إسرائيل تُهدد حماس وحزب الله

إسرائيل تُهدد حماس وحزب الله
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

بعد التخبط الإسرائيلي الأمريكي فيما يتعلق بقضية القدس، خرج نتنياهو وليبرمان يهددان كلاً من حماس وحزب الله بحرب ضارية، وقد رد القائد القسامي يحيى السنوار على تهديداتهما، بأن ما حصل لإسرائيل خلال الحرب الماضية في واحد وخمسين يوماً قادرون أن نفعله في إحدى وخمسين دقيقة، وقد صدق القائد السنوار بأقواله، حيث أثبتت حرب غزة السابقة، أن إسرائيل لا تستطيع احتمال مثل هذه الحروب، خاصة من حماس والمقاومة الفلسطينية بغزة ومن حزب الله في لبنان.

وأي أفكار دارت بالصحافة البريطانية، تتحدث عن محاولات
لإضعاف حزب الله في لبنان، هي أفكار فاشلة لن تنجح بالتأثير على حزب الله، كما أن أي أفكار لن تنجح أيضاً بالتأثير على حماس والمقاومة الفلسطينية بغزة.

في هذا الوضع الذي يتخذ فيه قادة إسرائيليون وأمريكان متهورون ومتعصبون قرارات، فإنهم سيجرون بها المنطقة إلى دمار، وإذا تركت الأمور لنتنياهو وليبرمان وترامب، فإن المنطقة ستشتعل، وحينها سنحتاج إلى تدخل من أوروبا لإخماد هذه النيران في مهدها قبل أن تندلع.

إن العالم يقف الآن متفرجاً على مهزلة ترامب ونتنياهو، وواجهت أمريكا وإسرائيل عزلة دولية واسعة النطاق، فيما يتعلق بالقدس، وإقدام إسرائيل على إشعال حرب مع لبنان وغزة، سيؤدي بإسرائيل إلى عزلة أكبر ودمار لا مثيل له، وسوف تعود إسرائيل إلى دول عربية وإسلامية وأوروبية، تطلب منهم تدخلاً لوقف الحرب كما حصل سابقاً.

الظروف تغيرت، وموازين القوي تبدلت، وحزب الله لم يعد حزب الله القديم، وحماس والمقاومة الفلسطينية بغزة لم يعودوا المقاومة القديمة، فالإمكانيات تضاعفت، وأصبحت إمكانيات إيذاء إسرائيل كبيرة جداً.

وفي هذه الحالة، إن اندلعت هذه الحرب، فإن إسرائيل ستطلب تدخلاً أمريكياً عسكرياً، لأنه ليس بمقدورها مواجهة مثل هذه الحرب بمفردها، ولا نريد التذكير بما جرى بالحروب السابقة من مآسٍ، لأن ما جرى صعب جداً، وما سيجري بالحروب المقبلة أصعب بكثير.

وإذا كان قادة إسرائيل يستخفون بقدرات غزة ولبنان، ويستخفون بالرأي العام الدولي، فإن أي حرب سوف تأتي، ستجعلهم يقرون ويعترفون بأخطاء قيادة إسرائيل، وأن الرئيس الأمريكي جر الشعب الإسرائيلي إلى الهاوية.

إن ما فعله الرئيس الأمريكي ترامب، لم يكن أمراً إيجابياً للشعب الإسرائيلي، بل ما فعله هو أمر استفزازي للشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع، ولم يُقدم لإسرائيل أي مبادرة حسنة تذكر، بل حاول تقديم المبادرة لنفسه لأسباب داخلية في أمريكا، تتعلق بالانتخابات الأمريكية المقبلة، كي يضمن فوزه بالانتخابات، ولو على حساب دماء أبناء المنطقة.

التعليقات