المصالحة الفلسطينية إلى أين؟

المصالحة الفلسطينية إلى أين؟
 بقلم: عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

بعد الأفراح التي سادت أوساط الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج، وفي كل مكان باتفاق المصالحة الفلسطينية، أُصيب الناس ببعض الإحباط لأن المصالحة لم تُنجز بعد، وبالشكل الذي يجب أن تكون عليه، وأصبحت المصالحة قاب قوسين أو أدنى من الفشل، فتارة تراهم يتبادلون الاتهامات، وتارة أخرى يهرولون إلى مصر لإنقاذ المصالحة.

ورغم المحاولات المصرية الجادة لإنجاح المصالحة، إلا أنه بالمقابل يجب أن تكون هناك محاولات جادة ونية صادقة من الأطراف الفلسطينية لإنجاح المصالحة، لا أن تكون شكلية وعرضة للمجاملات فقط.

هناك عقبات؛ فنحن نتحدث عن مصالحة تتم بعد عشر سنوات، وليس بعد أيام، بل إن هناك أموراً كثيرة متراكمة، وبحاجة إلى حلول جدية مثل الكهرباء وحياة الناس والوظائف والمعابر، ويفترض أن تضغط السلطة الفلسطينية باتجاه حل هذه المشاكل بكل إمكانياتها، حتى يشعر المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، أن الأمور تغيرت فعلًا، وهناك تحسن وإنجازات سوف تحصل يوماً بعد يوم، أي بالأفعال وليس بالأقوال، إضافة إلى مواكبة المصالحة مع التصريح الأمريكي لترامب حول قضية القدس كعاصمة لدولة إسرائيل، ولحسن الحظ أن إعلان ترامب جاء في ظل المصالحة، وهذا يعني وقوف الشعب الفلسطيني بأكمله، وبكل اتجاهاته ضد القرار الأمريكي.

هناك عناوين كبيرة للمشاكل حالياً بقطاع غزة مثل إعادة الإعمار والكهرباء والمعابر والوظائف والصحة، وهي بحاجة للتوقف عندها؛ لإيجاد الحلول اللازمة والسريعة لها.

ويترافق ذلك مع حملة من قبل السلطة الفلسطينية، وحكومة الدكتور رامي الحمد الله وفتح وحماس؛ لتهدئة الناس، وبث الأمل فيهم مع خطوات جدية لتحقيق إنجازات ملموسة، وبعد تحقيق كل إنجاز مهما كان صغيراً، ترتفع معنويات الناس، ويتمسكون بالمصالحة، ويترافق ذلك أيضاً مع جهود الأشقاء في مصر لدفع المصالحة للأمام.

التعليقات