رفاقه في اللجنة المركزية والمجلس الثوري واللجنة التنفيذية ولكلِّ شهداء حركة "فتح" والثورة الفلسطينية وقادة الفصائل والمقاومة الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

وأكَّد أنَّه في هذه المرحلة بالذات، وفي ظلِّ التحديات التي تواجهها أُمَّتنا العربية والإسلامية، ستبقى أولى أولوياتنا ومهامنا هي إنهاء الانقسام بشكل كامل وترسيخ وتعزيز وحدتنا الوطنية الفلسطينية التي أجمعت وأكَّدت عليها كلُّ الفصائل الوطنية والإسلامية.

وأضاف أبو العردات: "من الضروري العمل على تقوية مؤسّسات منظمة التحرير الفلسطينية لحمايتها، وتفعيل دورها، وتعزيز مكانتها بصفتها الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا، لأنَّنا أمام مرحلة دقيقة جدًا تتعاظم فيها التحديات والأخطار".

وتابع: "إنَّ الإعلان الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وقرارات الكنيست الإسرائيلي قبل أيام إسقاط مدينة القدس من قضايا الوضع النهائي وقرار حزب الليكود المتطرف بفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في أراضي دولة فلسطين المحتلة باطلة ولن تمر، وقدسنا وأرضنا الفلسطينية ليست للبيع أو المساومة، مهما بلغت التضحيات، ورغم كل الضغوطات والتهديدات الأمريكية".

وأكَّد أبو العردات أنَّ عام 2018 سيكون عام الانتصار، وعام إنهاء الاحتلال من خلال الدعم الدولي الذي تحقَّق بفضل تضحيات شعبنا أولاً وهبَّته الشعبية في الدفاع عن القدس والأرض الفلسطينية، إضافةً إلى الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلتها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن.

وتابع: "إنَّ القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى، قضيَّة كلِّ العرب الأولى والمركزية، وقضية كل الأحرار في كلِّ العالم".

وتوجَّه أبو العردات بالتَّحية إلى الشعب الفلسطيني في لبنان، ودعا إلى المزيد من التضامن العربي، والابتعاد عن المعارك والصراعات والحروب الجانبية، التي أشعلتها الإدارة الأمريكية في المنطقة لإلهاء أُمَّتنا العربية والإسلامية عن قضيّتها المركزية، قضيّة فلسطين.

وحيَّا أبو العردات لبنان شعبًا وقيادةً، وأثنى على مواقف الرؤساء الثلاث، ودور لبنان العربي والدولي في دعم ونُصرةِ القضية الفلسطينية في كلِّ المحافل.

وختم قائلاً: "ستبقى قناعتنا راسخةً بأنَّ بوصلتنا كانت وستبقى فلسطين والقدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية الأبدية، شاء من شاء وأبى من أبى".

التعليقات