خيارات ترامب ضد السلطة الفلسطينية

خيارات ترامب ضد السلطة الفلسطينية
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، بدأت الشائعات والتسريبات تتحدث عن صفقة العصر، وهي في مضمونها وما تسرب منها، أنها تشمل وتتضمن حلاً شاملاً للقضية الفلسطينية.

وانتشرت تسريبات هنا وهناك حول الصفقة، ثم تبين أن الرئيس الأمريكي ترامب لا يريد أن يضغط على الجانب الإسرائيلي بحل نزيه يرضي جميع الأطراف، بل انحاز انحيازاً أعمى لصالح إسرائيل، سواء في قضية القدس أو غيرها، بفرض حل على الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل به الفلسطينيون أو العرب أو المسلمون إطلاقاً، حتى فاجأ الجميع بقراره ضم القدس، كعاصمة لدولة إسرائيل، ثم تبعه قرار من الليكود الإسرائيلي مؤخراً بضم الضفة الغربية، ولم تحرك أمريكا ساكناً إزاء القرار الإسرائيلي، ثم أتبعه الرئيس الأمريكي بقرار بالتلويح بوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية.
 
حملة شعواء تقوم بها الإدارة الأمريكية ضد السلطة الفلسطينية، بهدف الضغط على الرئيس أبو مازن، في محاولة لمساومة السلطة بالمساعدات الأمريكية، مقابل قبولها بتقديم تنازلات للجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وهذا ما أعلن عنه أبو مازن، أن السلطة لن تتنازل، ولن تقبل بالطروحات الأمريكية، بل إن ترامب تجاوز بضغوطه السلطة الفلسطينية، إلى الدول العربية والإسلامية، والعالم كله الذي رفض القرار الأمريكي، مما أوقع السياسية الخارجية الأمريكية في أزمة كبيرة مع معظم دول العالم، لمساومة العالم بالمساعدات مقابل القدس، حتى إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال: العالم ليس للبيع، وحذر دولاً عديدة في العالم من مغبة القبول بالسلوك الأمريكي، أو الإذعان للمساومات، وقبول طروحات أمريكا مقابل القدس.

ومن الواضح، أن السياسة الأمريكية الحالية، التي تساوم الثوابت الفلسطينية مقابل الأموال ليست عابرة بل جدية، وهذا سيؤدي إلى أزمات كبيرة في المنطقة لا يعلم أحد إلى أين ستصل، حتى إن أبو مازن حذر من نتائج هذه السياسة، وأن القدس لا تُباع بالمال، بينما ما يراه ترامب ونتنياهو، أن الضغوط المالية يمكن أن تجدي نفعاً لاسيما بعد قرار الليكود بضم الضفة الغربية لإسرئيل، في انتهاك سافر للاتفاقيات الدولية، التي تمت جراء اتفاق أوسلو، مما سيضع العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية في مأزق مستقبلًا.

التعليقات